نهاية مشوار إيهاب جلال في كرة القدم: “في رقبتكم، كيف تنام ضمائركم؟”

في لحظة من اللحظات التي تسجل في التاريخ بأسطر من الحزن والأسى، جاء الإعلان الذي صدم كل من يعرف قيمة المدرب القدير إيهاب جلال، حيث انتهى مشواره الطويل والمليء بالتحديات في عالم كرة القدم، لكن ليس بسبب اختيار منه، بل بسبب القسوة والجحود الذي تعرض له من كل من حوله. لم يتحمل قلبه ولا عقله هذا الحمل الثقيل، فاختار أن يودعنا وينهي مسيرته التدريبية بعد ما قدم كل ما يملكه من خبرة وجهد، في ظل ظروف كانت كفيلة بأن تحطم أقوى المدربين.

 

على مدار سنوات، استطاع إيهاب جلال أن يصنع اسمه كواحد من أكثر المدربين كفاءة في مصر، قاد فرقًا من الصف الثاني إلى قمة المجد بموارد محدودة ولاعبين لم يكن يُراهن عليهم أحد. ورغم ذلك، قوبل بكل أنواع الجحود والسخرية، ليس فقط من جماهير الأندية المنافسة، بل حتى من إدارات الأندية التي قادها لتحقيق إنجازات لم يكن يتوقعها أحد.

 

لقد نجح إيهاب جلال في الموسم الأخير في صناعة معجزة حقيقية، فقد قاد فريقًا نصف لاعبيه لا يصلحون للعب كرة القدم من الأساس، ومع ذلك استطاع أن يجعل منهم فريقًا قادرًا على المنافسة وتحقيق الإنجازات. لكن، بدلاً من أن يُكرّم على هذا الإنجاز، تعرض لهجمات شرسة وانتقادات لاذعة. وفي الوقت الذي كان مشروعه الرياضي يجني فيه ربع مليار جنيه في عام واحد، كانت الأندية الأخرى تبيع لاعبين بارزين مثل صادق لبيراميدز بستة ملايين جنيه وشكري لفاركو بخمسة ملايين فقط.

 

لم يكن إيهاب جلال فقط في معركة مع النقاد والجماهير، بل كان أيضًا في معركة صحية لم يكن يعرف عنها الكثير. تشخيصه الطبي كان واضحًا وقاسيًا: “تلف في الفص الأيسر من المخ”. هذه الحالة الصحية كانت نتيجة مباشرة للضغط العصبي والنفسي الهائل الذي تعرض له خلال مسيرته. ربنا يشفيه ويعافيه لأسرته ولمحبيه.

 

في النهاية، لم يعد بإمكان إيهاب جلال التحمل، فاختار أن ينهي مسيرته التدريبية في كرة القدم ويودعنا. هذا القرار كان بمثابة صرخة ألم، تعبيرًا عن مرارة الجحود الذي تعرض له. رغم كل ما قدمه، لم يجد إلا القسوة والسخرية. والآن، ونحن نرى نهايته المؤلمة، نتساءل: في رقبتكم، كيف تنام ضمائركم؟

 

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لقد تم اكتشاف استخدامك لإضافة مانع الإعلانات في متصفحك، إيراداتنا من الإعلانات تساهم في تشغيل هذا الموقع، نرجو منك تعطيل مانع الإعلانات لموقعنا.