مباشر فرحة العيد تتجلى في تكبيراته: معانيها وفضلها وأحكامها

العيد هو مناسبة عظيمة تملؤها الفرحة والسرور، ويعد تكبير العيد من أبرز شعائره التي تعكس روح الإسلام وعظمته. فالتكبير إعلان بقدرة الله وعظمته وشكر له على نعمه وقد شرع الله التكبير في عيدي الفطر والأضحى ليكون تذكيرًا للمسلمين بوحدانية الله وتعظيمه، وليمنحهم فرصة للتعبير عن شكرهم وسعادتهم بتمام العبادة.

معنى التكبير وصيغته

التكبير يعني تعظيم الله سبحانه وتعالى، وهو مشتق من كلمة “أكبر” التي تدل على أن الله أعظم من كل شيء. وقد وردت عدة صيغ للتكبير، وأشهرها:

“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”

وهناك صيغة أخرى يرددها بعض المسلمين:

“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”

تكبيرات العيد تحمل فضائل عظيمة للمسلمين، فهي:

1. تعظيم لله وتوحيد له: حيث يظهر المسلمون إيمانهم بوحدانية الله وقدرته المطلقة.
2. إحياء لسنة النبي ﷺ**: فقد كان رسول الله ﷺ يكبر في العيد، وحثّ الصحابة والمسلمين على ذلك.
3. إدخال السرور على المسلمين: التكبيرات تضفي على العيد بهجة وروحانية خاصة، وتشعر المسلمين بالفرح الجماعي.
4. مظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية: عندما يجتمع المسلمون على ترديد التكبيرات، يتجلى التضامن بينهم بغض النظر عن أعراقهم وجنسياتهم.

متى تبدأ وتنتهي تكبيرات العيد؟

يختلف توقيت تكبيرات العيد بين عيد الفطر وعيد الأضحى:

– في عيد الفطر: تبدأ التكبيرات من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، أي ليلة العيد، وتستمر حتى خروج الإمام لصلاة العيد.
– في عيد الأضحى: تبدأ التكبيرات من فجر يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) وتستمر حتى عصر آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة). وتعرف هذه التكبيرات بتكبيرات التشريق.

حكم تكبيرات العيد

أجمع العلماء على أن تكبيرات العيد سنة مؤكدة، وهي من الشعائر العظيمة التي لا ينبغي تركها. وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنها واجبة في عيد الأضحى خاصة، حيث أمر الله بها في قوله تعالى:

واذكروا الله في أيام معدودات”** (البقرة: 203).

وقد ثبت عن النبي ﷺ وأصحابه أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير في الأسواق والمساجد والمنازل.

كيفية أداء تكبيرات العيد

يستحب أن تُقال التكبيرات بصوت مرتفع في الأماكن العامة كالأسواق والمنازل والمساجد، ولكن دون إزعاج أو صياح. كما يمكن ترديدها بشكل فردي أو جماعي، ولا يشترط الالتزام بصيغة واحدة، فكلها صحيحة ما دامت تتضمن تعظيم الله وشكره.

أثر تكبيرات العيد على النفوس

تكبيرات العيد تترك أثرًا عميقًا في نفوس المسلمين، حيث تبث فيهم روح الطمأنينة والإيمان، وتجعلهم يشعرون بجمال العيد وبركته. كما أنها تقوي مشاعر الانتماء للأمة الإسلامية، إذ يرددها المسلمون في كل مكان وزمان، في مشهد يوحد القلوب.

تكبيرات العيد من أعظم السنن التي تضفي على العيد روحانية وبهجة خاصة. وهي تذكير دائم بعظمة الله وفضله على عباده، وفرصة للمسلمين لتجديد إيمانهم والتعبير عن فرحهم بتمام العبادة. فلنحرص جميعًا على إحياء هذه الشعيرة المباركة ونشرها بين الأهل والأصدقاء، لتبقى فرحة العيد مكتملة في قلوبنا.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى