وزير التعليم يُعلن تطوير شامل لمناهج اللغة العربية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الإعدادي: تعزيز الهوية وبناء جيل واعٍ

في خطوة جديدة تعكس اهتمام الدولة بتعزيز الهوية الوطنية والارتقاء بمستوى التعليم، أعلن الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن إطلاق خطة تطوير شاملة لمناهج اللغة العربية، تمتد من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي، بهدف بناء شخصية متكاملة للطالب منذ سنواته الأولى، وربط النشء بلغته وثقافته بأسلوب عصري.
وأكد الوزير، خلال كلمته في إحدى الندوات التعليمية، أن الوزارة شرعت في تنفيذ استراتيجية تطوير المناهج بالتعاون مع مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية، وهيئة كبار العلماء ومجموعة من الخبراء التربويين، مشيرًا إلى أن التطوير لا يقتصر على المحتوى فقط، بل يشمل أساليب التدريس والتقييم والتفاعل داخل الفصل الدراسي.
وأوضح الدكتور محمد عبد اللطيف أن منهج اللغة العربية الجديد سيتسم بالحداثة والربط بالحياة الواقعية، وسيتضمن نصوصًا أدبية وثقافية تعزز من قيم المواطنة والانتماء، وتُنمّي المهارات اللغوية والفكر النقدي لدى الطلاب. وأضاف أن الوزارة حرصت على أن تكون النصوص قريبة من واقع الطفل المصري، مستمدة من بيئته وثقافته، مع إدخال موضوعات متنوعة تتناول القيم الأخلاقية والمهارات الحياتية.
وأشار الوزير إلى أن عملية التطوير تراعي كذلك الفروق الفردية بين الطلاب، حيث يتم تقديم الأنشطة التعليمية بأساليب متنوعة تراعي الذكاءات المتعددة وتُشرك الطالب في عملية التعلم. كما سيتم تدريب المعلمين بشكل مكثف على المنهج الجديد لضمان تحقيق أهدافه، وتحقيق أعلى استفادة ممكنة داخل الصفوف الدراسية.
وتابع حجازي: “اللغة العربية ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي جسر للهوية والانتماء، وهي مفتاح لفهم تراثنا وثقافتنا، ومن هنا جاءت أهمية أن تكون مناهجنا أكثر ارتباطًا بحياة الطلاب وأكثر قدرة على تعزيز شخصيتهم وتنمية وعيهم”.
وأشار إلى أن الخطة تشمل أيضًا تطوير وسائل التقييم بما يتناسب مع أهداف المنهج الجديد، حيث سيتم التركيز على الفهم العميق، والقدرة على التعبير والتحليل، بعيدًا عن الحفظ والتلقين التقليدي.
وقد لاقى إعلان الوزير ترحيبًا من عدد من الخبراء في مجال التعليم واللغة العربية، مؤكدين أن تطوير مناهج اللغة العربية يعد من أهم المحاور التي يجب العمل عليها بجدية، خاصة في ظل التحديات الثقافية والتكنولوجية التي تؤثر على تواصل الأجيال الجديدة مع لغتهم الأم.
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية مصر 2030 التي تسعى لتحديث وتطوير نظام التعليم ليواكب تطورات العصر، ويُعِد أجيالًا قادرة على التفكير النقدي والإبداع والمشاركة الإيجابية في المجتمع.
ويُنتظر أن يُحدث هذا التطوير نقلة نوعية في تدريس اللغة العربية، خاصة بعد سنوات من الشكاوى المتكررة من صعوبة المناهج وبعدها عن واقع الطلاب، مما جعل العلاقة بينهم وبين لغتهم الأم فاترة في بعض الأحيان.
وفي الختام، فإن تطوير منهج اللغة العربية لا يمثل مجرد تعديل في المحتوى التعليمي، بل هو استثمار في مستقبل الوطن، وغرس لقيم الانتماء والاعتزاز باللغة والتاريخ في نفوس النشء، بما يُشكّل الأساس لبناء جيل جديد أكثر وعيًا وارتباطًا بهويته.