“صيام يوم واحد يغفر ذنوب سنة.. فضل عاشوراء كما لم تسمع من قبل!”

عاشوراء.. يوم من أيام الله الخالدة التي تتجدد فيها معاني الإيمان والتوبة والشكر، وتُستَحضَر فيها سيرة الأنبياء ومواقفهم البطولية مع أقوامهم.
في هذا اليوم، نَجّى الله سبحانه وتعالى نبيّه موسى عليه السلام وقومه من ظلم فرعون، فصامه شكرًا لله، كما روى البخاري:
«هذا يومٌ نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال رسول الله ﷺ: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
بل كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول:
“كان النبي ﷺ يصوم عاشوراء” [رواه مسلم].
وتأتي عظمة هذا اليوم أيضًا في الحديث الذي رواه أبو قتادة عن النبي ﷺ:
«صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله» [رواه مسلم].
لماذا نصوم تاسوعاء أيضًا؟
أراد النبي ﷺ مخالفة اليهود الذين كانوا يصومون العاشر فقط، فقال:
«لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنّ التاسع» [رواه مسلم].
قال العلماء إن صيام التاسع مع العاشر له ثلاث حكم:
مخالفة أهل الكتاب.
الاحتياط في تعيين يوم عاشوراء.
وصل صيام عاشوراء بيوم قبله لزيادة الأجر.
هل يجوز الاحتفال بعاشوراء؟
الإسلام لم يُشرّع مظاهر الحزن أو التطبير في هذا اليوم، بل دعا لصيامه والتوسعة على الأهل كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه:
«من وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته» [رواه البيهقي].
وقد علّق ابن عيينة: “جرّبناه خمسين سنة، فما رأينا إلا خيرًا”.
أما ما يفعله بعض الناس من اللطم وضرب الأجساد بدعوى الحزن على مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، فهي بدع منكرة لم ترد في السنة ولا فعلها الصحابة.
عاشوراء ليس فقط مناسبة تاريخية، بل فرصة ربانية لتجديد التوبة، والتقرب إلى الله، وتطهير النفس من الذنوب.
هو يوم فرح وشكر، لا حزن ونواح، واتباع لا ابتداع.