مشكلة الزواج المبكر في مصر؛ وأهم 5 ممارسات للحد منها أو تقليلها
The problem of early marriage in Egypt
مشكلة الزواج المبكر في مصر إحدى المشكلات المجتمعية التي أصبحت حديث الساعة في الفترات الحالية، وقد انتشرت تلك المشكلة بخاصة في الدول النامية التي تعاني الفقر وانخفاض مستوى المعيشة ومن بينها مصر، ومن هنا لا بد أن نتحدث سويًا عن مشكلة الزواج المبكر في مصر وأثرها على المجتمع ككل.
انتشار مشكلة الزواج المبكر في الريف
مما لا شك فيه أن الريف منبع الخيرات، ففيه الطبيعة الخلابة والماء والخضرة، بالإضافة إلى الصفات الطبية لأهل الريف مثل الشهامة ونجدة الملهوف، إلا أن هناك بعض العادات السلبية المنتشرة في المجتمع الريفي، والتي تكاد تعصف بكيانه ومن أهم تلك العادات مشكلة الزواج المبكر.
تعد مشكلة الزواج المبكر في مصر من أشهر المشكلات وأكثرها انتشارا في الريف وخاصة الريف المصري، بل إنها تعد من العادات السيئة التي مازالت منتشرة في الريف المصري، وبهذا الانتشار لتلك المشكلة تتفاقم الأزمة الاجتماعية والمجتمعية داخل المجتمع.
وترجع سلبيتها إلى أنها تؤدي إلى الإضرار بالأسرة وإنجاب أطفال غير أسوياء صحيا وبدنيا ونفسيا، بالإضافة إلى تعرض البنت للعنف الزوجي بسبب زواجها ممن هو أكبر منها سنا.
اقرأ أيضًا: نسبة الطلاق في مصر
أسباب مشكلة الزواج المبكر
هناك العديد من الأسباب لمشكلة الزواج المبكر وخاصة مشكلة الزواج المبكر في مصر، وهذه الأسباب إذا تأملناها جيدا وعرفنا كيفية التغلب عليها استطعنا مواجهة تلك المشكلة، ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:
- الفقر وانخفاض مستوى المعيشة الذي يعيش فيه معظم الدول النامية، حيث إن الأسر التي تشتمل عليها هذه الدول تعيش تحت خط الفقر، وبالتالي تلجأ تلك الأسر للتخلص من كثافتها بتزويج البنات في سن مبكر تحت سن الثامنة عشر.
- كثرة الإنجاب يعد من أهم أسباب الزواج المبكر وزيادة أعداد الأطفال بالأسرة الواحدة، وهذا يجعل الأب غير قادر على تلبية كل مطالب الأسرة فيصبح في ضائقة مالية، لا يجد حلا للتخلص منها إلا بالموافقة على زواج بناته في سن صغير.
- أحد الأسباب الأخرى لمشكلة الزواج المبكر في مصر هي المحافظة على العادات التي يتوارثها الأجيال في مختلف الأزمان، ومن بينها زواج البنت في سن صغير بغرض الحفاظ عليها معنويا وجسديا، ولكن لم يفكروا في نفسية تلك البنت وما تتعرض له من إيذاء جراء هذا الزواج.
- عدم توافر الأمن في المجتمع المصري يمثل سببا رئيسيا في وجود مشكلة الزواج المبكر، ومن صوره ارتفاع معدل الجريمة وانتشار السرقة، والتهاون في معاقبة المجرمين.
اقرأ أيضًا: بداية قصة الطفل شنودة وقضيته المثيرة للجدل
الأضرار التي يسببها الزواج المبكر
غير خفي على الكثير منا أضرار مشكلة الزواج المبكر في مصر والأضرار التي يسببها الزواج المبكر بشكل عام وبخاصة للإناث، لكننا نتغافل عنها وبالتالي تنتشر تلك المشكلة على نطاق واسع، ولن نستطيع الحد منها إذا لم نقتنع بوجودها كمشكلة صحية خطيرة، تؤثر على أمن وكيان المجتمع المصري.
إن زواج البنات في سن المبكر على عكس ما يظنه كثير من الأشخاص يسبب لها تعقيدات نفسية وجسدية ومعنوية كثيرة، فالبنت في سن صغير لا تستطيع تحمل مسؤولية أسرة ولكن إجبارها على ذلك يؤدي بها إلى أن هذه الأسرة تتعرض للدمار والهلاك، بسبب تدمير نفسية تلك البنت التي من المفترض أنها المسؤولة عن إنشاء تلك الاسرة.
هذا بالإضافة إلى عدم الوعي الكامل بمتطلبات الأسرة من جهة البنت، وبالتالي عند إنجاب الأطفال لن يتعلموا التعليم الصحيح، ولن يحصلوا على التربية المناسبة التي تهيئهم ليصبحوا أجيالا للمستقبل، وهذا بلا شك يؤثر سلبا على بناء الأسرة التي تصبح في مهب الريح.
كما أن البنت في سن صغير ليست كاملة الإدراك، فإذا صادفتها أية مشكلة من مشكلات الحياة لن تستطيع حلها، وبالتالي من المؤكد أن يحدث لها كثير من المشكلات، وفي النهاية قد يؤدي بها إلى الطلاق وتدمير تلك الأسرة.
من أهم الأضرار التي تنتج بسبب مشكلة الزواج المبكر في مصر ارتفاع نسبة الوفيات بين الإناث، بسبب عدم تحمل البنت لآلام الحمل والولادة بالإضافة إلى إصابتها بالكثير من الأمراض نتيجة الولادة.
تعرف أيضًا على: قصة سارة محمد التي شغلت بها الناس
اعتبار الإناث عبئا على الأسرة
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة مشكلة الزواج المبكر في مصر وبخاصة في القرُرى والأرياف؛ أن هناك كثيرا من الأسر تعتبر الإناث عبئا على الأسرة، ويجب التخلص منهن ولا سبيل إلى ذلك إلا بالزواج.
يقوم رب الأسرة بالبحث عن زوج لابنته يكبرها كثيرا في العمر، وهذا يترتب عليه وجود عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة، سواء علميا أو فكريا.
يظل انتشار مصطلح الذكورية في كثير من المجتمعات عاملا مساعدا على وجود مشكلة الزواج المبكر، حيث يفضل الآباء الأبناء الذكور لاعتقادهم أنهم قوام الأسرة وعليهم الاعتماد الكامل دون الإناث، ومن ثم يبحث الأب عن طريقة للتخلص من البنات، ويجد الزواج المبكر هو الحل الوحيد لهذا.
طرق التقليل من مشكلة الزواج المبكر في مصر
هناك مجموعة من الطرق التي يمكن اتباعها للحد من مشكلة الزواج المبكر في مصر، والتي يجب على المسئولين اتباعها للحد من تلك الظاهرة الخطيرة، ومن تلك الطرق ما يلي:
- عمل حملات توعية عبر وسائل التواصل المختلفة لتوعية الناس بخطورة الزواج المبكر للإناث، وقد يتولى هذه التوعية مجموعة من الأشخاص يطوفون بالقرى المصرية، ويعقدون مجموعة من الندوات والمؤتمرات التي يجتمع فيها أعضاء أهل تلك القرى، ويقومون بالحديث معهم عن المخاطر الصحية التي يسببها الزواج المبكر للإناث.
- سن القوانين التي تجرم الزواج المبكر للإناث لما يسببه من أضرار بالغة، وقد تكون هذه القوانين عبارة عن غرامات تفرضها الحكومة على الآباء والأمهات، الذين يوافقون على زواج البنات في سن صغير.
- توعية الآباء والأمهات بضرورة إنجاب عدد قليل من الأبناء، وذلك يؤدي إلى حسن تربيتهم وعدم الشعور بالضائقة المالية التي تنتج من كثرة إنجاب الأطفال.
- من الممكن أن تقوم الدولة بإنشاء بعض المشروعات التي تحسن دخل الأسرة في المجتمعات النامية، وبالتالي تحرص الأسرة على تعليم البنات والوصول بهن إلى مستوى علمي متقدم.
- تقديم مكافآت للأسر التي تمنع الزواج المبكر لأطفالها، وتشجيعهم على إلحاقهم بالمدارس حتى يكملوا سنواتهم التعليمية ويصبحوا أكثر قدرة على مواجهة ضغوط الحياة.
وهكذا وفي نهاية حديثنا عن مشكلة الزواج المبكر في مصر لا يسعنا إلا أن نقول إننا سنمضي على الطريق، طريق التنمية لن تضعف ولن نتهاون في التصدي لتلك المشكلة التي تؤثر على اقتصاد البلاد وتودي بالمجتمع جميعه.