شهامة على طريق السخنة: مسعف وسائق يثبتان أن الأخلاق أقوى من الحوادث

على طريق السخنة، وفي لحظة امتزج فيها الخوف بالارتباك، وقع حادث انقلاب سيارة جعل المارة يقفون في حيرة، غير قادرين على التحرك أو تقديم المساعدة. دقائق ثقيلة مرّت، لكن المشهد تغيّر تمامًا مع وصول سيارة الإسعاف التي حملت بداخلها روحًا مختلفة… روح إنسانية حقيقية.
ما إن توقفت سيارة الإسعاف حتى اندفع المسعف أسامة أحمد حجي والسائق الفني حسن عبد اللطيف بسرعة وبدون أي تردد، متوجهين مباشرة نحو السيارة المنقلبة. وسط الزحام والارتباك، كانت خطواتهما واثقة وتعكس خبرة مهنية وإحساسًا عاليًا بالمسؤولية.
داخل السيارة، وجدوا شابًا فاقد الوعي، فبدأوا في التعامل معه باحترافية شديدة، مثبتين أن دقائق قليلة قد تصنع الفرق بين الحياة والموت. لم يفكروا إلا في إنقاذه، ولم يلتفتا لأي شيء حولهما سوى لمهمة إنسانية وُجدا من أجلها.

لكن المفاجأة لم تكن في إنقاذ المصاب فقط…
فأثناء عملية الإسعاف، اكتشف أسامة وحسن وجود مبلغ مالي كبير ملقى داخل السيارة، كان يمكن لأي شخص أن يتجاهله أو يسيء التصرف بشأنه. إلا أن موقفهما كان درسًا في الأمانة قبل أن يكون مجرد إجراء مهني. فورًا قاما بحفظ المبلغ كاملًا، ووضعه في أماناتهم، لحين تسليمه للجهات المختصة بدون أن يضيع منه جنيه واحد.
هذا التصرف لم يكن مجرد التزام بالقواعد… بل كان انعكاسًا لأخلاق راسخة وشهامة أصيلة. ففي زمن تُختبر فيه المبادئ كل يوم، أثبت أسامة أحمد حجي وحسن عبد اللطيف أن الضمير ما زال حاضرًا، وأن بعض المواقف تعيد للناس ثقتهم في إنسانية من يحملون مهام إنقاذ الأرواح.
حادث طريق السخنة اليوم لم يكشف فقط عن مهارة فردين في إنقاذ شاب… بل كشف عن معدن رجال يعملون في صمت، يثبتون أن الأخلاق لا تُدرّس فقط، بل تُمارس، وأن الشهامة ليست كلامًا يُقال… بل موقف يُثبت.








