ترامب يمنح سوريا فرصه الازدهار واشنطن ترفع العقوبات و تدعو للاستقرار

في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم مسار جدي نحو السلام والازدهار في الدولة التي مزقتها الحرب على مدار أكثر من عقد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان رسمي:
“الرئيس يدعم مساراً جدياً لسوريا كدولة سلمية ومزدهرة. وبرفع العقوبات، منح سوريا فرصة حقيقية لتحقيق هذا المسعى”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد في وقت لاحق أن إدارته تسعى إلى تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بلاده “تتطلع إلى خفض التوتر ومساعدة سوريا في الوصول إلى الاستقرار”. وأضاف: “هناك سوء فهم بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وقد تواصلت مع الطرفين في محاولة لرأب الصدع وتخفيف التصعيد”.
ويبدو أن هذا التحرك الدبلوماسي يأتي متزامنًا مع تطورات ميدانية مهمة، إذ أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مساء الأربعاء أن وقف إطلاق النار في سوريا “سيدخل حيّز التنفيذ خلال 3 إلى 4 ساعات”، في إطار تفاهمات جديدة بين القوى الإقليمية والدولية.
خلفية القرار
يُنظر إلى قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا على أنه تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه دمشق، لا سيما بعد سنوات من العزلة الاقتصادية والدبلوماسية. وكان قانون “قيصر” الأمريكي أحد أبرز أدوات الضغط على الحكومة السورية، والذي فرض عقوبات مشددة طالت مسؤولين ومؤسسات، وشملت حتى الشركات التي تتعامل مع النظام.
لكن يبدو أن التطورات الإقليمية، والضغوط المتزايدة من بعض الحلفاء في الشرق الأوسط، دفعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في نهجها. وقد تكون هناك حسابات استراتيجية تتعلق بإعادة التوازن في المنطقة وسط تنامي النفوذ الروسي والإيراني داخل الأراضي السورية.
ردود الفعل الدولية
حتى اللحظة، لم تصدر تعليقات رسمية من دمشق بشأن رفع العقوبات، لكن مصادر إعلامية مقربة من الحكومة السورية رحبت ضمنيًا بالقرار، واعتبرته خطوة نحو تخفيف المعاناة الاقتصادية عن الشعب السوري.
من جانبها، عبّرت إسرائيل عن قلقها من الخطوة الأمريكية، في ظل تباين وجهات النظر بين تل أبيب وواشنطن بشأن الدور الإيراني في سوريا. فيما اعتبر مراقبون أن محادثات ترامب مع الجانبين السوري والإسرائيلي قد تكون خطوة أولى نحو اتفاق غير معلن للتهدئة.
أما أنقرة، التي تلعب دورًا محوريًا في الملف السوري، فقد أشادت بالتفاهمات الجديدة، وأكدت أن وقف إطلاق النار المرتقب هو نتاج مفاوضات شاقة شاركت فيها أطراف إقليمية ودولية، ما يعزز فرص الحل السياسي.
هل تبدأ مرحلة جديدة في سوريا؟
رفع العقوبات لا يعني نهاية الأزمة السورية، لكنه يشير إلى تحرك دبلوماسي لافت قد يفتح باب المفاوضات الجادة بين الأطراف المتصارعة. ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى لإعادة تشكيل سياستها الخارجية قبيل الانتخابات المقبلة، عبر تبني خطوات غير تقليدية في ملفات حساسة مثل سوريا.
لكن تبقى التساؤلات مطروحة: هل ستلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار؟ وهل يكون الرفع الجزئي للعقوبات مقدمة لتطبيع أوسع؟ أم أن هذه الخطوة مجرد مناورة سياسية لربح الوقت أو كسب نقاط انتخابية؟