“معسكر الأحلام” الأهلي يستعد لموقعة صن داونز الحاسمة بحثًا عن نهائي الأبطال

يدخل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، اليوم الأربعاء، معسكرًا مغلقًا استعدادًا للمواجهة المصيرية التي تجمعه بنظيره الجنوب إفريقي، صن داونز، في إياب الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا، والتي تُقام يوم الجمعة الموافق 25 أبريل الجاري على استاد القاهرة الدولي في تمام الساعة السابعة مساءً.
وتأتي هذه المباراة المرتقبة بعد انتهاء لقاء الذهاب بالتعادل السلبي بين الفريقين، في المواجهة التي احتضنها ملعب “لوفتوس” بالعاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا، وهي نتيجة تمنح الأهلي فرصة كبيرة للعبور إلى النهائي القاري شريطة استغلال عاملي الأرض والجمهور وتحقيق الفوز بأي نتيجة.
وكان الجهاز الفني بقيادة السويسري مارسيل كولر قد منح اللاعبين راحة سلبية لمدة 48 ساعة فور عودتهم من جنوب إفريقيا، بهدف التقاط الأنفاس وتجديد الطاقات، وهو قرار حظي بترحيب داخل أروقة الفريق خاصة في ظل ضغوط المباريات المتلاحقة هذا الموسم.
استأنف الفريق تدريباته الجادة يوم الثلاثاء على ملعب مختار التتش بالجزيرة، وسط أجواء يسودها الحماس والتركيز، ليعلن بعدها الجهاز الفني الدخول رسميًا في المعسكر المغلق الذي يمتد حتى موعد المباراة، في خطوة تهدف إلى فرض الانضباط الكامل وإبعاد اللاعبين عن أي تشتيت قد يؤثر على تركيزهم في هذه المباراة المصيرية.
يعكف كولر، الذي أثبت نجاحه في المباريات الكبرى، على وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الفنية التي سيخوض بها اللقاء. وحرص المدير الفني خلال الحصص التدريبية الأولى على مراجعة بعض الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون خلال لقاء الذهاب، خاصة فيما يتعلق بإهدار الفرص وضعف الفاعلية الهجومية.
كما أولى الجهاز الفني اهتمامًا كبيرًا بالجوانب البدنية، من خلال رفع معدلات اللياقة لدى اللاعبين، إلى جانب تخصيص تدريبات تكتيكية مكثفة تتضمن التحرك بدون كرة، والضغط العالي، وسرعة التحول من الدفاع للهجوم.
داخل المعسكر المغلق، يسود الالتزام التام من جميع اللاعبين، حيث يدرك الجميع حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ورغبة الجماهير في رؤية فريقهم في المباراة النهائية للبطولة التي تعد الأهم على مستوى الأندية الإفريقية.
وحرص الجهاز الفني على عقد عدة جلسات نفسية مع اللاعبين، للتأكيد على أهمية المواجهة وضرورة التحلي بالهدوء والثقة وعدم التسرع أمام المرمى، إلى جانب غرس روح البطولة والانتصار، خاصة لدى اللاعبين الشباب الذين يشاركون لأول مرة في هذا الدور الحاسم.
يُعوّل الأهلي كثيرًا على جمهور القلعة الحمراء، الذي لا يتوانى عن تقديم الدعم والمساندة في كل الأوقات، حيث من المتوقع أن يكون استاد القاهرة ممتلئًا عن آخره بالجماهير العاشقة للفريق، والتي ستخلق أجواء استثنائية تعزز من فرص الفريق في تخطي عقبة صن داونز.
وقد وجهت الإدارة الدعوة إلى الجماهير للزحف إلى الاستاد، والتشجيع المثالي من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة، مع الالتزام بالتعليمات الأمنية والحفاظ على الروح الرياضية.
أسند الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) إدارة اللقاء إلى الحكم الدولي الموريتاني دحان بيدا، يعاونه الإيفواري أدوا هيرمان ديزيريه والتوجولي جوناثان كوفي، بينما يتولى الرواندي صامويل أويكوندا مهام الحكم الرابع، وتدير تقنية “الفار” مجموعة يقودها بامالاك تسيما ويعاونه الرواندية الشهيرة ساليما موكانسانجا.
ورغم ما يتمتع به طاقم التحكيم من سمعة طيبة، إلا أن الجماهير تأمل في أن تخرج المباراة بتحكيم عادل، لا تشوبه المجاملات أو الأخطاء المؤثرة، خاصة أن مثل هذه المواجهات كثيرًا ما تحسمها تفاصيل دقيقة قد يكون للصافرة دور فيها.
فريق صن داونز أثبت في السنوات الأخيرة أنه أحد أقوى الفرق الإفريقية، ليس فقط على مستوى الأسماء، بل أيضًا في التنظيم الفني والانضباط التكتيكي. وقد أظهر الفريق الجنوب إفريقي في مباراة الذهاب احترامًا كبيرًا للأهلي، واعتمد على أسلوب دفاعي حذر مع الاعتماد على المرتدات السريعة.
ويتوقع أن يدخل الفريق مباراة القاهرة بنوايا هجومية أكثر جرأة، خاصة أنه لا يملك رفاهية التعادل السلبي مرة أخرى، مما قد يفتح المساحات أمام لاعبي الأهلي لاستغلالها بالشكل الأمثل.
المباراة تمثل بوابة العبور نحو النهائي الإفريقي الحلم، حيث يسعى الأهلي إلى مواصلة طريقه نحو التتويج بالنجمة الثالثة عشرة، لتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية تتويجًا بالبطولة، وهو هدف لا يفارق عقول وقلوب الجماهير الحمراء التي تنتظر التتويج القاري كل موسم.
ويُدرك كولر ولاعبوه أن جماهير الأهلي لا تقبل بأقل من المجد، وهو ما يزيد من إصرار الجميع على تقديم أفضل ما لديهم لعبور هذه المرحلة الصعبة.
في ظل كل هذه الأجواء من الاستعداد والالتزام، تبقى الروح القتالية والعزيمة هي السلاح الأقوى للفريق الأحمر. فلا الإصابات، ولا ضغوط البطولات المحلية، ولا قوة المنافس، يمكن أن تقف حائلًا أمام رغبة لاعبي الأهلي في إسعاد جماهيرهم والعودة إلى النهائي الإفريقي من جديد.
وإذا كانت الكرة لا تعترف إلا بالعطاء داخل المستطيل الأخضر، فإن الأهلي عوّد جماهيره دائمًا على أن يكون في الموعد، خاصة حين تتعلق الأمور بالتاريخ والمجد القاري.