الصحفي الأمريكي جيريمي سكاهيل ينعى أنس الشريف: إسرائيل اغتالت صوت الحقيقة في غزة

في بيان مؤثر هزّ ضمير الصحافة العالمية، نعى الصحفي الأمريكي البارز جيريمي سكاهيل، مؤسس موقع The Intercept وأحد أبرز الأصوات في فضح الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان، زميله الفلسطيني أنس الشريف الذي قُتل الليلة برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة.

أنس الشريف، الصحفي الشاب الذي وُصف بأنه “أشجع بطل صحفي في غزة”، قضى ما يقارب عامين يوثق بالصوت والصورة الهجوم المستمر على شعبه، متحديًا القصف والموت والدمار. لم يكن يحمل سوى الكاميرا وإيمانه العميق بواجبه في نقل الحقيقة إلى العالم.

كتب سكاهيل على حسابه الرسمي:

“إسرائيل اغتالت الليلة أنس الشريف، لأنه امتلك الشجاعة ليوثق ما يجري في غزة. لقد وضعوه على قائمة الاغتيالات بسبب صوته الحر. عارٌ على هذا العالم وعلى كل من سكت.”

منذ بداية الحرب، برز اسم أنس الشريف كمصدر أساسي للتقارير الميدانية من قلب غزة، حيث كان يظهر في البث المباشر متحديًا الخطر لنقل صورة الواقع القاسي الذي يعيشه المدنيون. كثير من زملائه أكدوا أن أنس تلقى تهديدات مباشرة من الجيش الإسرائيلي، لكن ذلك لم يردعه عن مواصلة عمله.

جيريمي سكاهيل، الحائز على جوائز مرموقة في الصحافة الاستقصائية، اعتبر أن اغتيال أنس الشريف ليس مجرد جريمة بحق صحفي، بل هو هجوم مباشر على حرية الصحافة وحق الشعوب في معرفة الحقيقة. كما دعا المؤسسات الإعلامية العالمية إلى كسر صمتها والتنديد بهذه الجريمة، مؤكدًا أن “قتل الصحفيين في غزة أصبح سياسة ممنهجة لإخفاء الجرائم”.

إحصائيات المنظمات الدولية تؤكد أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة منذ بدء الحرب تجاوز كل الأرقام المسجلة في مناطق النزاع الأخرى، ما يثير أسئلة ملحة حول عجز المجتمع الدولي عن حماية الإعلاميين.

اغتيال أنس الشريف، كما يرى سكاهيل وكثيرون غيره، يسلط الضوء على المعركة الكبرى بين الحقيقة والدعاية، بين من يسعون لكشف الواقع ومن يريدون طمسه. في النهاية، تبقى رسالته وصوره وشهاداته حاضرة، شاهدة على مأساة شعبه وإصراره على أن الصحافة ليست جريمة، بل واجب إنساني لا يسقط بالتقادم.

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى