close

إثيوبيا بين زلازل مدمرة وثوران بركان محتمل

شهدت إثيوبيا العديد من الأحداث الطبيعية التي تركت تأثيرًا بالغًا على حياة سكانها، أبرزها الزلازل المتكررة التي ضربت مناطق واسعة في البلاد، مما أسفر عن انهيار العديد من المنازل وتدمير الممتلكات، بل ووقف العملية التعليمية في بعض المناطق بسبب تضرر المدارس. وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بوادر لثوران بركان في منطقة عفار، ما أثار قلقًا عالميًا حول تأثير هذه الأحداث على الاستقرار الإقليمي والإنساني.

الزلازل: كارثة طبيعية تضرب إثيوبيا

تعد الزلازل التي اجتاحت مناطق عفار في إثيوبيا في الأشهر الأخيرة من أبرز الكوارث الطبيعية التي شهدها عام 2024. فقد أفاد سكان منطقة أواش فنتالي في محافظة عفار عن انهيار أكثر من 30 منزلًا نتيجة لتكرار الزلازل. هذه الهزات الأرضية أودت بالعديد من الأشخاص إلى ترك منازلهم والبحث عن ملجأ في المناطق المجاورة. وقد تحدث السكان عن الأضرار الواسعة التي لحقت بممتلكاتهم، لا سيما في مناطق سيجينتو كيبيلي ودوليشا، حيث تضرر مصنع سكر كيسيم وسد كيسيم بشكل بالغ. وقد أظهرت صور وفيديوهات من المنطقة تدميرًا هائلًا في بعض المنشآت، ما جعل العديد من المواطنين يطالبون بتوفير المساعدة العاجلة.

وكانت المدارس أيضًا من بين أكثر المتضررين، حيث تم تعليق العملية التعليمية في العديد من المدارس، وأبرزها مدرسة أونجايتو الواقعة في حي سابور كيبيلي، التي تعرضت لدمار كبير. هذا التأثير العميق على البنية التحتية التعليمية يعني أن الجيل القادم قد يتعرض لتأخير كبير في استكمال دراسته، مما يزيد من معاناة الأهالي.

البركان: خطر إضافي يهدد المنطقة

لم تقتصر معاناة إثيوبيا على الزلازل فقط، بل كانت هناك أيضًا مخاوف متزايدة بشأن حدوث ثوران بركاني في منطقة عفار. في الأيام الأخيرة من عام 2024، شهدت المنطقة تصاعدًا للدخان والغبار من فوهة بركان بجبل دوفان، ما أثار قلقًا بين السكان المحليين والسلطات الإثيوبية. فقد صرحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية بأن هناك بوادر لانفجار بركاني في المنطقة، ما قد يؤدي إلى المزيد من الدمار إذا تحقق التوقعات.

وبدأت السلطات الإثيوبية في نقل السكان إلى مناطق آمنة ومأوى مؤقت، في محاولة لتقليل الخسائر البشرية في حالة حدوث ثوران البركان. وتتابع الحكومة الإثيوبية الوضع عن كثب، فيما أفادت المديرة التنفيذية لمكتب أبحاث الجيوفيزياء بالمعهد الجيولوجي الإثيوبي، جينيت أسيفا، بأن ما حدث لم يكن انفجارًا بركانيًا، بل كان مجرد خروج للماء الساخن من جوف الأرض، مما يثير الاحتمال بأن ثوران البركان قد يكون في طور الإعداد، بنسبة 50%.

الزلزال الأخير: تحدٍ إضافي

في ظل التهديدات المتواصلة من الزلازل، ضرب زلزال آخر بلغت شدته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وهو الزلزال الذي وقع في الساعات الأولى من يوم السبت 4 يناير 2025. على الرغم من أن الزلزال كان أقل شدة مقارنة بالهزات السابقة، إلا أنه كان بمثابة تذكير قاسي لحجم المخاطر التي تواجهها إثيوبيا في هذه الفترة من الزمن.

وقد أظهرت الدراسات الزلزالية أن الزلازل المتكررة التي تضرب إثيوبيا ليست حدثًا عابرًا، بل تشكل جزءًا من نشاط جيولوجي أكبر في المنطقة. ويعكس هذا النشاط الزلزالي المتسارع تغيرات جيولوجية قد تكون مرتبطة بالنشاط البركاني المستمر في المنطقة.

الآثار الإنسانية والاقتصادية

إن الزلازل والبركان ليسا مجرد كوارث طبيعية تؤثر على البنية التحتية، بل لهما آثار عميقة على الحياة اليومية للسكان في إثيوبيا. حيث يعاني آلاف الأشخاص من التهجير القسري بسبب تدمير منازلهم، كما أن الاقتصاد المحلي يعاني جراء تعطيل الإنتاج في المصانع والمزارع، بل وحتى التوقف المؤقت للعملية التعليمية. والأكثر إيلامًا هو فقدان الأرواح التي قد تكون قد تعرضت لمخاطر جراء انهيار المباني أو الحوادث المرتبطة بالزلازل.

على الرغم من الجهود المستمرة من قبل الحكومة الإثيوبية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، فإن احتياجات السكان تتزايد بشكل ملحوظ. وتواجه السلطات تحديات كبيرة في توفير الإغاثة للمجتمعات المتضررة، خاصة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.

التوقعات المستقبلية: كيف ستواجه إثيوبيا هذه التحديات؟

يتوقع الخبراء أن تستمر الزلازل والأنشطة البركانية في إثيوبيا في المستقبل القريب، مما يعني أن المنطقة ستظل تحت تهديد مستمر. وقد أصبح من الضروري أن تعمل الحكومة الإثيوبية بالتعاون مع المنظمات الدولية على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه المخاطر، بما في ذلك بناء بنية تحتية مقاومة للكوارث، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز جهود الإغاثة والتأهب.

بالإضافة إلى ذلك، على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم لإثيوبيا، ليس فقط من خلال توفير المساعدات الإنسانية، بل أيضًا من خلال المشاركة في الأبحاث الجيولوجية التي قد تساعد في التنبؤ بتكرار هذه الكوارث وتخفيف آثارها.

من الواضح أن إثيوبيا شهدت عامًا صعبًا في 2024، مليئًا بالزلازل والنشاط البركاني الذي أثر بشكل بالغ على الحياة في البلاد. ومع استمرار هذه المخاطر في المستقبل، سيظل التحدي الأكبر هو كيفية حماية الأرواح والممتلكات وضمان استمرارية الحياة الطبيعية للسكان.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى