قصة عادل أدهم.. شرير السينما الذي دفع ثمن عنفه مع زوجته وابنه الوحيد رفض الاعتراف به!

ارتبط اسم الفنان الكبير عادل أدهم في ذاكرة المصريين بلقب “شرير السينما”، فقد برع في أداء أدوار الشر باحترافية جعلت الجمهور يظن أن هذه القسوة جزء من شخصيته الحقيقية. لكن في الحقيقة، كانت حياة عادل أدهم تحمل في طياتها مأساة شخصية دفع فيها ثمن طباعه الصعبة، لينتهي به الحال في وحدة وحزن لا يشبه بريق الشهرة الذي اعتاد عليه.

لم يكن عادل أدهم مثل الراحل محمود المليجي، الذي رغم إبداعه في تجسيد أدوار الشر كان في الواقع إنساناً طيب القلب محبوباً من الجميع. بل كان عادل أقرب في شخصيته لما يجسده على الشاشة، قاسي الطباع، سريع الغضب، وأحياناً عنيف في التعامل مع من حوله، خاصة زوجته.

بداية القصة.. حب رغم اختلاف الثقافات

في بداية حياته الفنية، وقع عادل أدهم في حب فتاة يونانية تدعى “ديمترا”، تعرف عليها خلال زيارتها لصديقتها في مصر. كانت قصة حب قوية تحدت كل الحواجز الثقافية والاختلافات بين العائلتين، وتمسكت ديمترا به رغم رفض أهلها زواجهما، لتتزوج من نجم السينما المصرية وتعيش معه في مصر.

لكن الزواج الذي بدأ بحب، تحول مع الوقت إلى ساحة صراع بسبب عصبية عادل أدهم وتصرفاته القاسية، فكان إذا غضب أهان وضرب، ولم يشفع له حب ديمترا أو صبرها عليه في البداية.

اللحظة الفاصلة.. الهروب بلا عودة

رغم تحملها لعصبيته، جاء اليوم الذي انهارت فيه ديمترا تماماً. في إحدى الليالي، عاد عادل من العمل متأخراً، لتعاتبه زوجته، خاصة أنها كانت مريضة وحاملاً في ابنهما الوحيد، لكنها فوجئت ببروده وعدم اهتمامه بحالتها الصحية. في الصباح، استيقظ ولم يجدها، ظن أنها خرجت لقضاء حاجة، لكن الأيام مرت ولم تعد.

جاءه اتصال صادم من صديقتها تخبره أن ديمترا سافرت إلى اليونان ولن تعود. حاول السفر والبحث عنها، لكن عائلتها رفضت التعاون معه، فعاد إلى مصر منكسر القلب، وألقى نفسه في دوامة العمل لينسى ما حدث.

زواج جديد ومحاولة التغيير

بعد سنوات من الوحدة، تزوج عادل أدهم من فتاة صغيرة في العمر، وعلى غير عادته، حاول أن يتغير ويعاملها بلطف، مدركاً أن خسارته لديمترا كانت بسبب طباعه القاسية.

لكن القدر لم ينتهِ من كتابة فصول قصته بعد.

الصدمة الأكبر.. ابنه يرفضه

بعد 25 عاماً من الفراق، التقى عادل بصديقة زوجته السابقة، التي أخبرته أن ديمترا تزوجت من رجل يوناني، وأن له منها ابن يشبهه كثيراً. لم يتردد، وسافر إلى اليونان لرؤية ابنه، وتوقع أن ديمترا سترفض لقاءه، لكنه فوجئ بترحيبها هي وزوجها.

منحته عنوان ابنه، وعندما ذهب للقائه، كانت الصدمة الكبرى. قال له الشاب ببرود: “أنا لا أعرف أباً غير الرجل الذي رباني وأحسن معاملتي”، كلمات سقطت كالصاعقة على قلب الفنان الكبير، لترسخ داخله إحساس الخسارة والندم الذي لازمه بقية حياته.

النهاية الحزينة لشرير السينما

لم ينسَ عادل أدهم هذه اللحظة المؤلمة، التي فتحت جراحه القديمة، وأدخلته في نوبة اكتئاب حادة. وبعد سنوات قليلة، اكتشف إصابته بمرض السرطان، وسافر للعلاج في باريس، لكن المرض تمكن منه، ليرحل عن عالمنا في 9 فبراير 1996 عن عمر ناهز الـ67 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً، وحياة شخصية مثقلة بالندم.

رسالة لكل زوج وأب.. الندم لا يعيد ما فات

قصة عادل أدهم ليست مجرد حكاية عن نجم مشهور، بل درس قاسٍ لكل رجل يتعامل بعصبية مع زوجته وأسرته. فمهما صبرت الزوجة، يأتي اليوم الذي تنكسر فيه وتقرر الرحيل، وقد يكتشف الرجل بعد فوات الأوان أن التغيير كان ممكناً، لكن الوقت انتهى.

ربما ظن عادل أدهم أن أدوار الشر ستبقى على الشاشة فقط، لكنه دفع في حياته الخاصة ثمن هذه القسوة، ففقد حب عمره، وابنه الوحيد، وانتهى به الحال وحيداً، يتجرع مرارة الندم.

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى