محافظ السويس يعلن انطلاق موسم حصاد القمح من الشلوفة: عيد للفلاح المصري وبداية لحصاد تعب عام كامل

في أجواء احتفالية تمثل رمزًا للجهد والنجاح، أعلن اللواء أ. ح / طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، بدء موسم حصاد القمح لعام 2025 من قرية الشلوفة الواقعة في حي الجناين، مؤكدًا أن هذا اليوم يُعد عيدًا لكل المصريين، حيث يجني فيه الفلاح ثمرة كفاحه وتعبه طوال أشهر من العمل الدؤوب في زراعة القمح، أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر.
وقد جاء الإعلان خلال فعالية رسمية حضرها عدد كبير من الشخصيات التنفيذية والشعبية والقيادات الزراعية، في مقدمتهم الدكتور عبدالله رمضان نائب المحافظ، واللواء أحمد الإسكندراني السكرتير العام للمحافظة، إلى جانب مشاركة واسعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وممثلي الجهات المعنية بالزراعة والتموين، مما يعكس أهمية هذه المناسبة في أجندة الدولة المصرية.
مشهد الاحتفال في الشلوفة: لوحة وطنية متكاملة
شهدت قرية الشلوفة مشهدًا وطنيًا متكاملًا، حيث اجتمع المسؤولون والمزارعون تحت شمس مايو الذهبية ليشهدوا بداية موسم الحصاد الذي يمثل ذروة موسم الزراعة، حيث يجني فيه الفلاحون ما زرعوه طوال الموسم الشتوي. وقد تخللت الفعالية كلمات تحفيزية وتوجيهية، ألقاها المحافظ والمسؤولون، تمجد في جهود الفلاح المصري ودوره المحوري في دعم الأمن الغذائي للدولة.
كما حضر الحفل الدكتورة حنان عبد اللطيف، مدير عام مديرية الزراعة، وعدد من نواب البرلمان مثل النائب جمال عبيد والنائب أحمد خشانة والنائب سيد عبده والنائب حافظ شوشة، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد التعاوني الزراعي ومديرية التموين. وقد شارك في المناسبة كذلك رؤساء الأحياء المختلفة، مما أضفى طابعًا شاملاً يوحد الجهود بين الحكومة والمجتمع الزراعي.
رسائل المحافظ: الفلاح نموذج يُحتذى به في كل الميادين
في كلمته، أشاد اللواء طارق الشاذلي بجهود الفلاح المصري، مشيرًا إلى أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة زراعية بل هو مناسبة وطنية يجب أن نفخر بها جميعًا. وقال: “يوم الحصاد هو يوم عيد لكل بيت مصري، فالفلاح يجني اليوم ثمار تعبه، وهذا المشهد يعلّمنا أن البذرة التي نغرسها اليوم قد تكون غدًا حصادًا مثمرًا، سواء في الزراعة أو التعليم أو أي مجال من مجالات الحياة”.
ودعا المحافظ إلى تعميم نهج الفلاح في الإصرار والصبر على العمل في مختلف القطاعات، خاصة في التعليم، حيث تبدأ العملية ببذل الجهد وتنتهي بتخريج جيل ناجح قادر على النهوض بالمجتمع.
أهمية الإرشاد الزراعي وحلول لمشاكل الفلاحين
وأكد المحافظ في كلمته على ضرورة تعزيز التواصل بين الإرشاد الزراعي والفلاحين، والاستماع الجيد إلى مشاكلهم وتحدياتهم أثناء مراحل الزراعة المختلفة. كما شدد على أهمية تقديم حلول واقعية وتوجيهات مدروسة لتلك المشكلات، حتى يتمكن الفلاح من تحسين إنتاجه خلال الدورات الزراعية القادمة.
وأشار إلى ضرورة مراجعة الأخطاء السابقة ووضع خطط علمية مدروسة لرفع كفاءة الإنتاج، وتحقيق أفضل إنتاجية ممكنة للفدان، وهو ما يتماشى مع خطط الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح.
دور الجمعيات التعاونية الزراعية في دعم الفلاح
وخلال الحفل، تم تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه الجمعيات التعاونية الزراعية في دعم الفلاحين، سواء من خلال توفير مستلزمات الزراعة أو الإرشاد والتوجيه أو التسويق. وقد حضر الحفل عدد من رؤساء الجمعيات التعاونية الزراعية على مستوى محافظة السويس، خاصة في القطاع الريفي بحي الجناين وفيصل، تأكيدًا على دور هذه الجمعيات كشريك أساسي في العملية الزراعية.
تأمين توريد القمح وتعاون مع مديرية التموين
في إطار التوجيهات الوطنية الخاصة بتوريد القمح المحلي لصالح الدولة، جرى التنسيق مع مديرية التموين لضمان تنظيم عملية استلام القمح من الفلاحين وفقًا للأسعار المعلنة، بما يحقق التوازن بين دعم الفلاح وتأمين احتياجات الدولة. وشارك في الاجتماع السيد أحمد علي مدير عام التموين، الذي أكد على جاهزية الشون والصوامع لاستقبال المحصول في كافة أنحاء المحافظة.
السويس نموذج للزراعة الواعدة في مصر
تتمتع محافظة السويس، وعلى وجه الخصوص منطقة الجناين، بتربة خصبة وبيئة ملائمة لزراعة القمح، وهو ما يجعلها أحد المراكز الزراعية الواعدة في الجمهورية. وتبذل المحافظة جهودًا كبيرة لتحديث أساليب الزراعة، وتوفير الدعم الفني والمالي للفلاحين، من خلال التنسيق مع وزارات الزراعة والتموين والموارد المائية.
خطة مستقبلية للنهوض بالقطاع الزراعي
على هامش الفعالية، أعلن المحافظ عن بدء دراسة خطة شاملة للنهوض بالقطاع الزراعي في السويس، تتضمن إنشاء مراكز تدريب للفلاحين، وتوسيع الاعتماد على تقنيات الري الحديث، فضلاً عن دعم زراعة القمح بأصناف عالية الإنتاجية.
كما وجه بتكثيف حملات التوعية والإرشاد من خلال مديرية الزراعة، وزيادة التواصل مع المزارعين لضمان تنفيذ الخطط الزراعية بكفاءة عالية.
ختام: القمح رمز للكرامة والسيادة
انتهت الاحتفالية وسط مشاعر من الفخر والفرح بين الحضور، خاصة المزارعين الذين رأوا في هذه الفعالية اعترافًا رسميًا بجهودهم وتقديرًا لدورهم المحوري في دعم الاقتصاد الوطني. وكان المشهد الختامي مؤثرًا حين قال المحافظ: “القمح ليس مجرد محصول، بل هو رمز لكرامة وسيادة الوطن، ودعم الفلاح هو دعم لمصر كلها”.
وبذلك، انطلقت رسميًا من قرية الشلوفة فعاليات حصاد القمح لهذا العام، وسط طموحات كبيرة لموسم ناجح ومثمر يعزز الأمن الغذائي ويؤكد أن الفلاح المصري سيظل دائمًا حجر الأساس في نهضة الوطن.