زلزالان يضربان نواحي قبرص واليونان ويُشعر بهما في مصر: الثاني أقوى من زلزال 1992 و”المركز” يُحذر من هزات لاحقة

في ساعاتٍ متأخرة من ليل الإثنين – تحديدًا حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل – اهتزت الأرض مرتين في مشهد أثار القلق والهلع في قلوب المواطنين، خاصة في مصر، بعدما شعر عدد كبير منهم بزلزال قوي هزّ نوافذ المنازل وأربك نوم السكان في مناطق عديدة من الجمهورية.

الزلزالان وقعا في منطقة شرق البحر المتوسط، وتحديدًا قرب نواحي قبرص واليونان، وهما منطقتان نشطتان زلزاليًا، إلا أن اللافت هذه المرة كان قوة الزلزال الثاني التي بلغت 6.3 درجة على مقياس ريختر، وهو ما يجعله أقوى من زلزال مصر الشهير عام 1992 الذي بلغت شدته حينها 5.8 ريختر فقط.

لكن، ورغم أن الزلزال الأخير أقوى من زلزال 1992 من حيث الشدة، إلا أن الفرق الجوهري بين الحدثين هو موقع المركز الزلزالي، حيث أن مركز زلزال 1992 كان داخل الأراضي المصرية وتحديدًا في منطقة دهشور جنوبي الجيزة، وهو ما جعل تأثيره مدمرًا، وأسفر عن ضحايا وأضرار كبيرة. أما زلزال اليوم، فقد كان بعيدًا نسبيًا عن الأراضي المصرية، بمسافة تقدّر بحوالي 700 كيلومتر، ما قلّل من خطورته رغم شدته العالية.

وأكدت الشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية أن مركز الزلزال يقع في شرق البحر المتوسط بالقرب من السواحل اليونانية، مشيرة إلى أن الزلزال الأول كان تمهيديًا وتبعته الهزة الثانية الأقوى، كما أوضح المركز أن هذه المناطق تشهد نشاطًا زلزاليًا مستمرًا، مما يعني احتمالية وقوع هزات ارتدادية أو زلازل إضافية خلال الفترة المقبلة.

وقد عبّر العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن شعورهم الواضح بالزلزال، خاصة في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية ودمياط، وأكد البعض أن الهزة كانت ملحوظة واستمرت لعدة ثوانٍ.

وعلى الرغم من عدم تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية داخل الأراضي المصرية حتى الآن، فإن الخبراء شددوا على أهمية رفع الوعي المجتمعي بكيفية التصرف أثناء الزلازل، خاصة مع التكرار الملحوظ للهزات الأرضية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

ويؤكد خبراء الزلازل أن مصر ليست بمنأى عن النشاط الزلزالي، رغم أن معظم الهزات تكون بعيدة المركز أو ضعيفة التأثير، إلا أن موقع البلاد الجغرافي بالقرب من مناطق نشطة مثل فالق قبرص وفالق البحر الميت يجعل احتمالية تأثرها واردة.

وفي ختام التصريحات، طمأن المعهد القومي المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة، وأن الزلازل لا تمثل خطرًا مباشرًا في الوقت الحالي، ولكن يجب دائمًا اتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد للسيناريوهات المحتملة.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى