من 2 مليون إلى 1.96 مليون مولود.. كيف نجحت مصر في تقليل المواليد دون قرارات إجبارية؟

قالت الدكتورة عبلة الألفى، نائب وزير الصحة والسكان، في تصريحات خاصة خلال فعاليات مؤتمر “صحة أفريقيا”، إن مصر تشهد تحولًا إيجابيًا في ملف السكان، بعد نجاح استراتيجية الصحة في التركيز على الطفولة المبكرة وربط المباعدة بين الولادات بحقوق الطفل.
وأضافت الدكتورة عبلة أن الوزارة عقدت جلسة خاصة لعرض إنجازات الدولة في المجال السكاني، مؤكدة أن الطفولة المبكرة -وخاصة أول 6 سنوات من عمر الطفل- تُعد أخطر وأهم مراحل بناء الإنسان، وأن الاهتمام بهذه المرحلة ينعكس على صحة الطفل ومستقبله.
وأشارت إلى أن التركيز على “الألف يوم الذهبية” من عمر الطفل، وهي أول ألف يوم منذ بداية الحمل، ساهم في تحقيق تقدم كبير في خفض معدلات المواليد، حيث انخفض عدد المواليد في عام 2024 إلى مليون و960 ألف مولود مقارنة بـ 2.045 مليون في عام 2023.
وأكدت أن تأخير الحمل بين كل مولود وآخر من 3 إلى 5 سنوات، يمنح الطفل الأول فرصًا أفضل في التربية والصحة والتعليم، كما يهيئ الأم بدنيًا ونفسيًا وماليًا للحمل التالي، مما يعزز صحة الأسرة بأكملها.
وأوضحت الألفي أن مصر قدمت نموذجًا تنمويًا متكاملًا يُركز على التنمية البشرية والصحة المجتمعية بدلًا من التركيز فقط على تقليل عدد المواليد، ما مكن الدولة من تحقيق أهداف كانت مخططة لعام 2027 في عام 2024.
وقالت إن هذا النجاح تحقق من خلال توحيد الرؤية بين 37 جهة وهيئة تعمل معًا في إطار من اللامركزية، حيث يقوم كل محافظ ومدير مديرية بوضع استراتيجية مناسبة لطبيعة السكان في منطقته.
وشددت على أهمية العمل المشترك وتكامل الجهود لضمان نشأة أجيال صحية، متعلمة، ومؤهلة للمشاركة الإيجابية في المجتمع، وهو ما يمثل جوهر الاستراتيجية السكانية الجديدة لمصر.