كامل الوزير يقيل اللواء حازم عنان على الهواء: “لو عنده ظرف كان بلغني”

في مشهد نادر وحاسم، شهد الشارع المصري واقعة غير معتادة، حيث أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، إقالة اللواء حازم عنان، نائب رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية وإدارة المناطق الصناعية، خلال مداخلة إعلامية على الهواء مباشرة.

وجاءت هذه الإقالة المباشرة بعد أن وجه الوزير انتقادات لاذعة لأداء بعض القيادات داخل الهيئة، مؤكدًا أن الإخفاق في التواصل والشفافية داخل مؤسسات الدولة غير مقبول، خاصة في ظل الجهود الضخمة التي تبذلها القيادة السياسية في مجال التنمية الصناعية.

وقال الوزير خلال حديثه:

“لو المسئول عنده ظرف كان بلغني… ماينفعش نشتغل كده وإحنا في مرحلة بناء دولة حديثة…”.

ويُعد اللواء حازم عنان من الشخصيات البارزة في قطاع التنمية الصناعية، حيث سبق أن شغل منصب رئيس الإدارة المركزية لفروع الهيئة على مستوى الجمهورية. غير أن هذا التاريخ المهني لم يكن كافيًا لحمايته من المحاسبة الفورية والحازمة التي يطبقها الفريق كامل الوزير على الجميع دون استثناء.

تصريحات نارية وثقة رئاسية:

في نفس اللقاء، أكد الفريق كامل الوزير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحظى بثقة دولية كبيرة في تنفيذ المشروعات العملاقة، مشيرًا إلى أن المستثمرين – محليًا ودوليًا – يعولون كثيرًا على كفاءة الإدارة المصرية في تنفيذ المشاريع التنموية، خاصة تلك المتعلقة بالأمن الغذائي والصناعة.

وأضاف الوزير:

“المصداقية التي يتمتع بها الرئيس السيسي في تنفيذ المشروعات هي رأس مال حقيقي… والمستثمرون يأتون إلى مصر لأنهم واثقون أننا ننجز على أرض الواقع”.

عتاب للإعلام:

لم يكتف الوزير بالإجراءات الإدارية، بل وجه أيضًا عتابًا شديد اللهجة لأحد الإعلاميين الذين انتقدوا الأداء الحكومي في برنامجه، قائلاً:

“عملي على أرض الواقع أكبر رد عليك… وبعدين أنت لسه شوفت حاجة؟”.

ويُقرأ هذا التصريح كرسالة واضحة بأن الحكومة تعمل وفق استراتيجية عملية، وأن الرد على الانتقادات لا يكون بالكلام، بل بتحقيق الإنجازات.

خلفيات وتداعيات:

إقالة اللواء حازم عنان لم تكن مجرد تصحيح لمسار إداري، بل تعكس توجهًا واضحًا من الدولة نحو المحاسبة الفورية والشفافية الكاملة، بغض النظر عن المناصب أو الأقدمية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تحرص فيه القيادة السياسية على تعزيز مناخ الاستثمار، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في جميع الهيئات والمؤسسات المرتبطة بالتنمية الصناعية.

من الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للتنمية الصناعية تلعب دورًا محوريًا في تهيئة البنية التحتية لجذب المستثمرين، وتوفير بيئة عمل داعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى إدارة المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية.

وتأتي الإقالة في توقيت حرج يتطلب من المسؤولين التفرغ التام والانخراط الفعلي في تطوير بيئة الاستثمار، وهو ما أشار إليه الفريق الوزير ضمنيًا بقوله:

“مافيش وقت نضيعه، وعندنا خطط لازم تنفذ بكل دقة”