مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر؛ و4 طرق للحد منها في المجتمعات

The problem of early marriage in Upper Egypt

تظل مشكلة الزواج المبكر قائمة في كثير من الدول وبخاصة الدول النامية، التي تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات اللازمة لسكانها، ونلاحظ انتشار مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر بسبب الكثير من العادات المجتمعية الرجعية التي تسيطر على سكانه، وهذا يتطلب منا الحديث عن مشكلة الزواج المبكر في مصر، وبخاصة في الركن الجنوبي منها.

انتشار مشكلة الزواج المبكر في الصعيد

مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر

نتفق جميعا على أن صعيد مصر يمتلئ بنسبة كبيرة من السكان الذين ما زالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد المتوارثة، والتي قد يكون بعضها ضارا بالنساء الذين هم بناة المستقبل وأمل الغد.

فكما أنهم يتمتعون بالصفات الطيبة فكذلك نجد عادات لا بد من تغييرها، وإلا تتعرض الأمة للدمار والتخلف، ومن أهم تلك العادات الخطيرة الزواج المبكر.

تعد مشكلة الزواج المبكر من العادات السلبية التي يجب الابتعاد عنها بشتى الطرق، وترجع سلبيتها إلى أنها تؤدي إلى الإضرار بالأسرة وإنجاب أطفال غير أسوياء صحيا وبدنيا ونفسيا، بالإضافة إلى تعرض البنت للعنف الزوجي بسبب زواجها ممن هو أكبر منها سنا.

الأمور التي تدفع إلى زيادة مشكلة الزواج المبكر

هناك العديد من الأمور التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة الزواج المبكر وخاصة مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر، وهذه الأمور لا بد أن نتفكر فيها جيدا حتى نستطيع التغلب عليها، ومن أهم تلك الأمور ما يلي:

  • سيطرة الفقر وانخفاض مستوى المعيشة الذي يعيش فيه معظم الدول النامية، فهناك كثير من الأسر ما زالت تحت خط الفقر ولا يلتفت إليها أحد، وبالتالي تلجأ تلك الأسر للتخلص من كثافتها بتزويج البنات في سن مبكر تحت سن الثامنة عشر.
  • من أكثر الأمور التي تدفع رب الأسرة للإقبال على زواج بناته في سن صغير هي زيادة أعداد الأطفال بالأسرة الواحدة، حيث يكون الأب غير قادر على تلبية كل مطالب الأسرة فيصبح في ضائقة مالية، لا يجد حلا للتخلص منها إلا بالموافقة على زواج بناته في سن صغير.
  • التمسك بالأعراف التقليدية المتوارثة جيلا بعد جيل واقتناع الكثير بأنها الصحيحة ولا يمكن الحياد عنها، ولذلك نجد أن مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر متفشيه بدرجة كبيرة بسبب اعتقاد كثير من سكان الصعيد أن هذا هو العرف والتقليد المناسب الذي يجب اتباعه.
  • انخفاض معدلات الأمن وحفظ النظام في المجتمع المصري يلعب دورا أساسيا في انتشار مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر.

اقرأ أيضًا: بدايات الطفل شنودة وقضيته المثيرة للجدل

أضرار الزواج المبكر على الإناث

مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر

لا يخفى على الكثير منا الأضرار التي يسببها الزواج المبكر وخاصة للإناث، ولكننا نتغافل عنها وبالتالي تنتشر تلك المشكلة على نطاق واسع، ولن نستطيع الحد منها إلا إذا تكاتفنا وتعاونا في هذا الأمر، واقتنعنا أشد الاقتناع بأنها مشكلة خطيرة، تهدد أمن وكيان المجتمع المصري.

إن زواج البنات في سن مبكر يسبب لها تعقيدات نفسية وجسدية ومعنوية كثيرة، فالبنت في سن صغير لا تتمكن من قيادة الأسرة في هذا العمر، وهذا يعصف بكيان الأسرة ويدمرها.

هذا بالإضافة إلى عدم الوعي الكامل بمتطلبات الأسرة من جهة البنت، وبالتالي عند إنجاب الأطفال لن  تستطيع القيام بواجباتها الضرورية المطلوبة من كل أم ، وبهذا ينشأ الأطفال غير مؤهلين لاقتحام غمار الحياة.

كما أن البنت في هذا العمر لا تستطيع حل المشكلات التي تواجهها في حياتها، فما بالنا بمشكلات أسرة كاملة تكون تلك الفتاة مسئولة عنها، فهي بالطبع لن تقدر على ذلك وستقف عاجزة عن القيام بوظيفتها كقائد للأسرة، مما قد يؤدي في النهاية إلى انهيار الأسرة وربما الطلاق.

من أهم الأضرار التي تنتج بسبب مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر ارتفاع نسبة الوفيات بين الإناث، بسبب عدم تحمل البنت لآلام الحمل والولادة بالإضافة إلى إصابتها بالكثير من الأمراض نتيجة الولادة.

اقرأ المزيد عن: قصة سارة محمد التي شغلت بها الناس

الاعتقاد الخاطئ في صعيد مصر

مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر

هناك اعتقاد خاطئ ينتشر في كثير من البلدان وخاصة صعيد مصر، ألا وهو أن الإناث عبء على الأسرة، يجب التخلص منهن وإفساح المجال للذكر لأنه هو من يحمل اسم أبيه.

وبسبب هذا الاعتقاد العاري تماما من الصحة يقوم رب الأسرة بالبحث عن زوج لابنته يكبرها كثيرا في العمر،غافلا عن وجوه التكافؤ بينه وبين ابنته، كل ما يريده فقط هو التخلص من تلك الطفلة التي لا ذنب لها سوى أنها أنثى.

بسبب اعتقاد الآباء أن الأبناء هم قوام الأسرة وعمادها وهم من يعتمدون عليهم في المستقبل، ينشأ لديهم اقتناع تام بأن البنت عبء كبير على الأسرة ويجب التخلص منه بأية طريقة، ولكن الطريقة الأنسب هي الزواج سواء وجد التكافؤ بينها وبين الزوج أم لا.

اقرأ أيضًا: قانون الطلاق الجديد؛ وأهم ملامح القانون لعام 2022

كيفية الحد من مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر

هناك مجموعة من الطرق التي يمكن اتباعها للحد من مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر، والتي يجب على المسئولين اتباعها للحد من تلك الظاهرة الخطيرة، ومن تلك الطرق ما يلي:

  • القيام بحملات توعية عبر وسائل التواصل المختلفة لتوعية الناس بخطورة الزواج المبكر للإناث، ومن الممكن أن يقوم بتلك الوظيفة مجموعة من الشباب الواعي، يغرسون في الناس ضرورة تعليم الفتيات والانتظار لسن معين حتى يتم الزواج.
  • تلعب الحكومات دورا بارزا في إمكانية الحد من مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر، فمن الممكن أن تلجأ الحكومة لإصدار بعض القوانين التي تجرم الزواج المبكر للإناث، بالإضافة إلى إمكانية فرض الغرامات على من يقدم على زواج ابنته في سن مبكر.
  • توعية الآباء والأمهات بضرورة إنجاب عدد قليل من الأبناء، وذلك يؤدي إلى حسن تربيتهم وعدم الشعور بالضائقة المالية التي تنتج من كثرة إنجاب الأطفال.
  • الحرص على إقامة الدولة لبعض المشروعات التي تسهم في رفع مستوى المعيشة لدى كثير من الأفراد.
  • تقديم مكافآت للأسر التي تمنع الزواج المبكر لأطفالها، وتشجيعهم على إلحاقهم بالمدارس حتى يكملوا سنواتهم التعليمية ويصبحوا أكثر قدرة على مواجهة ضغوط الحياة.

وهكذا وفي نهاية حديثنا عن مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر لا يسعنا إلا أن نقول إننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل تقليل حجم هذه الكارثة، وحتى نصل إلى طريق التنمية لن تضعف ولن نتهاون في التصدي لتلك المشكلة التي تؤثر على اقتصاد البلاد وتودي بالمجتمع جميعه.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ارسال اشعارات نعم لا شكرا