وفاة الفنان القطري محمد البلم في حادث سير مفجع… المسرح القطري يودّع أحد روّاده الكبار

وفاة الفنان القطري محمد البلم

فجعت الأوساط الفنية والثقافية في قطر، مساء اليوم، بنبأ وفاة الفنان القطري القدير محمد البلم، إثر حادث سير مؤلم تعرّض له قبل أيام، لتخسر الساحة الفنية قامة مسرحية بارزة تركت أثرًا لا يُمحى في ذاكرة المسرح الخليجي والعربي.

الراحل محمد البلم، الذي وُلد في ستينيات القرن الماضي، يُعدّ أحد روّاد الحركة المسرحية القطرية، وأحد مؤسسي فرقة مسرح السد، وعضوًا نشطًا في فرقة الوطن المسرحية، حيث قدّم عبر عقود من العطاء أعمالًا لا تُنسى في التمثيل والإخراج، جعلت اسمه يتردد بين أروقة المسارح والمهرجانات الفنية.

نال البلم درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت عام 1973، ليبدأ بعدها مسيرته المهنية التي جمعت بين العمل الفني والأكاديمي والإداري، إذ تولّى مهام تدريس المسرح، وكان مسؤولًا عن إدارة التوجيه المسرحي في وزارة التربية والتعليم، حيث ساهم في تأهيل أجيال من المسرحيين الشباب.

وعُرف الراحل بحسّه الإبداعي العالي، إذ أخرج عددًا من المسرحيات التي نالت إعجاب النقّاد والجمهور، وكان آخر أعماله المسرحية “غرق”، التي حظيت بمتابعة واسعة واعتبرت من الأعمال المسرحية الجادة التي تلامس قضايا الإنسان والمجتمع.

وقد نعت وزارة الثقافة القطرية وعدد من المؤسسات الفنية والمسرحية الفقيد، معبّرين عن حزنهم العميق لفقدان أحد أعمدة الفن المسرحي القطري، مشيدين بإرثه الكبير وبصمته التي ستظل خالدة في الوجدان الفني.

وتحوّلت صفحات الفنانين والمثقفين في قطر والخليج إلى ساحة عزاء إلكترونية، عبّر فيها زملاؤه وتلاميذه ومحبو المسرح عن صدمتهم برحيله المفاجئ، مستذكرين مواقفه الداعمة، وإنسانيته، والتزامه الكبير تجاه المسرح والثقافة.

وقد تقرر أن يُوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم في الدوحة، وسط حضور كبير من الأسرة الفنية والمجتمع المحلي، في وداع يليق بفنان أعطى الكثير لوطنه وفنّه.

رحل محمد البلم، لكن صوته سيظل يتردّد على خشبة المسرح، وذكراه باقية في قلب كل من عشق الفن الصادق والملتزم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Ahmed Salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى