«من مصر إلى غزة».. الهلال الأحمر يرسل أكثر من 100 شاحنة مساعدات تتجاوز 1200 طن لدعم أهالي القطاع

في خطوة إنسانية تعبّر عن عمق الروابط التاريخية والأخوية بين الشعبين المصري والفلسطيني، أعلن الهلال الأحمر المصري، اليوم الأحد، عن إرسال أكثر من 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، محمّلة بأكثر من 1200 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، ضمن حملة كبرى حملت شعار «زاد العِزّة.. من مصر إلى غزة».
وأكدت مصادر رسمية في الهلال الأحمر أن القافلة تمثل واحدة من أكبر دفعات الدعم التي يتم إرسالها منذ بداية الأزمة الإنسانية الأخيرة في القطاع، والتي تفاقمت في ظل استمرار الحصار والتصعيد، ما جعل من توفير الاحتياجات الأساسية مسألة حياة أو موت لأبناء غزة.
تضامن شعبي ورسمي
ويأتي هذا التحرك في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر رسميًا وشعبيًا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حيث جرت عمليات تجهيز القافلة بالتنسيق الكامل بين الهلال الأحمر المصري والجهات الحكومية المختصة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني والمتطوعين، في مشهد يعكس الروح الوطنية والإنسانية العالية لدى المصريين.
محتوى القافلة
وأوضح البيان الصادر عن الهلال الأحمر أن القافلة تشمل مساعدات متنوعة، من أبرزها:
- أكثر من 500 طن مواد غذائية أساسية (أرز، سكر، زيت، معلبات).
- 300 طن مياه شرب ومشروبات صحية.
- 200 طن أدوية ومستلزمات طبية عاجلة.
- 100 طن بطاطين وأغطية وخيام.
- أدوات نظافة ومستلزمات معيشية أساسية.
ممر إنساني وتسهيلات مصرية
وجاءت عملية إرسال القافلة عقب فتح معبر رفح البري بشكل استثنائي لتسهيل مرور الشاحنات إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطات في الجانب الفلسطيني. وقد أثنى عدد من المسؤولين المحليين في غزة على هذه الخطوة المصرية، مؤكدين أنها تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الإمدادات، ويعيش السكان أوضاعًا مأساوية.
تصريحات رسمية
وفي تصريح له، قال الدكتور رامي الناظر، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري:
“هذه القافلة ليست مجرد شاحنات تحمل مساعدات، بل هي رسالة حب وتضامن من الشعب المصري إلى أهلنا في غزة. نواصل العمل ليل نهار لتأمين أكبر قدر ممكن من الدعم، ونؤمن بأن الواجب الإنساني لا يعرف حدودًا”.
استجابة مجتمعية واسعة
وقد شارك آلاف المتطوعين في تجهيز الشاحنات وتحميلها، في مشهد لافت للنظر، حيث توافد المواطنون من مختلف المحافظات للمساهمة سواء بالتبرعات العينية أو بالجهد والوقت، في دليل جديد على التلاحم المصري-الفلسطيني، وتأكيدًا على أن قضية فلسطين لا تزال حاضرة في وجدان كل مصري.
استمرار الدعم
كما أشار الهلال الأحمر إلى أن هذه القافلة لن تكون الأخيرة، بل جزء من سلسلة دعم مستمر، سيتم الإعلان عن مراحلها تباعًا خلال الأيام المقبلة، في إطار خطة شاملة لإغاثة غزة وإيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات، رغم التحديات اللوجستية والأمنية.
“من مصر.. زاد العِزّة.. إلى غزة”
هكذا عبّرت القافلة عن رسالة مصر التي لم تتغير يومًا: الوقوف إلى جانب المظلومين، والشدّ على يد الأشقاء في أحلك الظروف. وبينما تتجه أنظار العالم نحو أزمات متعددة، لا تزال مصر ترسل رسائلها الإنسانية بلا كلل، وفي كل مرة تكون غزة على رأس الأولويات.