إنقاذ حياة مريض مسن بتركيب أول منظم دائم للقلب بمستشفى ترانس جلف التخصصي العام

في إنجاز طبي جديد يُضاف إلى سجل النجاحات الطبية في مصر، نجح الفريق الطبي المتخصص بوحدة قسطرة القلب بمستشفى ترانس جلف التخصصي العام في إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 83 عامًا، بعد أن تم تركيب أول جهاز منظم دائم للقلب داخل المستشفى. يأتي هذا الإنجاز تحت إشراف مباشر من الأستاذ الدكتور أحمد علاء، استشاري القلب بمستشفى عين شمس التخصصي والمستشفى السعودي الألماني، وبمشاركة فعالة من الدكتور طريف سالم، استشاري القلب والأوعية الدموية بمستشفى دار الفؤاد.

 

بدأت القصة حينما استقبل قسم الطوارئ بالمستشفى حالة حرجة لرجل مسن، كان يعاني من إعياء شديد واضطراب في الوعي، إلى جانب بطء حاد في ضربات القلب. وقد تبين لاحقًا أن السبب يعود إلى انسداد تام في الضفيرة الكهربائية للقلب، وهي حالة طبية نادرة وخطيرة تهدد حياة المريض بشكل مباشر إذا لم يتم التدخل السريع والعاجل.

 

فور وصول المريض، تم استدعاء الفريق الطبي المتخصص بوحدة قسطرة القلب، حيث خضع لتخطيط كهربائي للقلب وفحص بالموجات فوق الصوتية. وبعد تقييم الحالة بدقة، تم تشخيصها على أنها “إحصار جيبي أذيني حاد”، وهو أحد أنواع الإحصارات الكهربائية القلبية التي تتسبب في هبوط حاد بالدورة الدموية، ويستلزم تدخلاً فورياً.

 

بفضل سرعة استجابة الفريق الطبي وكفاءة الإجراءات داخل المستشفى، تم إدخال المريض إلى قسم الطوارئ، وتم تركيب منظم مؤقت لضربات القلب بهدف استقرار الحالة بشكل مبدئي. وفي خطوة طبية متقدمة، تم نقل المريض مباشرة إلى غرفة العمليات المتطورة بوحدة القسطرة، حيث أجريت له عملية تركيب منظم دائم للقلب بنجاح تام، في أول سابقة من نوعها بالمستشفى.

 

وما هي إلا ساعات قليلة حتى بدأ التحسن يظهر على الحالة، حيث غادر المريض المستشفى بعد أيام معدودة في حالة مستقرة، وسط إشادة من ذويه وثناء على الجهود الطبية المتميزة التي قدمها فريق العمل.

 

هذا الإنجاز لا يُعد فقط نقطة تحول في قدرات مستشفى ترانس جلف التخصصي، بل هو أيضًا دليل على الإمكانيات الطبية العالية التي باتت تتوافر في المستشفيات الخاصة بمصر، بفضل الاستثمار في التكنولوجيا الطبية الحديثة وتوفير الكفاءات البشرية المؤهلة.

 

ومن المعروف أن تركيب منظمات القلب الدائمة يُعد من العمليات الدقيقة والمعقدة، إذ تتطلب تجهيزات طبية عالية الدقة ووجود فريق من الاستشاريين المتخصصين في أمراض القلب والتداخلات القلبية. وتعتمد هذه الأجهزة على إرسال نبضات كهربائية منظمة إلى القلب لضبط إيقاعه، مما يحمي المريض من تكرار الأعراض المهددة للحياة، مثل فقدان الوعي أو توقف القلب المفاجئ.

 

وقد أشار الأستاذ الدكتور أحمد علاء إلى أن هذه الخطوة تعكس تطور المنظومة الصحية داخل مستشفى ترانس جلف، مؤكدًا على أهمية الجاهزية المستمرة في أقسام الطوارئ ووحدات القسطرة، كونها تلعب دورًا أساسيًا في إنقاذ الأرواح.

 

كما أوضح الدكتور طريف سالم أن التدخل السريع هو العامل الحاسم في مثل هذه الحالات، مشيرًا إلى أن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة، لا سيما بين المرضى كبار السن الذين يعانون من مشكلات قلبية معقدة.

 

ويُعد هذا الحدث بمثابة نقطة انطلاق لسلسلة من الإجراءات المستقبلية التي تهدف إلى توسيع نطاق الخدمات القلبية داخل المستشفى، بما يشمل توفير المزيد من الأجهزة المتقدمة، وزيادة عدد الفرق الطبية المدربة، وتوسيع برامج التدريب العملي للأطباء المقيمين.

 

وفي تصريح لإدارة المستشفى، تم التأكيد على التزامها المستمر بتقديم أعلى معايير الرعاية الطبية المتخصصة، لا سيما في مجالات القلب والأوعية الدموية، وتطوير بنيتها التحتية الطبية بما يتماشى مع أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال.

 

وقد حظيت هذه العملية بتفاعل واسع داخل المجتمع الطبي المحلي، حيث أشاد العديد من المتخصصين بهذا الإنجاز الذي يبرهن على أن القطاع الطبي في مصر يسير بخطى ثابتة نحو التميز، ليس فقط في تقديم الرعاية، بل أيضًا في تحقيق إنجازات نوعية تتجاوز التحديات التقليدية في المجال الطبي.

 

وفي الختام، تبقى قصة إنقاذ هذا المريض البالغ من العمر 83 عامًا تجسيدًا حيًا لأهمية التعاون الطبي، والجهد الجماعي، والتطور المستمر في التقنيات الطبية، وهي رسالة أمل لكل المرضى وعائلاتهم بأن الأمل في الشفاء موجود طالما هناك كفاءات متخصصة وإرادة قوية لإنقاذ الأرواح.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى