ترامب ننسّق مع إسرائيل لإيصال المساعدات لغزة.. ولا نعترف بدولة فلسطين

في تصريحات جديدة أثارت جدلًا واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تنسّق عن كثب مع إسرائيل لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “بالطريقة الصحيحة”، مؤكدًا أن “تل أبيب لا تريد أن تقع المساعدات في أيدي حركة حماس”.
جاءت هذه التصريحات، بحسب ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل، لتسلط الضوء من جديد على العلاقة الأمريكية الإسرائيلية المعقدة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والجدل الدبلوماسي حول مستقبل القضية الفلسطينية.
وأوضح ترامب خلال كلمته:
“تحدثت قبل يومين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد لي أن إسرائيل حريصة على إيصال المساعدات إلى المدنيين، ولكنها لا تريد أن تذهب هذه المواد إلى حماس، التي تستخدمها لأغراض عسكرية بدلًا من إنقاذ الأرواح”.
رسائل سياسية وتلميحات واضحة
تصريحات ترامب لم تقف عند حدود الوضع الإنساني في غزة، بل تجاوزت ذلك إلى الموقف من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث أبدى رفضه القاطع لأي خطوة بريطانية مرتقبة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا ذلك “خطوة غير بنّاءة في هذا التوقيت”، على حد وصفه.
وأضاف:
“أعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطين الآن أمر غير مسؤول. يجب أولًا التأكد من أن هناك شريكًا حقيقيًا للسلام. لا يمكن فرض الحلول على إسرائيل، أو مكافأة الإرهاب”، في إشارة إلى رفضه لأي خطوة أوروبية تمضي في هذا الاتجاه دون تنسيق مع الولايات المتحدة.
ردود أفعال متباينة
وقد أثارت تصريحات ترامب ردود أفعال متباينة على الساحة الدولية، حيث رحّبت بها بعض الأوساط السياسية في إسرائيل، بينما عبّرت جهات حقوقية ودولية عن قلقها من محاولات تسييس المساعدات الإنسانية، خصوصًا في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة جراء التصعيد المستمر ونقص الإمدادات.
وفي المقابل، اعتبر مسؤولون فلسطينيون أن ترامب يواصل “تبني الرواية الإسرائيلية بالكامل”، ويمعن في “إقصاء الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، بحسب ما ورد على لسان مصدر في السلطة الفلسطينية رفض ذكر اسمه.
خلفية الموقف
يُذكر أن ترامب خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة كان قد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، كما دعم خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهي السياسات التي لا تزال تُلقي بظلالها على موقفه الحالي من ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه جهود المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين في غزة، تبرز تساؤلات عديدة حول طبيعة هذا “التنسيق الأمريكي الإسرائيلي” الذي تحدث عنه ترامب، ومتى سيكون هناك ضغط حقيقي لإيقاف العمليات العسكرية وضمان حماية المدنيين.