مرض Wijdane Said

52 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

في مقطع مصوّر قصير نشرته على صفحتها، تتحدّث ويْدان سعيد عن معركة بدأت منذ وقت ليس بالقصير — معركة ليست أمام خصم ظاهر، بل أمام جسد اختاره المرض ساحةً له. الفيديو منشور على يوتيوب عبر الرابط:

https://youtube.com/shorts/PRpqMd7yF-A?si=99dnxRWAO9tcdNtD

ويْدان، شابةٌ في مقتبل سنواتها، أم لطفلٍ صغير، وجدت نفسها فجأة تُصارع مرضًا استنزافيًا نادرًا اسمه Idiopathic Pulmonary Fibrosis — أي التليف الرئوي مجهول السبب — وهو اضطراب يسبّب تندّبًا تدريجيًا لنسيج الرئة، ما يؤدي إلى تقلّص قدرتها على التنفس ومن ثمّ تراجُع في وظائفها.

منذ الولادة، بدأت ويْدان تشعر بصعوبة متزايدة في التنفس، ومع الوقت تم تشخيصها بهذا المرض الذي لا يزال حتى اليوم بلا علاج جذري سوى زراعة الرئة في بعض الحالات، وهي الحالة التي أصبحت تلمسها ويْدان على أرض الواقع: “الزرع هو الحل الوحيد الذي قد يمنحني فرصة لمزيد من السنوات” كما ورد في حملة جمع التبرعات التي تم إطلاقها لمساندتها.

في الفيديو، شاركت ويْدان لحظات ضعفها، وخوفها من أن يفتقد طفلها حضنها في مرحلةٍ من مراحل حياته، كما شاركت أملاً وصمودًا. حديثٌ هادئ لكنها حادّ، يجمع بين الواقع المرير والرجاء العميق.
وهي تدعو الجميع لنقل ما تمرّ به، ليس فقط طلبًا للتعاطف أو للتسليط الإعلامي، بل لفتح نقاشٍ حول هذا المرض الذي يُهدّد حياة الكثيرين بصمتٍ نسبي، ويُفرض على المرضى أن يكونوا في مواجهة شبه فردية مع جسدهم ومع النظام الطبي والمالي.

خلفية المرض

التليف الرئوي مجهول السبب هو حالة يتكوّن فيها نسيجٌ ليفي في الرئتين دون سبب واضح — وهذا يجعل عملية التنفس أكثر صعوبة مع مرور الوقت، لأن الأكسجين لا يستطيع أن ينتقل بفعالية إلى الدم. ويصبح النسيج المتندّب أقل مرونة، مما يشكّل عبئًا كبيرًا على القلب والرئتين معًا. وغالبًا ما يكون التشخيص متأخّرًا لأنها تبدأ بأعراض بسيطة كضيق بسيط في التنفس أو سعال خفيف، ويُخشى أن تتطوّر بسرعة في بعض الحالات.
ويرتبط هذا المرض غالبًا بالتقدّم في العمر، لكن ويْدان كانت في عمر أصغر، ما يجعل حالتها مثيرة للانتباه وللقلق معًا.

التحديات التي تواجهها ويْدان

  1. البعد المالي والعلاج: التشخيص وحده لا يكفي، ففي حالتها يقول الأطباء إن الزرع هو الحل — لكن زراعة الرئة عملية مكلفة جدًا، غير متوفّرة بسهولة في كل الدول، وقد لا تكون مضمونة الشفاء أو البقاء مدى الحياة.
  2. الدعم النفسي والعائلي: أن تكون أمًا لطفلٍ صغيرًا يعني أن لا خيار سوى الاستمرار، حتى لو كانت الأحوال صعبة. ويْدان تحاول أن تظل قوية لطفلها، رغم الألم والخوف.
  3. التوعية المجتمعية: المرض ليس معروفًا جيدًا في العديد من المجتمعات، وقد يُغلق المرضى معاناتهم خوفًا أو خجلًا أو بسبب غياب المعلومات. مشاركة فيديو ويْدان هي خطوة نحو جعل الصوت أعلى، والمعلومة أكثر انتشارًا.
  4. البحث والوقت: بسبب قلتهم، غالبًا لا يكون هناك بحثٌ كافٍ أو دعمٌ طبي مخصّص للمرضى في الدول ذات الموارد المحدودة. الوقت عامل حاسم أيضًا، لأن التدهور قد يكون سريعًا، والعلاج المبكر يمنح فرصًا أفضل.

دعوة للعمل والمساندة

من خلال هذا المقال، لا نكتفي بسرد قصة ويْدان، بل ندعو إلى:

  • رفع الوعي حول التليف الرئوي مجهول السبب، وما يحيط به من تحديات.
  • دعم المبادرات التي تساعد المرضى على الوصول إلى العلاجات أو عمليات الزرع أو حتى العناية التلطيفية.
  • تشجيع الجهات الصحية والمجتمعية على فتح حوارات، وتمويل أبحاث، وتسهيل إجراءات المرضى في البلدان التي تفتقر إلى الموارد.
  • تقدير حجم التضحية التي يبذلها المرضى وعائلاتهم، والامتنان للطاقم الطبي الذي يعمل غالبًا تحت ضغوط كبيرة.

 

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى