عريس الشرقية اسماعيل محمد ملحقش يفرح ومات بازمة قلبية
كانت ليلة زفاف أسطورية بكل المقاييس، أقرب إلى ليالي “ألف ليلة وليلة”، حيث عم الفرح وملأ المكان، العريس إسماعيل محمد وعروسه كانا في قمة السعادة، لم يتوقفا عن الرقص طوال الليل، وسط الزغاريد والأصوات التي تعالت من جميع أنحاء المكان. هكذا وصف أهالي منيا القمح بمحافظة الشرقية تلك الليلة التي ستظل محفورة في ذاكرتهم، الليلة التي ودّعهم بها العريس الشاب إسماعيل محمد بطريقة مأساوية، بعدما توفي في ليلة زفافه أثناء توجهه إلى منزل الزوجية برفقة عروسه.
إسماعيل، الذي كان يعرف بين أهل قريته بالشاب الرياضي الطموح، غادر البلاد قبل خمس سنوات ليعمل في إحدى الدول العربية، حيث سعى بكل جهد لتجهيز نفسه والعودة ليحقق حلمه بالزواج من حبيبته علا، ابنة قريته التي طالما أحبها وتمنى أن تكون شريكة حياته. محمد، ابن عم إسماعيل، يروي بحزن عن تلك الفاجعة: “إسماعيل كان شابًا مكافحًا، قضى سنوات طويلة من العمل الشاق في الخارج لتجهيز كل شيء من أجل زفافه، وبعدما عاد إلى مصر قبل عشرة أيام فقط، لم يكن يتخيل أن تكون هذه هي النهاية.”
وبدأت الاحتفالات بزفاف إسماعيل في القاهرة، حيث أقيم حفل أسطوري حضره الأهل والأصدقاء، تعالت الزغاريد وامتلأ المكان بالبهجة والسرور، بينما كان إسماعيل لا يتوقف عن الرقص والابتسام، والتقاط الصور التذكارية مع الجميع. تلك اللحظات السعيدة كانت وكأنها وداعًا أخيرًا، وكأن إسماعيل كان يشعر بأنه لن يراهم مرة أخرى. ومع انتهاء الحفل، شعر إسماعيل بوخزة في صدره، لكنه قرر ألا يُظهر أي علامة على التعب أو الألم، خاصة أمام والدته التي كانت تراقب كل حركة بعينيها المملوءتين بالفرح.
بعد انتهاء الحفل، تحرك موكب الزفاف من القاهرة باتجاه قرية منيا القمح، حيث كان إسماعيل وعروسه يستعدان لبدء حياتهما الجديدة في منزل الزوجية. لكن المفاجأة الحزينة كانت عندما اشتد الألم في صدر إسماعيل بشكل مفاجئ، ليتم نقله على الفور إلى المستشفى. كانت اللحظات ثقيلة على الجميع، كل من حضر الحفل كان يأمل أن تكون الأمور بخير، ولكن، للأسف، أعلن الأطباء عن وفاة إسماعيل بأزمة قلبية حادة، تاركًا خلفه عروسًا حزينة وأهلًا في حالة من الصدمة.
أحمد، أحد أهالي القرية، تحدث عن إسماعيل بكلمات من القلب، “إسماعيل كان شابًا رياضيًا، يلعب في أحد الأندية المحلية، وكان محبوبًا من الجميع، كان طيب القلب وودودًا مع كل الناس. سفره للعمل بالخارج كان لتحقيق حلمه، وكان الكل يعرف مدى حبه لعروسه، الكل كان يتحدث عن ذلك الفرح وكيف كان ينتظره الجميع.”
الجنازة كانت مشهدًا مؤثرًا، خرجت من مسجد القرية، حيث تجمع أهالي منيا القمح ليودعوا إسماعيل، العريس الشاب الذي كان حلمه أن يحتفل بزفافه مع أهله وأصدقائه، لكن القدر لم يمهله الفرصة لذلك. والدته كانت بين المشيعين، تبكي وتردد بصوت مملوء بالحزن، “ملتحقتش تفرح يا إبني”، كلماتها كانت تعكس حالة الحزن الشديد التي سيطرت على قلوب الحاضرين.
آخر ما كتبه إسماعيل على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي كان رسالة مليئة بالتفاؤل والحب، كتب: “إن شاء الله فرحى بكره وأنا رصيدى في الدنيا أخواتي وأصحابي، مستنيكو نفرح مع بعض وآسف لو نسيت أعزم حد”. كانت تلك الكلمات وكأنها وصية وداع أخيرة، تركت أثرًا عميقًا في نفوس كل من عرفه.
رحل إسماعيل محمد في ليلة كانت من المفترض أن تكون البداية لحياة جديدة مليئة بالحب والسعادة، لكنه ترك خلفه ذكرى أليمة وحزنًا لا يُنسى في قلوب أهله وأصدقائه وأهل قريته، ليظل اسمه محفورًا في الذاكرة كعريس منيا القمح الذي رحل في ليلة زفافه.