وداعًا ياسمين الفقي.. زهرة منوف التي خطفها المرض في ريعان شبابها

خيم الحزن والأسى على مدينة منوف بمحافظة المنوفية بعد تلقي نبأ وفاة الشابة ياسمين الفقي، الممرضة البالغة من العمر 28 عامًا، التي رحلت عن عالمنا وهي في بداية حياتها، حاملة معها أحلامًا وأمنيات لم تكتمل.
كانت ياسمين رمزًا للعطاء والرحمة، تمارس مهنة التمريض بكل حب وتفانٍ، ناشرة السعادة والاطمئنان في قلوب مرضاها وزملائها. شابة في مقتبل العمر، كانت عائلتها تنتظر اليوم الذي تزف فيه عروسًا وسط الأهل والأحباب، تملؤه الضحكات والفرحة. لكن شاءت الأقدار أن يسرقها ذلك المرض اللعين، الذي لم يمهلها كثيرًا ولم يمهل محبيها فرصة الاستعداد لفراقها.
عرفت ياسمين بين الجميع بطيبتها وأخلاقها العالية، وبابتسامتها الدائمة رغم ألمها ومعاناتها. كانت مثالًا حيًا للفتاة المنوفية الأصيلة، المكافحة والمتحملة للصعاب، تحلم بحياة بسيطة وسعيدة بين أسرتها الصغيرة، وتطمح لبناء مستقبل مشرق.
تحكي والدتها – والدموع لا تفارق عينيها – عن ابنتها قائلة:
“كانت أملي في الدنيا.. كنت أنتظر اليوم الذي أراها فيه عروسًا، لكنها ذهبت فجأة، وتركت قلبي مكسورًا لا يشفيه شيء.”
وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الحزن والدعاء لياسمين، حيث نعَتها زميلاتها وأصدقاؤها بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى مدى حب الجميع لها ولروحها الطيبة.
اليوم تبكي منوف ابنتها البارة، وتودع زهرة فتية كانت تستحق عمرًا مليئًا بالفرح، لا ألم المرض ولا لوعة الفراق. لكنها إرادة الله التي لا رد لها.
رحلت ياسمين في صمت، تاركة خلفها قصة ألم وحب، ودروسًا في الصبر والثبات، ستبقى خالدة في قلوب من عرفوها.
نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وأحبابها الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”