برلين تؤكد تمسكها بحل الدولتين”لا اعتراف بدولة فلسطين في الوقت القريب رغم الأولوية”

في خطوة تحمل دلالات سياسية مهمة على الساحة الدولية، أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، أن الأولوية الرئيسية في الوقت الراهن هي الدفع نحو تحقيق حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين، لكنها في الوقت نفسه استبعدت اتخاذ أي خطوات فورية للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي رسمي:
“نؤكد أن أمن إسرائيل يحتل أولوية قصوى لدى الحكومة الألمانية، وفي ذات الوقت نؤمن أن التقدم نحو حل الدولتين أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “لا توجد لدينا خطط للاعتراف بدولة فلسطينية في المستقبل القريب، ونرى أن الحل السياسي يجب أن يتم التوصل إليه عبر التفاوض المباشر بين الطرفين.”

 موقف ألماني متوازن ولكن حذر

يأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه الدعوات الأوروبية والدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتزامه المضي قدمًا نحو الاعتراف الرسمي بفلسطين، وهو ما دفع بعض العواصم الأوروبية إلى إعادة تقييم مواقفها.

إلا أن ألمانيا، التي طالما حافظت على علاقة استراتيجية متينة مع إسرائيل، تسير بحذر في هذا الملف، مؤكدة أنها معنية بتحقيق “تقدم حقيقي على الأرض”، وليس فقط خطوات رمزية. ويبدو أن برلين تسعى للحفاظ على دور الوسيط النزيه القادر على التأثير في مجريات الأحداث من دون التورط في اصطفافات حادة.

 حل الدولتين… خيار استراتيجي

ورغم عدم الاعتراف الرسمي في الوقت الحالي، إلا أن الحكومة الألمانية أكدت مجددًا على دعمها الكامل لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمن، وفق حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ويُعتبر هذا التصريح تذكيرًا واضحًا بأن حل الدولتين لا يزال الإطار الأمثل من وجهة نظر برلين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة مع تزايد التوترات والعنف المتكرر في الأراضي المحتلة.

التأثير الدولي وردود الفعل

وتباينت ردود الفعل على التصريحات الألمانية، حيث رأى مراقبون أن التحفظ الألماني يعكس رغبة في حماية المصالح الاستراتيجية والأمنية مع تل أبيب، في حين اعتبر آخرون أن برلين تتفادى الاصطفاف خلف المبادرات الرمزية لصالح تحرك دبلوماسي شامل يُلزم الطرفين بإعادة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي هذا السياق، شددت الحكومة الألمانية على ضرورة عودة الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية دولية، مؤكدة أن أي حل دائم لا يمكن فرضه من طرف واحد.

بينما تتحرك بعض الدول الأوروبية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تظل ألمانيا متمسكة بمقاربة حذرة تؤكد أهمية التفاوض المباشر لتحقيق دولة فلسطينية على أساس القانون الدولي، مع الحفاظ على أمن إسرائيل كشريك أساسي.

يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الدبلوماسية الألمانية لعب دور فاعل في إحياء عملية السلام، أم أن تعقيدات المشهد ستدفع الملف إلى مزيد من الجمود؟


 


Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى