في لحظة موت جماعي.. حادث مفجع يحصد أرواح بنات كفر السنابسة

في لحظة مفجعة، استيقظت مصر على فاجعة أليمة، راحت ضحيتها 19 فتاة من قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، بعدما اصطدمت شاحنة نقل بميكروباص كان يقلهن على الطريق الإقليمي. خرجن فجرًا طلبًا للرزق، ولم يعدن، إذ تحولت الرحلة اليومية إلى مأتم جماعي، والميكروباص إلى نعوش متحركة.

كانت الفتيات، وهن في عمر الزهور بين 14 و20 عامًا، يتحملن مسؤولية تفوق أعمارهن، يعملن في مصانع وحقول لمساعدة أسرهن على مواجهة أعباء الحياة. لكن القدر خطفهن جميعًا في لحظة واحدة، حين اخترقت شاحنة ضخمة مسار الميكروباص، لتنقلب الصرخات إلى صمت مميت، وتنثر الأحلام مع حطام الحديد.

مشاهد الجنازات الجماعية خيمت على كفر السنابسة، التي بدت وكأنها فقدت نبض الحياة. أمهات مكلومات، وآباء مفجوعون، ونعوش مصطفة كأنها صفوف صلاة، لكن هذه المرة لوداع أخير. زُفّت الفتيات وسط دموع القرية إلى مثواهن الأخير، في مشهد مهيب أدمى القلوب وأبكى الحجر.

التحقيقات الأولية تشير إلى أن السرعة الزائدة وعدم الالتزام بالمسار من قِبل سائق النقل كانا سبب الكارثة، وقد تم ضبطه من قِبل وزارة الداخلية التي أكدت فتح تحقيق موسع.

هذا الحادث يعيد إلى الواجهة أزمة الطرق السريعة ومخاطر النقل الثقيل، وحجم المعاناة اليومية التي تواجهها الطبقات البسيطة بحثًا عن لقمة العيش. فإلى متى ستظل الطرق تبتلع الأرواح دون رادع؟ ومتى تكون أرواح فتيات المنوفية آخر الأثمان المدفوعة؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى