غياب فلسطين من مناهج التعليم: هل نفقد المعركة في عقول الأجيال؟

مقدمة: من قال إن المعركة بالسلاح فقط؟
صرّح الإمام الأكبر أحمد الطيب مؤخرًا بأن تجاهل القضية الفلسطينية في مناهج التعليم ببلدان إسلامية كثيرة أدى إلى تراجع الوعي بين الأجيال. في المقابل، يُدرّس الطرف الآخر روايته المزيفة في جميع المراحل التعليمية. لذلك، من الضروري أن نعيد التفكير في كيفية تعليمنا لهذه القضية الجوهرية.
أين اختفت فلسطين من كتبنا المدرسية؟
تفتقر معظم المناهج الحالية إلى محتوى حقيقي يعالج القضية الفلسطينية بشكل شامل. كثير من الطلاب اليوم لا يجدون سوى سطور قليلة تشير إلى فلسطين وكأنها مجرد صفحة من التاريخ. بعبارة أوضح، تجاهلت المؤسسات التعليمية عن قصد أو جهل هذه القضية، مما أدى إلى تلاشيها من وعي الطلاب.
بين الأمس واليوم
في الماضي، عرف الطلاب أسماء المدن الفلسطينية وحفظوا الأغاني الوطنية. أما اليوم، فالكثير من الأطفال لا يعرفون الفرق بين نابلس وغزة. من ناحية أخرى، ينمو وعيهم تجاه قضايا أخرى تُعرض عليهم باستمرار في وسائل الإعلام الغربية.
الرواية الصهيونية: تُدرّس بحرفية وتخطيط
في “إسرائيل”، أعدّت وزارة التعليم مناهج واضحة وممنهجة لنشر روايتهم عن الأرض والتاريخ. يُدرَّب المعلمون على إيصال الفكرة بأن الفلسطيني “مُعتدٍ” وأن الأرض ملك لهم. هذه الاستراتيجية التعليمية تهدف إلى غرس تلك الأفكار منذ سن مبكرة.
تأثير خطير على الإعلام العالمي
تُروّج وسائل الإعلام العالمية للرواية الإسرائيلية بسبب تأثرها بالمنهج الغربي، الذي تلقاه الصحفيون والأكاديميون منذ الصغر. بالتالي، أصبحت هذه الرواية “الموثوقة” في أعين العالم، بينما تم تشويه الرواية الفلسطينية أو تغييبها تمامًا.
لماذا الوعي التربوي أخطر من أي سلاح؟
التعليم يكوّن عقل الإنسان، لذلك فإن غيابه في مسألة محورية كفلسطين يعني ترك العقل عرضة للتضليل. إن أردنا أجيالًا تدافع عن الحق، فعلينا أن نزرع هذا الحق في عقولهم مبكرًا.
ما الحل؟ هل يمكن استعادة الوعي؟
- تُعيد وزارات التعليم إدراج القضية الفلسطينية كمكون أساسي في المناهج.
- يُربط التعليم بالواقع: من الحصار في غزة إلى مشاهد الاقتحامات في القدس.
- يُدرَّب المعلمون على إيصال الرواية الفلسطينية بطريقة علمية وإنسانية.
- تنتج المؤسسات محتوى بصري وسمعي جاذب بلغات متعددة.
دروس من دول لم تنسَ فلسطين
حرصت دول مثل الجزائر وماليزيا وتركيا على إبقاء فلسطين حية في مناهجها ووعي طلابها. على سبيل المثال، تنظّم المدارس هناك أنشطة تضامنية مع الأطفال في غزة. هذه الأنشطة ترسّخ الانتماء وتُربّي ضميرًا حيًا.
كلمة الإمام الأكبر: تحذير أم نداء للإنقاذ؟
لم يكتفِ الدكتور أحمد الطيب بإبداء رأيه، بل وجه تحذيرًا حقيقيًا. تجاهل التعليم للقضية الفلسطينية يُعتبر تراجعًا استراتيجيًا خطيرًا. لذلك، علينا أن نعيد إدراج فلسطين في مدارسنا، ليس كمادة منفصلة، بل كجزء من الوعي الجمعي.
خاتمة: أوقفوا التآكل الصامت
كل معركة نخسرها في الوعي تُمكّن الطرف الآخر من السيطرة أكثر. إن أردنا بناء أجيال تعي وتفهم وتناضل، يجب أن نزرع هذه المعرفة مبكرًا. لم يعد الصمت خيارًا، ولم تعد الحيادية مقبولة.
💥 مبادرة تعليمية قوية لكل مواقع ووردبريس
ندعو اليوم كل المواقع العربية لإطلاق مكتبة إلكترونية بعنوان: “منهج فلسطين”، تضم قصصًا، كتبًا مصورة، فيديوهات قصيرة، وخرائط تفاعلية، تُدمَج بسهولة في مواقع التعليم والمحتوى. نضع بين أيدي العالم العربي محتوى مجاني ومدروس يُعيد للقضية الفلسطينية حضورها في عقول الأطفال والناشئة، ويقابل الرواية الإسرائيلية بأدوات المعرفة والوعي.