تفاؤل حذر في غزة بعد إعلان هدنة إنسانية إسرائيلية ودخول أول قافلة مساعدات منذ مارس

وسط أجواء مشوبة بالحذر، عبّر عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة عن تفاؤل نسبي بإعلان إسرائيل لهدنة إنسانية من طرف واحد، تتيح استئناف دخول المساعدات الإنسانية التي توقفت بالكامل منذ مارس/آذار الماضي، وسط أزمة إنسانية خانقة يعيشها سكان القطاع.

صوت من الداخل: أمل رغم الألم

وتحدث سكان غزة لوسائل إعلام دولية، أبرزها “بي بي سي”، عن آمالهم بأن تكون هذه الهدنة بداية لتحسن الأوضاع المعيشية المتدهورة في ظل الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية. وقال المواطن محمد س. من حي الشجاعية: “نحن نعيش على ما تبقى من الأمل، الهدنة مرحب بها لكننا نخشى ألا تدوم أو أن تُعرقل كما حدث سابقاً.”

أما السيدة أم إبراهيم، فقد وصفت الهدنة بأنها “نافذة تنفس”، مضيفة: “أطفالي لم يأكلوا وجبة كاملة منذ أيام، المساعدات قد تعني لنا الحياة.”

أولى الشاحنات تدخل من كرم أبو سالم

ووفق ما أفادت به مصادر إعلامية مصرية لبي بي سي، فقد دخلت صباح الأحد نحو 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تم تفريغ حمولتها لفحصها قبل إدخالها إلى قطاع غزة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ عدة أشهر.

وأضافت المصادر أن قوافل إضافية شوهدت تتوجه من مدينة العريش شمال سيناء نحو معبر رفح الحدودي، في مؤشر على نية توسيع نطاق إيصال المساعدات خلال الساعات المقبلة.

مخاوف من عراقيل محتملة

ورغم هذا التطور الإيجابي، فإن المشهد لا يخلو من القلق، حيث يُخشى أن تواجه عملية إدخال المساعدات عراقيل جديدة، سواء من الجانب الإسرائيلي أو نتيجة للتصعيد الميداني الذي قد يطرأ في أية لحظة.

وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين المحليين في غزة: “نرحب بالمساعدات، لكننا نطالب بضمانات دولية لاستمرارية دخولها، فنحن لا نريد هدنة مؤقتة بل حلاً مستدامًا.”

أوضاع إنسانية حرجة

وكانت تقارير أممية قد حذرت من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت الحصار، ويعاني 80% منهم من انعدام الأمن الغذائي، فيما خرجت أغلب المستشفيات عن الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية.

وفي ظل الانقطاع الكامل للمساعدات منذ مارس، باتت العائلات تلجأ إلى وسائل بدائية للبقاء، وسط عجز المؤسسات المحلية عن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.

دعوات للضغط الدولي

منظمات حقوقية وإنسانية دولية دعت إلى ضرورة الضغط على الأطراف المتصارعة لضمان فتح ممرات إنسانية دائمة، وتسهيل وصول الغذاء والدواء والمياه النظيفة، لا سيما مع اقتراب فصل الصيف الذي يفاقم الأزمات الصحية.

وأشارت تقارير إلى أن الهدنة الحالية وإن كانت محدودة، إلا أنها قد تمهد الطريق لمفاوضات أوسع بوساطات إقليمية ودولية تهدف إلى الوصول لاتفاق إنساني شامل، خاصة في ظل تنامي الضغط الشعبي والإعلامي.

 

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى