قانون الطلاق الجديد؛ وأهم ملامح القانون لعام 2022
The new divorce law
قانون الطلاق الجديد من أهم القوانين التي تحوي بين طياتها العديد من السياسات والإجراءات التي تخدم المطلقات والأطفال على حدٍ سواء، فبسبب ضغوط الحياة التي يعاني منها الجميع تنشأ بعض الخلافات بين الزوجين تؤدي إلى الطلاق، ولكن كي يحصل كل من الزوجين على حقه لابد من اللجوء إلى القانون والاطلاع على القوانين الخاصة ببند الطلاق حتى يتم الفصل في هذا الموضوع، وتعمل الدولة جاهدة على تشريع القوانين التي تحفظ حقوق كلا الزوجين عند الطلاق، ومن أهم تلك القوانين قانون الطلاق الجديد 2022.
معنى الطلاق وحكمة مشروعيته
إذا حاولنا أن نتحدث عن قانون الطلاق الجديد فلابد أولًا من تسليط الضوء على معنى الطلاق؛ حيث يعرف بأنه انفصال الزوج عن الزوجة لأي سبب من الأسباب واستحالة الحياة بينهما.
وقد شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق في حالة عدم الألفة بين الزوجين مع أنه أبغض الحلال، ولكن هو سنة مثله مثل الزواج، ويستحب أن يراجع كل من الزوجين قبل بدء البدء في إجراءات الطلاق.
يتعين على الزوج أن يفارق زوجته بالمعروف إذا استحالت الحياة بينهما، وذلك عملا بشرع الله عز وجل والتزاما لأوامره مع إعطاء الزوجة كافة الحقوق التي قررتها الشريعة ونص عليها القانون.
لقد ذكر الله عز وجل الطلاق في كتابه العزيز القرآن الكريم حيث قال: ” فطلقوهن لعدتهن”، فالآية نصت صريحًا على مشروعية الطلاق إذا لم يتفق الزوج مع الزوجة، مع اعطاء الزوجة حقوقها كاملة والالتزام بكافة المصروفات والمطالب التي تخص الزوجه والأطفال.
ومن الممكن أن يتوسط بعض الأشخاص لمنع هذا الطلاق إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، حتى لا تهدم أسرة بكاملها ويظل الأولاد في رعاية وكنف الأب والأم.
اقرأ أيضًا: مشكلة الزواج المبكر في صعيد مصر
بنود في قانون الطلاق الجديد 2022
يشتمل قانون الطلاق الجديد 2022 على كثير من البنود التي تخص كلا الزوجين، والتي عن طريقها يمكن لكلاهما الاحتفاظ بحقوقه التي شرعها الله سبحانه وتعالى.
وتعمل الحكومات على وضع تلك البنود حتى تستطيع المحافظة قدر الإمكان على الأطفال وبناء مستقبلهم بعد تفرق الأب والأم، ومن أهم ملامح هذا القانون ما يلي:
- من أبرز البنود الموجودة في قانون الطلاق الجديد 2022 إعطاء الزوجة الحق في طلب الطلاق عند علمها بزواج زوجها من سيدة أخرى، كما يكفل لها هذا القانون حق المسكن والنفقة ورعاية الأطفال.
- كان الفصل في دعاوى الطلاق تستغرق وقتا طويلا، ولكن نص القانون الجديد 2022 على تقصير مدة الفصل في الدعوى، بخيت يتعرف كلا الطرفين على حقوقها في وقت قصير.
- القاضي له جميع الصلاحيات للتعامل مع الحالات العاجلة التي لا يمكنها الانتظار.
- حديثًا؛ يحق للقاضي أن يخاطب جهة عمل الزوج، حتى يعرف دخله وبمقتضى هذه المعرفة يستطيع أن يقرر النفقة المستحقة للزوجة.
- نص القانون الجديد على أن الزوج إن امتنع عن دفع النفقة لا يحق له رؤية أولاده، وإذا قام بدفع النفقة وتمكن من رؤية أولاده وامتنع عن إعادتهم إلى والدتهم بصفتها الحاضنة لهم فإنه يستحق عقوبة جنائية رادعة.
- اتفق القانون حديثًا مع تصريحات الأزهر الشريف، أن الطلاق الشفوي لا بد أن يوثق ويعتد به طالما أن الزوج نطق به.
اقرأ أيضًا: بدايات الطفل شنودة وقضيته المثيرة للجدل
حقوق الزوجة في قانون الطلاق الجديد
اجتهد العاملون في سن القوانين على عدم تضييع حقوق المرأة، وإنصافها قدر الإمكان على الرجل، ولهذا قام بوضع الكثير من البنود في القانون، تلك البنود التي تكفل الأمن والأمان للزوجة وتجعلها أكثر رعاية للأطفال وأقدر على حسن تعليمهم وتأديبهم.
أهم ما نص عليه القانون الجديد للطلاق؛ أنه يجوز للزوجة الأولى بطلب الطلاق في حالة علمها بزواجه من أخرى، كما أنه يجب على الزوج توفير مسكن لتعيش فيه الزوجة وأطفاله، وأن يكون هذا المنزل على مستوى اجتماعي مناسب يصلح لمعيشة الزوجة وأطفالها.
علاوةً على ما سبق؛ ألزم قانون الطلاق الجديد الزوج على دفع نفقة للزوجة، على أن يتم تقدير هذه النفقة طبقا لما يتقاضاه الزوج بحيث لا تقل عن 1500 جنيه، وأيضًا الالتزام بما يقرره القاضي في جلسة الطلاق، ولا يجوز له أن يخالف أوامره وإلا يتعرض للعقوبة القانونية.
أحقية الزوجة في المسكن
يلتزم الزوج في قانون الطلاق الجديد بتوفير مسكن تعيش فيه الزوجة والأطفال، على أن يكون مناسبا للمعيشة به كافة الخدمات المطلوبة، وفي حين امتنع الزوج عن توفير ذلك المسكن بحق للزوجة اللجوء إلى القانون لطلب مسكن، وتلتزم المحكمة بتوفير منزل لها.
كما يمكن الاستعانة بصندوق تأمين الأسرة المصرية في إيجاد مأوى للزوجة في حالة عدم قدرة الزوجة على إيجاد مأوى لهم، وبخاصة أنه في القانون الجديد للطلاق تم وضع مادة بضرورة إنشاء صندوق لرعاية الأسرة، حيث أنه من الممكن أن يقوم الزوج بدفع مبلغ مالي مناسب للزوجة نظير المسكن الذي ستعيش فيه، ويتم ذلك بإقرار منه أمام القاضي والجهات المسئولة عن ذلك.
اعرف أيضًا: قصة سارة محمد التي شغلت بها الناس
شروط الطلاق في القانون الجديد
لقد فصل قانون الطلاق الجديد في القول عن صلاحية وقوع الطلاق، حيث وضح أن الطلاق يقع إذا كانت الزوجة في زواج صحيح ونطق الزوج بكلمة الطلاق، وإذا نطق بها شفاهةً دون أخذ الإجراءات؛ عليه أن يقوم بتوثيق هذا الطلاق الشفوي، وعلى الزوج والزوجة معا أن يقوما بالإقرار أمام القاضي بوقوع الطلاق الشفوي سواء لفظا أو إشارة.
كما يوضح القانون الجديد أنه مهما كانت عدد مرات الطلاق فإن الطلاق يقع مرة واحدة، وهي التي يعتد بها وعلى الزوج أن يلتزم بكافة الحقوق الواجبة عليه تجاه الزوجة.
وأوضح القانون الجديد الذي أقرته الحكومة واتفق عليه الأزهر الشريف، على أن هناك مجموعة من الشروط لا بد من توافرها في الزوج حتى يقع الطلاق منه، وهي العقل والوعي والإدراك الكامل والاختيار، فلا يكون مكرها على هذا الطلاق مثلا.
كما أنه لا بد أن يكون لفظ الطلاق صريحا من الزوج، فلا يستخدم ألفاظ الكناية ويقصد بها الطلاق ففي تلك الحالة لا يقع هذا الطلاق، بالإضافة إلى أن الزواج ينتهي بالخلع أو التطليق أو المفارقة أو الوفاة.
وفي النهاية يمكن القول أن قانون الطلاق الجديد أتى بالتعديلات في صالح كلًا من الزوج والزوجة والأبناء، وبالرغم من أن الطلاق سنة حللها الله عز وجل؛ لكن يجب الابتعاد عنه قدر المستطاع حتى تظل الأسرة قائمة ولا يهدم بنيانها، كما أن كلا الزوجين عليهما التروي بعض الشيء في جميع المشكلات التي تواجههما حتى يمكن حلها وتجاوزها.