وفاة يوسف ندا: رحلة قائد إخواني من زنازين المعتقل إلى عرش المال الإسلامي
وفاة يوسف ندا
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وفاة يوسف ندا، أحد أبرز قياداتها التاريخية ومؤسس إمبراطوريتها المالية، عن عمر ناهز 94 عاماً. وُلد ندا في الإسكندرية عام 1931، وانضم إلى جماعة الإخوان عام 1947.
بعد تخرجه في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، اعتُقل ندا عام 1954 إثر اتهامه بالمشاركة في محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، ليبدأ مسيرة صراعات سياسية واقتصادية مثيرة للجدل. أُفرج عنه عام 1956 ليؤسس نشاطه المالي في ليبيا، ثم ينتقل إلى النمسا حيث لُقّب بـ”ملك الأسمنت في البحر المتوسط”.
في عام 1988، أسس ندا “بنك التقوى” بجزر البهاما بالتعاون مع غالب همت، ليصبح أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية. أثار البنك جدلاً واسعاً بعد اتهامه بتمويل أنشطة الجماعة، ما جعل ندا شخصية بارزة في الاقتصاد الإسلامي العالمي.
واجه ندا اتهامات عدة أبرزها تمويل عمليات إرهابية لجماعة الإخوان، وأُدرج اسمه في قوائم الإرهاب المصرية عام 2024 بناءً على طلب النيابة العامة، بعد إدانته في القضية رقم 1983 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
ظل ندا شخصية محورية في تمويل أنشطة الجماعة، حيث أسس شركات اقتصادية لخدمة أهدافها. ورغم فراره من ليبيا بعد ثورة سبتمبر 1969، واصل دوره الفاعل في تمويل الجماعة، ما أثار جدلاً واسعاً حول تأثيره السياسي والاقتصادي.
توفي يوسف ندا بعد أيام من قرار محكمة جنايات القاهرة إدراجه و75 آخرين على قائمة الإرهابيين لمدة 5 سنوات، ما يُعد نهاية حقبة مثيرة للجدل لقائد أثار بصماته جدالاً لا ينتهي بين السياسة والاقتصاد.