تسريب امتحانات الشهادة الإعدادية: اخـ.ــتراق صفحه التربيه و التعليم وانتشار الغش في عدة محافظات!

في واقعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط التعليمية وأولياء الأمور على حد سواء، تم الكشف عن اختراق الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم على منصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تسريب أسئلة امتحانات الشهادة الإعدادية في عدد من المحافظات المصرية. تأتي هذه الأحداث وسط قلق متزايد بشأن نزاهة العملية التعليمية، ومخاوف من انتشار ظاهرة الغش الإلكتروني التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

تفاصيل الواقعة: اختراق وصفحات الغش تتصدر المشهد

 

بداية الواقعة تعود إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الأول من امتحانات الشهادة الإعدادية، حيث فوجئ عدد من المعلمين وأولياء الأمور بقيام صفحات على تطبيقات مثل “تليجرام” و”فيسبوك” بنشر صور يُزعم أنها لامتحانات اللغة العربية والرياضيات قبل موعد دخول الطلاب إلى اللجان.

الأدهى من ذلك، أن الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم على فيسبوك تم اختراقها لبضع ساعات، وتم من خلالها نشر منشورات غريبة، قبل أن تستعيد الوزارة السيطرة عليها وتؤكد أنها بصدد تتبع المتسببين.

محافظات تحت المجهر

 

تشير التقارير الميدانية إلى أن ظاهرة تسريب الامتحانات لم تقتصر على محافظة واحدة، بل شملت محافظات عدة منها:

  • القاهرة
  • الجيزة
  • الشرقية
  • المنوفية
  • سوهاج

وقد أكد أولياء الأمور أن بعض الطلاب دخلوا اللجان وهم يحملون إجابات كاملة لبعض المواد، وسط تساؤلات حول كيفية وصول هذه المحتويات إليهم.

ردود أفعال رسمية وشعبية

 

وزارة التربية والتعليم أصدرت بيانًا رسميًا أعربت فيه عن أسفها لما حدث، مؤكدة أنها فتحت تحقيقًا موسعًا بالتعاون مع وزارة الداخلية ونيابة أمن الدولة لتحديد الجهة التي تقف وراء هذا الاختراق السيبراني الخطير.

من جانب آخر، عبّر العديد من أولياء الأمور والمعلمين عن استيائهم الشديد، معتبرين أن مثل هذه الحوادث تنسف مبدأ تكافؤ الفرص وتفقد الطلاب الجادين ثقتهم في المنظومة التعليمية.

تكنولوجيا الغش.. السباق المحموم

 

الملفت للنظر أن الصفحات التي تورطت في نشر الأسئلة لا تزال تنشط على منصات مثل تليجرام، حيث تعمل ضمن مجموعات مغلقة تضم آلاف الطلاب، وتقدم “خدمة” التسريب مقابل اشتراكات مالية قد تصل إلى مئات الجنيهات، في ظل غياب رقابة رقمية كافية.

الخبراء التقنيون أشاروا إلى أن هناك أدوات متطورة تُستخدم لالتقاط صور الامتحانات من داخل اللجان عبر ساعات أو نظارات مزودة بكاميرات خفية، ثم تُرسل إلى مجموعات خاصة لتحليلها وتقديم الإجابات في دقائق.

دعوات للمحاسبة والتطوير

 

وسط هذه الفوضى، طالب عدد من خبراء التعليم بإعادة النظر في آلية تنظيم الامتحانات، واقترحوا تفعيل نظام الامتحانات الإلكترونية المؤمنة، أو تعميم نماذج متعددة من الامتحانات للحد من فرصة تسريب نموذج موحد.

كما ناشد الأهالي الدولة بضرورة ملاحقة المسؤولين عن تسهيل هذا النوع من الغش، ومحاسبة أي موظف أو مراقب يثبت تورطه في عمليات التسريب.

النتيجة المحتملة: فقدان الثقة

 

إذا استمرت هذه الظاهرة دون حسم رادع، فإن نتائجها ستكون كارثية على مستقبل العملية التعليمية، حيث سيفقد الطلاب المجتهدون دافعهم، وتتفشى ثقافة الغش كوسيلة أساسية للنجاح، ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج أجيال تفتقر إلى الكفاءة والجدارة.

إن تسريب امتحانات الشهادة الإعدادية واختراق صفحات وزارة التربية والتعليم ليست مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار خطير يدق أبواب النظام التعليمي بأكمله. لا بد من اتخاذ خطوات صارمة لتأمين الامتحانات، ومحاربة صفحات الغش، واستعادة ثقة الطلاب وأولياء الأمور في عدالة ونزاهة التقييم.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى