إضراب عمال مصانع الملابس الكوريين الشماليين في الصين يتسبب في مقتل مسؤول
أشار تقرير صحفي إلى أن إضرابًا قام به موظفو مصانع الملابس الكوريون الشماليون، الذين يعملون بشكل غير قانوني في الصين بدون أجر، تسبب في وفاة مسؤول تم إرساله من بيونج يانج لمراقبة عملهم.
ووفقًا للتقرير، الذي نشرته صحيفة “كوريا تايمز” الكورية الجنوبية، فإن المسؤول الزائر قُتل على الأرجح خلال سلسلة من “الاحتجاجات العنيفة” التي اندلعت في الفترة من 11 إلى 15 يناير، في مدينة هيلونج في مقاطعة جيلين شمال شرق البلاد، على الحدود مع كوريا الشمالية.
ونقلت الصحيفة عن المحلل “تشو هان بوم” من “المعهد الكوري للوحدة الوطنية” قوله إن مسؤولًا حكوميًا كوريًا شماليًا على الأقل لقي حتفه، بينما أصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة.
وقال “تشو” إن المسؤولين الكوريين الشماليين “أُرسلوا عبر الحدود للإشراف على مصانع الملابس”.
اختلاس رواتب
وفقًا لـ”تشو”، الذي استَشهد بمصادر مطلعة، فإن العمال في هيلونج كانوا يحتجون على اختلاس رواتبهم، التي تم إرسالها إلى حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية دون موافقتهم أو علمهم.
وأوضح أن موظفي مصانع الملابس في نحو 15 موقعًا استحقوا ما يقرب من 10 ملايين دولار، مقابل أربع إلى سبع سنوات من العمل غير مدفوع الأجر.
وقالت صحيفة “كوريا تايمز”، نقلًا عن مسؤول كوري جنوبي لم تذكر اسمه، إن جهاز المخابرات في سيول أكد أن “حوادث” تتعلق بعمّال كوريين شماليين وقعت “بسبب ظروف العمل السيئة”.
وفي مقابلة مع موقع NK News، قال “تشو” إن المصانع تديرها وزارة الدفاع الكورية الشمالية.
عقوبات الأمم المتحدة
لكن عادة، لا تكشف السلطات الصينية عن معلومات حول أوضاع العمال المهاجرين من كوريا الشمالية، وتُعّد “منطقة رمادية” في الصناعة التحويلية في البلاد، وهي محظورة تقنيًا بموجب عقوبات الأمم المتحدة، التي تحظر توظيف المواطنين الكوريين الشماليين.
لذلك، يشير التقرير إلى أنه “نادرًا ما يتم نشر التقارير الإعلامية حول مثل هذه الحوادث بسبب الافتقار إلى الشفافية من جانب مصانع النسيج والتحديات في تحديد المتورطين”.
وقال وانج وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس الاثنين في مؤتمر صحفي دوري ببكين: “لا يوجد منشقون كوريون شماليون يعيشون في الصين”.
وأضاف أن “الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني، لأسباب اقتصادية، يعدون منتهكين للقوانين الصينية”.
عدد العمال الكوريين الشماليين في الصين
في حين أن العدد الدقيق للكوريين الشماليين الذين يعملون في الخارج لا يزال مجهولًا، فقد ذكرت صحيفة “كوريا تايمز” تقديرًا بنحو 100 ألف شخص، يعتقد أن غالبيتهم يعملون في الصين.
وقالت NK News إن العمال كانوا من عائلات مميزة نسبيًا في نظام الرئيس “كيم جونج أون”.
شكوك حول التقارير
وترجع التقارير عن الاضطرابات بين العمال الكوريين الشماليين إلى مقابلة صحفية أجراها كو يونج هوان، وهو دبلوماسي كوري شمالي سابق انشق جنوبًا في عام 1991.
وقال “كو” لصحيفة “سانكي شيمبون” اليابانية، هذا الشهر، إن آلاف العمال نظموا إضرابات في مصانع الملابس ومصانع تجهيز الأسماك بسبب عدم دفع الأجور.
وحسب NK News، شكك بيتر جونج، الذي يرأس مجموعة “حقوق العدالة من أجل كوريا الشمالية”، في حدوث الاضطراب. وقال إنه تأكد من سلطات الأمن العام الصينية والعمال المحليين أنه “لم يقع مثل هذا الحادث”.
ومع ذلك، قال جاي بيونج سيو، مدير رابطة “الهاربين الكوريين الشماليين”، للموقع إن ادعاءات “كو” تبدو معقولة، مشيرًا إلى خلافات حول الرواتب غير المستقرة تعود إلى عدة سنوات.
ونقلت “نيوزويك” عن “سيو” قوله إن الإشعارات الرسمية الأخيرة على مواقع المقاطعات الصينية أشارت أيضًا إلى قضية “متأخرات الأجور” بين العمال المهاجرين غير المحددين.