الرئيس السوري أحمد الشرع: إسرائيل وراء التصعيد في السويداء وسوريا لن تكون ساحة للفوضى!

في كلمة فجرية حاسمة ألقاها اليوم الخميس، حمّل الرئيس السوري أحمد الشرع الكيان الإسرائيلي مسؤولية التصعيد الأمني الخطير في محافظة السويداء، مؤكداً أن سوريا تقف عند مفترق طرق مصيري، وأنها “لن تكون ساحة للفوضى أو رهينة لأجندات خارجية”.

وقال الشرع في خطابه الذي تابعه ملايين السوريين عبر التلفزيون الرسمي ومنصات التواصل الاجتماعي:

“أصبحنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما مواجهة إسرائيل وصد عدوانها، أو البدء بإصلاح جبهتنا الداخلية لحماية وحدتنا الوطنية”.

 تحذير من الفتنة الطائفية

اتهم الشرع إسرائيل بأنها تسعى لـ”زرع الفتن الطائفية وتقسيم المجتمع السوري من الداخل، خصوصاً من خلال إشعال النزاعات بين مكونات المجتمع في الجنوب”، مشدداً على أن ما يجري في السويداء من اشتباكات مسلحة بين مكونات محلية هو جزء من مخطط خارجي لتفكيك سوريا.

وأضاف:

“الكيان الإسرائيلي يظن أن بإمكانه اختراق مجتمعنا من بوابة الطائفية، لكنه يجهل أن الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن، وحمايتهم مسؤولية وطنية قبل أن تكون أمنية”.

 تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل

كشف الرئيس السوري عن تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل بمهمة حفظ الأمن في محافظة السويداء، في خطوة تؤكد سعي الدولة إلى التهدئة والحلول السلمية، دون التفريط في هيبة الدولة أو سيادتها.

كما شدد على أن الدولة ستتصدى لأي محاولات انفصال أو تقسيم، قائلاً:

“سوريا لن تُقسَّم. نحن شعب واحد، ومهما حاول الخارج تمزيقنا، سنظل متماسكين”.

 رسالة طمأنة للدروز

في فقرة مؤثرة، خاطب الشرع أبناء الطائفة الدرزية مباشرة، مؤكدًا أن الدولة تقف إلى جانبهم، ولن تسمح لأي جهة داخلية أو خارجية باستغلالهم أو تهديد أمنهم.

وقال:

“أنتم لستم وحدكم. أنتم في قلب الدولة. وأمنكم جزء لا يتجزأ من أمن سوريا. لن نسمح لأي يد عابثة بزرع الفتنة بين أبناء الوطن”.

 رفض الحوار وإشعال النزاع

وكشف الشرع أن بعض المجموعات المسلحة في الجنوب رفضت الحوار مراراً، وأصرت على العمل وفق أجندات خارجية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأحداث.

وأكد أن الدولة السورية لن تتهاون مع من يعبث بالأمن الداخلي، محذراً من أن استمرار هذه الأعمال العدائية قد يدفع باتجاه مواجهة مباشرة.

تدخل إسرائيلي مباشر

شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً تمثل في غارات استهدفت مواقع في محيط دمشق وجنوب البلاد، في خطوة قالت تل أبيب إنها “لحماية مصالح الدروز”، وهو ما رفضه الشرع جملة وتفصيلاً.

وقال:

“إسرائيل تستخدم كل الوسائل لإشعال النزاعات، لكنها تغفل حقيقة أن السوريين بتاريخهم ومبادئهم، يرفضون الفوضى والاحتلال، ويريدون السلام والكرامة”.

 اتفاق تهدئة في السويداء

وكانت مصادر رسمية قد أعلنت، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الدرزية لوقف إطلاق النار في السويداء، بعد تدخل الجيش السوري ومبادرات من شيوخ العقل.

ختام الكلمة: سوريا للسوريين

واختتم الرئيس السوري كلمته برسالة وطنية قوية، قال فيها:

“سوريا ليست ساحة لتجارب الخارج، ولن نكون ضحية لأطماع الإقليميين والدوليين. نحن أبناء هذه الأرض، وسندافع عنها كما دافع أجدادنا، وسننهض من جديد رغم أنف العدو والمخرّبين”.

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى