طلاسم المرض والموت في حوش مجدي عبد الغني.. صدمة مؤمن زكريا وتفاصيل العثور على أعمال سحر بالمقابر

أثارت واقعة العثور على أعمال سحرية موجهة للاعب المصري مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي السابق، ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الرياضية، حيث ادعى أحد العاملين في المقابر العثور على طلاسم سحرية وأعمال مرتبطة باسمه داخل حوش يخص الكابتن مجدي عبد الغني في إحدى المقابر بمحافظة القاهرة. تلك الواقعة جاءت في توقيت حساس، إذ يعاني مؤمن زكريا من مرض نادر يسبب ضمورًا في العضلات، مما زاد من حالة الجدل والصدمة بين محبيه وجمهور كرة القدم في مصر وخارجها.

بدأت القصة عندما تحدث أحد التُرابية العاملين في مقابر القاهرة عن عثوره على أوراق سحرية وطلاسم تحمل اسم مؤمن زكريا أثناء عمله في تنظيف وتصفية المقابر. وأكد أن هذه الأوراق كانت تحتوي على رموز وأسماء معروفة في عالم السحر الأسود، موجهة بشكل خاص نحو مؤمن زكريا، وأن تلك الأعمال كانت تهدف إلى إلحاق الأذى به، سواء عن طريق المرض أو الموت. كما ذكر أن ما تم العثور عليه لم يكن مجرد أوراق عادية، بل كان هناك عروسة مصنوعة من القماش وأشياء أخرى تُستخدم في طقوس السحر لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالشخص المستهدف.

شهود عيان حضروا الواقعة أكدوا أن اللاعب مؤمن زكريا ذهب بنفسه إلى المقبرة فور سماعه بالخبر، وكانت الصدمة واضحة على وجهه. لم يكن الأمر سهلًا عليه، خصوصًا في ظل معاناته من المرض الذي أثر بشكل كبير على مسيرته الرياضية وحياته الشخصية. حضر مؤمن زكريا برفقة شيخ معروف بفك الأعمال السحرية، وقاما معًا باتخاذ بعض الإجراءات التقليدية لفك السحر، مثل وضع الأوراق المسحورة والطلاسم في ماء وملح، وهي إحدى الطرق المتعارف عليها في بعض المجتمعات لفك السحر وإبطال مفعوله.

الحديث عن وجود السحر في المقابر ليس جديدًا في الثقافة الشعبية المصرية، لكنه يأخذ منحى أكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بشخصية معروفة مثل مؤمن زكريا، الذي يحظى بحب واحترام كبيرين من جماهير الكرة المصرية. وتكمن المشكلة هنا في أن هذه الواقعة جاءت في وقت حساس للغاية بالنسبة للاعب، حيث يعاني من مرض نادر يتسبب في ضمور عضلاته ويؤثر بشكل كبير على حركته وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي.

بعد الكشف عن هذه الواقعة، انتشرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الناس بين من يعتقد أن هذه الأعمال السحرية قد تكون بالفعل سببًا في تدهور حالة مؤمن زكريا الصحية، وبين من يرى أن الأمر مجرد صدفة ولا يمكن أن يكون للسحر تأثير حقيقي على حياته. ومع ذلك، فإن هذه الواقعة ألقت الضوء مرة أخرى على الدور الذي يلعبه السحر والشعوذة في بعض المجتمعات، حتى في العصر الحديث، حيث لا تزال بعض الفئات تعتقد بوجود قوى خارقة للطبيعة قادرة على التحكم في حياة البشر من خلال الطقوس السحرية.

الجدل الذي أثارته الواقعة لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى تساؤلات حول دور المجتمع في مواجهة مثل هذه الظواهر. فهناك من دعا إلى ضرورة التوعية بمخاطر السحر والشعوذة وأثرها النفسي على الأفراد، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض أو مشكلات صحية قد تجعلهم أكثر عرضة للتأثر بمثل هذه الأمور. وفي الوقت نفسه، شدد آخرون على أهمية التعامل مع هذه الأحداث بطريقة علمية وعقلانية، بعيدًا عن الخرافات والمعتقدات الشعبية التي قد تزيد من حدة المشكلة.

أما بالنسبة لمؤمن زكريا، فإن هذه الواقعة قد تكون لها تأثير كبير على حالته النفسية، خاصة وأنه يمر بفترة صعبة للغاية بسبب مرضه الذي أوقف مسيرته الرياضية وجعله يعاني من تحديات يومية في حياته. ومن الواضح أن اللاعب حاول مواجهة الموقف بشجاعة، حيث ظهر في مقاطع فيديو وصور وهو يزور المقابر ويحاول التعامل مع السحر المزعوم بطريقة عملية، لكن يبقى السؤال هو كيف سيؤثر هذا الحدث على مشواره القادم، سواء في حياته الشخصية أو مسيرته المهنية.

تبقى واقعة العثور على أعمال سحرية موجهة للاعب مؤمن زكريا واحدة من تلك الأحداث التي تكشف عن التداخل بين الخرافات والعلم في مجتمعاتنا. ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير، لا تزال مثل هذه الممارسات تحظى ببعض القبول في أوساط معينة، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية مواجهة هذه الظواهر وتوعية المجتمع بأهمية التركيز على الحلول العلمية والطبية بدلًا من الانسياق وراء معتقدات قديمة وغير مثبتة علميًا.