استشارية سعودية تكشف سر طول عمر اليابانيين والسويسريين وعلاقته بالجينات الوراثية ونمط الحياة الصحي

في دراسة علمية مثيرة كشفت استشارية سعودية في الطب الوقائي والتغذية عن تفاصيل جديدة حول السر الحقيقي وراء طول عمر اليابانيين والسويسريين، مؤكدة أن العوامل الوراثية (الجينات) تلعب دورًا مهمًا، لكن نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي المتوازن يظلان العامل الأبرز في تمتع تلك الشعوب بأعمار طويلة وجودة حياة عالية.
وأوضحت الاستشارية أن الوراثة تمنح فقط “الفرصة” لطول العمر، لكن أسلوب المعيشة هو الذي يحدد مدى استغلال تلك الجينات في الوقاية من الأمراض المزمنة والشيخوخة المبكرة.
تصريحاتها أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الطبية والإعلامية، خصوصًا مع ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة في العالم العربي.
أولًا: اليابانيون نموذج عالمي في طول العمر
تُعرف اليابان بأنها الدولة صاحبة أعلى متوسط عمر في العالم، حيث يتجاوز متوسط العمر فيها 84 عامًا.
وبحسب الاستشارية السعودية، فإن هذا التفوق لا يعود فقط إلى الحمض النووي والجينات القوية، بل إلى الأسلوب الفريد في الحياة اليومية والغذاء والعلاقات الاجتماعية.
1. الجينات اليابانية وتأثيرها الصحي
تشير دراسات حديثة إلى أن بعض اليابانيين يحملون جينات مرتبطة بالاستقلاب الجيد للدهون والسكر، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
لكن الاستشارية توضح أن تلك الجينات لا تعمل بمعزل عن نمط الحياة، فهي تحتاج إلى بيئة غذائية مناسبة، مثل الأطعمة قليلة الدهون والغنية بالألياف والأسماك.
2. النظام الغذائي الياباني
تقول الطبيبة السعودية إن النظام الياباني يعتمد على:
- الأسماك الطازجة والأطعمة البحرية كمصدر للأوميغا 3.
- الخضروات الموسمية والحبوب الكاملة الغنية بمضادات الأكسدة.
- الشاي الأخضر الذي يحتوي على مركبات تحارب الشيخوخة.
- عادات أكل معتدلة تعرف باسم “هارا هاتشي بو” أي “كل حتى تشعر بالشبع بنسبة 80% فقط”.
هذا النظام، وفقًا للاستشارية، يُفعل الجينات الصحية ويمنع ظهور الأمراض الوراثية في وقت مبكر.
ثانيًا: السويسريون.. الجينات الأوروبية والتوازن الحياتي
أما عن السويسريين، فقد أكدت الاستشارية السعودية أن سر أعمارهم الطويلة مرتبط بمزيج من الوراثة الأوروبية المتنوعة والنظام المعيشي المتوازن الذي يدمج بين العمل والراحة، الغذاء الصحي والرفاهية النفسية.
1. الجينات الوراثية عند السويسريين
تشير أبحاث علم الوراثة إلى أن بعض سكان أوروبا الوسطى، ومنهم السويسريون، يمتلكون جينات مقاومة للالتهابات وتساعد على تنظيم الكولسترول وضغط الدم.
لكن الطبيبة تؤكد أن الوراثة وحدها ليست كافية، وأن نمط الحياة الصحي هو ما يجعل هذه الجينات تعمل بفاعلية.
2. النظام الغذائي السويسري
من أبرز ما يميز النظام الغذائي في سويسرا:
- منتجات الألبان الطازجة الغنية بالبروتين والكالسيوم.
- الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة الذي يدعم صحة الجهاز الهضمي.
- الشوكولاتة الداكنة التي تُستهلك باعتدال وتحتوي على مضادات أكسدة.
- الاعتماد على مياه الأنهار النقية في الشرب والطهي.
وتوضح الاستشارية أن تناول تلك الأطعمة الطبيعية يساهم في الحفاظ على توازن بيولوجي داخل الجسم، مما يبطئ الشيخوخة ويعزز المناعة.
ثالثًا: العلاقة بين الجينات ونمط الحياة
تقول الاستشارية السعودية إن مفهوم “الوراثة ليست قدراً” هو القاعدة الذهبية في الطب الحديث.
فقد يرث الإنسان جينات تجعله عرضة لبعض الأمراض، لكن نمط حياته قد يعطل أو يفعّل هذه الجينات، في ما يُعرف علميًا باسم علم التخلّق (Epigenetics).
كيف يؤثر نمط الحياة على الجينات؟
- النظام الغذائي الصحي قد يوقف نشاط الجينات المسببة للسرطان.
- ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تحفيز الجينات المسؤولة عن تجديد الخلايا.
- النوم الكافي يساعد في إصلاح الحمض النووي المتضرر.
- التوتر المزمن والإجهاد يؤديان إلى تفعيل الجينات السلبية المرتبطة بالالتهابات والأمراض.
وتضيف الطبيبة أن اليابانيين والسويسريين يطبّقون هذه المفاهيم دون قصد علمي، من خلال نمط حياة منظم وهادف.
رابعًا: الجانب النفسي والاجتماعي في إطالة العمر
تشدد الاستشارية السعودية على أن الصحة النفسية تلعب دورًا حاسمًا في طول العمر.
ففي اليابان، تنتشر ثقافة “الإيكيغاي” أي “العيش لهدف”، وهي فلسفة تمنح معنى للحياة وتقلل التوتر.
أما في سويسرا، فيُعتبر الهدوء النفسي والتوازن المهني من أولويات الحياة.
“الإنسان الذي يعيش في بيئة مستقرة نفسيًا ويمارس حياة متوازنة، يستطيع أن يفعّل أفضل ما في جيناته من إمكانات”،
تقول الاستشارية السعودية.
خامسًا: مقارنة بين الشعوب العربية واليابانية والسويسرية
توضح الاستشارية أن العرب يملكون أيضًا جينات قوية، لكن ضعف الالتزام بالعادات الصحية وقلة الحركة والإفراط في الدهون والسكر يؤدي إلى تعطيل الفوائد الجينية.
وتضيف أن تطبيق بعض التغييرات السهلة يمكن أن يحسن جودة الحياة بشكل كبير.
نصائح قابلة للتطبيق من التجربتين اليابانية والسويسرية:
- تناول أطعمة طبيعية وغير مصنعة.
- التقليل من السكريات والدهون المشبعة.
- الحفاظ على وزن صحي من خلال النشاط اليومي.
- النوم المنتظم وعدم السهر الطويل.
- ممارسة رياضة التأمل أو المشي البطيء يوميًا.
- الحفاظ على الروابط العائلية والاجتماعية.
- التفكير الإيجابي والابتعاد عن القلق المستمر.
سادسًا: توصيات طبية من الاستشارية السعودية
اختتمت الطبيبة السعودية حديثها بالتأكيد على أن السر الحقيقي لطول العمر لا يكمن فقط في الجينات الوراثية، بل في كيفية التعامل مع تلك الجينات من خلال نمط الحياة.
وأوصت بما يلي:
- تناول خمس حصص من الخضروات والفواكه يوميًا.
- شرب ما لا يقل عن لترين من الماء النقي يوميًا.
- ممارسة رياضة خفيفة لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- الابتعاد عن النيكوتين والمشروبات الغازية.
- الخضوع لفحوصات طبية سنوية لاكتشاف أي مشكلات مبكرًا.
وتؤكد أن “من يعيش بتوازن غذائي ونفسي واجتماعي، يبرمج جيناته لتعيش أطول وأفضل”.
تكشف تصريحات الاستشارية السعودية عن نظرة جديدة لطول العمر تجمع بين العلم الوراثي والطب الوقائي.
فالجينات تمنح الإنسان الأساس، لكن القرار الحقيقي في يده هو: هل سيساعد جسده على العمل بكفاءة أم سيُثقل عليه بعادات خاطئة؟
اليابانيون والسويسريون أجابوا عن هذا السؤال عمليًا، بتطبيق معادلة بسيطة:
“غذاء صحي + جينات فعالة + نفس مطمئنة = عمر طويل بصحة جيدة.”
وتختم الطبيبة برسالة موجهة للعرب:
“لدينا في جيناتنا القدرة على العيش طويلًا، فقط نحتاج أن نعيش بذكاء، لا باندفاع.”








