جريمة تهز الأوساط الأكاديمية: سرقة 50 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من منزل د. نوال الدجوي بأكتوبر

في واقعة مثيرة هزت الرأي العام وأوساط التعليم العالي في مصر، كشفت مصادر أمنية عن تعرض منزل الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس إدارة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، لعملية سرقة كبرى وصفت بأنها واحدة من أكبر وقائع السرقة في الأوساط الخاصة خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الواقعة الصادمة
تقدمت الدكتورة نوال الدجوي ببلاغ رسمي إلى الأجهزة الأمنية بالجيزة، يفيد باختفاء محتويات خزنة كبيرة داخل غرفة نومها بفيلا مملوكة لعائلتها في أحد أشهر الكمبوندات السكنية بمدينة 6 أكتوبر. ووفقًا للتحريات الأولية، فإن المسروقات تشمل ما يلي:
- مبلغ 50 مليون جنيه مصري
- ما يقرب من 3 ملايين دولار أمريكي
- 350 ألف جنيه إسترليني
- 15 كيلوغرامًا من المشغولات الذهبية
المبالغ المذكورة والمقتنيات الذهبية تم الإبلاغ بأنها من إرث العائلة، وتمت مراجعتها وتوثيقها بعلم أفراد الأسرة خلال عام 2023. وأشارت الدكتورة نوال، في أقوالها أمام رجال المباحث، إلى أن الشكوك تحوم حول أحد الأشخاص من داخل العائلة، مما فتح الباب أمام العديد من التساؤلات والتكهنات حول دوافع الجريمة ومدى تورط عناصر من المحيط العائلي.
تحقيقات وتحريات موسعة
على الفور، بدأت أجهزة الأمن في الجيزة، بقيادة فريق متخصص من مباحث أكتوبر، إجراء تحقيقات موسعة حول ملابسات الحادث. وتم استدعاء عدد من أفراد العائلة والعاملين بالفيلا للتحقيق وأخذ أقوالهم. كما يجري فحص كاميرات المراقبة بالكمبوند والمنطقة المحيطة للوصول إلى أي دليل يمكن أن يقود إلى الجناة.
ووفقًا لمصدر أمني، فإن عملية السرقة تمت بدقة وهدوء، وهو ما يرجح أن يكون الفاعل على دراية جيدة بمحتويات المنزل ومكان الخزنة وتوقيتات تواجد أفراد الأسرة، مما يدعم فرضية “الفاعل من الداخل”.
من هي نوال الدجوي؟
الدكتورة نوال الدجوي تُعد واحدة من أبرز الشخصيات الأكاديمية ورائدات التعليم الخاص في مصر، وقد أسست جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب في تسعينيات القرن الماضي. وتتميز مسيرتها بالاهتمام برفع جودة التعليم وربطه بالمعايير العالمية من خلال شراكات أكاديمية مع جامعات بريطانية وأوروبية. وقد لعبت دورًا محوريًا في تطوير التعليم الجامعي الخاص في مصر.
وقد أثار الحادث صدمة كبيرة بين طلاب الجامعة وهيئات التدريس، حيث عبّر العديد منهم عن استيائهم من الجريمة التي طالت شخصية أكاديمية مرموقة، مطالبين بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
ردود فعل متباينة
أثارت الواقعة جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن أسباب الاحتفاظ بهذه الثروات الهائلة في المنزل بدلاً من إيداعها بالبنوك. فيما عبّر آخرون عن تعاطفهم الشديد مع الدكتورة نوال، مؤكدين أن الحادث يمثل خرقًا خطيرًا للخصوصية والأمان، خاصة في كمبوند يفترض فيه أن يكون من أكثر المناطق تأمينًا في أكتوبر.
وقد أبدى نشطاء ومعلقون استغرابهم من عدم وجود حراسة كافية أو نظام أمني داخلي متطور يمكنه رصد مثل هذا النوع من السرقات قبل وقوعها.
الجانب القانوني
من الناحية القانونية، قد تكون هذه الجريمة بداية لمسار قضائي معقد، خاصة في ظل اتهام غير مباشر لأحد أفراد العائلة، ما قد يستدعي تقديم دلائل قوية لإثبات التهمة. كما سيُطرح تساؤل قانوني حول طبيعة الأموال والمشغولات الذهبية وهل تم التصريح بها أو إدراجها ضمن الذمم المالية للأسرة، ما قد يستدعي تحقيقات مالية موازية.
لا تزال الأجهزة الأمنية تواصل تحرياتها على قدم وساق لكشف ملابسات واحدة من أغرب قضايا السرقة التي شهدتها مدينة أكتوبر في السنوات الأخيرة، وسط حالة من الترقب الشعبي والإعلامي. ويأمل الجميع أن تُسفر التحقيقات قريبًا عن إلقاء القبض على الجناة واستعادة المسروقات، لتبقى العدالة عنوانًا يحمي الجميع مهما كانت مكانتهم أو مواقعهم.
في ظل هذه الحادثة المؤسفة، يتجدد النقاش حول ضرورة تأمين الممتلكات الثمينة في أماكن آمنة، وضرورة إعادة النظر في الإجراءات الأمنية بالكمبوندات السكنية الفاخرة.