مباشر … حريق ضخم بمستشفى بالإسكندرية

70 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

شهدت منطقة كرموز غرب محافظة الإسكندرية ظهر اليوم الخميس حالة من الذعر والهلع بعد اندلاع حريق ضخم داخل مستشفى راقودة التخصصي الواقع بمحور المحمودية، حيث تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بشكل كثيف من أعلى المبنى، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من قوات الحماية المدنية، التي تمكنت من السيطرة على النيران وإخلاء المرضى والعاملين من داخل المستشفى دون وقوع خسائر بشرية، فيما لا تزال عمليات التبريد والفحص جارية حتى الآن.

بداية الحادث

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، ظهر اليوم، إخطارًا عاجلًا من غرفة عمليات شرطة النجدة، يفيد باندلاع حريق داخل مستشفى راقودة التخصصي بمحور المحمودية، في نطاق حي كرموز. على الفور، هرعت قوات الحماية المدنية مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء والإسعاف إلى موقع الحادث، وسط حالة من الاستنفار الأمني لتأمين محيط المنطقة ومنع اقتراب المواطنين.

مشهد من قلب الحريق

بحسب شهود عيان، فإن الحريق بدأ في الطابق الثالث من المبنى قبل أن يمتد إلى الطابق الرابع، ما تسبب في تصاعد ألسنة اللهب بسرعة كبيرة بسبب وجود تجهيزات طبية وأجهزة كهربائية داخل المستشفى. وقد شوهدت سحب الدخان الكثيف تغطي سماء المنطقة، فيما عمل رجال الإطفاء على محاصرة النيران ومنعها من الانتقال إلى الطوابق السفلى.

وأشار أحد العاملين بالمستشفى إلى أن النيران اشتعلت بشكل مفاجئ داخل وحدة العمليات في الطابق الثالث، ما اضطر الطاقم الطبي إلى الإسراع في إخلاء المرضى فورًا بمساعدة قوات الدفاع المدني، حيث تم نقل بعضهم إلى مستشفيات قريبة لتلقي الرعاية اللازمة.

التدخل السريع للحماية المدنية

قامت قوات الحماية المدنية بالدفع بـ6 سيارات إطفاء وعدد من سيارات الإسعاف، وتم فرض طوق أمني بمحيط المستشفى، فيما تم إخلاء المبنى بالكامل من المرضى والزوار والعاملين. وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق بعد جهود استمرت أكثر من ساعة ونصف، ليبدأ بعدها رجال الإطفاء في أعمال التبريد لضمان عدم تجدد الاشتعال.

وأكد مصدر أمني مسؤول أن السيطرة على الحريق تمت دون تسجيل أي حالات وفاة أو إصابات خطيرة، مشيرًا إلى أن سرعة تحرك قوات الحماية المدنية أسهمت في إنقاذ عشرات المرضى من خطر الاختناق.

ملابسات أولية وتوقعات السبب

من خلال المعاينة المبدئية التي أجراها فريق من المعمل الجنائي، تبين أن الحريق نشب في الطابقين الثالث والرابع بالمستشفى، مع امتداد الدخان إلى باقي الأدوار. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن ماس كهربائي داخل وحدة التكييف أو أحد الأجهزة الطبية، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب بدقة.

كما تم إخطار النيابة العامة التي كلفت فريقًا من المحققين بالانتقال إلى موقع الحادث لمعاينة المكان وسماع أقوال العاملين بالمستشفى ومسؤولي الصيانة، وطلب تقرير من الدفاع المدني حول أسباب الحريق ومدى توافر اشتراطات الأمن والسلامة داخل المنشأة الطبية.

إخلاء المرضى ونقلهم

وأكدت مصادر داخل مديرية الصحة بالإسكندرية أن عملية إخلاء المرضى تمت بنجاح كامل، إذ تم نقل عدد من الحالات الحرجة إلى مستشفيات الإسكندرية الجامعية ومستشفى رأس التين العام، بينما تم إعادة توزيع باقي المرضى على مستشفيات القطاع الخاص القريبة من الموقع، حتى انتهاء أعمال الفحص والتبريد.

وشهدت عملية الإخلاء تعاونًا كبيرًا بين الطاقم الطبي ورجال الإسعاف والدفاع المدني، حيث تم استخدام الكراسي المتحركة ونقالات الطوارئ لنقل المرضى، خاصة من أقسام الغسيل الكلوي والعناية المركزة. وأكد شهود عيان أن مشاهد الإنسانية سيطرت على الموقف، حيث حرص الأطباء والممرضون على إخراج المرضى قبل أنفسهم.

تصريحات رسمية

من جانبه، أكد اللواء جمال رشاد، رئيس حي كرموز، أن الحريق تمت السيطرة عليه بالكامل دون وقوع إصابات، مشيرًا إلى أن الأجهزة التنفيذية تتابع الموقف لحظة بلحظة بالتنسيق مع الحماية المدنية ووزارة الصحة. كما شدد على أن أعمال الفحص مستمرة لمعرفة مدى تضرر المبنى وتأثير الحريق على سلامة الهيكل الإنشائي.

وأضاف رشاد أن النيابة العامة تسلمت الملف بالكامل لبدء التحقيقات، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت وجود تقصير أو إهمال في تطبيق معايير السلامة.

ردود فعل المواطنين

أثار الحريق حالة من القلق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد المنصات مقاطع فيديو تظهر ألسنة اللهب الكثيفة التي التهمت الأدوار العليا للمستشفى. وعبّر المواطنون عن شكرهم لرجال الحماية المدنية الذين تمكنوا من السيطرة على الموقف بسرعة، ومنعوا وقوع كارثة إنسانية كانت محتملة لو تأخر التدخل.

وكتب أحد المواطنين على “فيسبوك”: “ربنا يحمي أهلنا في الإسكندرية، الحمد لله إن مفيش ضحايا، وربنا يجازي رجال الإطفاء اللي أنقذوا الناس”. فيما طالب آخرون بضرورة تشديد الرقابة على المستشفيات الخاصة للتأكد من التزامها بمعايير الأمان والسلامة.

تحركات ما بعد الحادث

تتابع محافظة الإسكندرية مع وزارة الصحة تقييم الأضرار داخل المستشفى تمهيدًا لإعادة التشغيل بعد استيفاء جميع متطلبات الأمان. كما أوصت لجنة الدفاع المدني بإجراء فحص شامل لشبكات الكهرباء وأنظمة الإطفاء الداخلي، والتأكد من سلامة المصاعد ومخارج الطوارئ.

وأكد مصدر مسؤول في مديرية الصحة أن المستشفى سيظل مغلقًا مؤقتًا حتى انتهاء الفحص الفني، حفاظًا على أرواح المرضى والعاملين. كما أشار إلى أنه سيتم إعداد تقرير شامل لرفعه إلى وزارة الصحة حول ملابسات الواقعة وأسبابها ونتائجها النهائية.

تحليل الحادث وأبعاده

يشير خبراء السلامة إلى أن تكرار حوادث الحرائق في المنشآت الطبية خلال الفترة الأخيرة يعكس ضرورة مراجعة اشتراطات الأمن الصناعي بشكل دوري. وأوضح المهندس محمد عبد العزيز، خبير السلامة المهنية، أن وجود أجهزة كهربائية تعمل على مدار الساعة داخل المستشفيات يجعلها عرضة لمخاطر الماس الكهربائي، لذلك يجب أن تكون هناك أنظمة إنذار مبكر وطفايات حريق موزعة بشكل استراتيجي.

وأضاف أن تدريب الطواقم الطبية على إجراءات الإخلاء السريع يمثل خط الدفاع الأول في مثل هذه الحوادث، مؤكدًا أن ما حدث في مستشفى راقودة يُعد مثالًا إيجابيًا على الاستجابة السريعة والتنسيق بين الجهات المعنية.

انتهت أزمة حريق مستشفى راقودة التخصصي بسلام، دون خسائر بشرية، بفضل سرعة الاستجابة من قوات الحماية المدنية وتعاون الأجهزة التنفيذية، لكن الحادث يظل جرس إنذار قويًا يستدعي مراجعة أنظمة الأمان في كل المستشفيات والمنشآت الطبية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

وقد أكدت مصادر رسمية أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن نتائج الفحص النهائي ستُعلن خلال الأيام المقبلة لتحديد الأسباب الحقيقية للحريق ومحاسبة المقصرين إن وجدوا، حفاظًا على أرواح المواطنين وحقهم في بيئة طبية آمنة.

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى