"عمرو أديب يهاجم بتسلئيل سموتريتش بعد تصريحات مثيرة: «لم يمرّ 10 ساعات وكان الرجل على ركبتيه يبكي ويعتذر للمملكة»"

في مساء الجمعة 24 أكتوبر 2025، وخلال برنامجه “الحكاية” على قناة MBC مصر، شن الإعلامي عمرو أديب هجوماً حاداً على وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعد تصريحاته المُسيئة لـ المملكة العربية السعودية، واصفاً إياه بـ«متطرف وقليل الأدب»، وأضاف: «لم يمرّ 10 ساعات حتى كان هذا الرجل على ركبتيه معتذراً باكياً».
خلفية التصريحات
في وقت سابق، أطلق بتسلئيل سموتريتش تصريحات تجاه المملكة، تضمنت تعليقاً بأن «التطبيع مقابل دولة فلسطينية؟ لا، شكرًا لكم»، مشيراً إلى أن المملكة إذا طلبت دولة فلسطينية فـ«استمروا في ركوب الجِمال في الصحراء، وسنواصل بناء قوة تكنولوجية هائلة».
ومن ثم جاء ما يبدو كاعتذار سريع، وهو ما لفت انتباه الإعلامي عمرو أديب الذي قال إن الأمر يعكس ضعفاً في الموقف الإسرائيلي واستجابة سريعة لموقف سعودي دون أي عملية تفاوض معلنة.
أقوال عمرو أديب وردّه
خلال الحلقة، قال عمرو أديب:
«سموتريتش متطرف وقليل الأدب… ولم يمرّ 10 ساعات وكان الرجل على ركبه معتذراً باكياً».
وأضاف: «من قال له يعتذر؟… ومن أجبره؟… السعودية دولة مواقف، وليست دولة دوشة».
كما تساءل أديب: «قولي كده آخر مرة شفت إسرائيلي بيعتذر لمواطن عربي امتى؟!» في إشارة إلى ندرة مثل هذا المشهد في العلاقات العربية – الإسرائيلية.
دلالات سياسية وأبعاد العلاقة السعودية – الإسرائيلية
- الاعتذار السريع لسموتريتش، كما عرض أديب، يشير إلى جدية الموقف السعودي وقدرتها على التأثير في المشهد الإقليمي، مظهراً أن المملكة ليست مجرد متابع بل لاعب فاعل.
- تصريحات سموتريتش التي استهجنها أديب تلامس نقطة حساسة في العلاقات العربية – الإسرائيلية، وهي «دولة فلسطينية مقابل تطبيع». المملكة وضعت هذا الخيار أمامه بوضوح، بحسب أديب.
- الهجوم الإعلامي على التصريحات يعكس أيضاً تحولاً في الخطاب العربي تجاه محاولات التطبيع السريع أو دون ضمانات، ويعيد تأكيد أهمية المواقف بدلاً من الشعارات.
أهمية التصريح الإعلامي وتأثيره
- عندما يقول إعلامي معروف مثل عمرو أديب إن مسؤولاً إسرائيلياً «على ركبته معتذراً»، فهو لا يكتفي بنقل خبر فقط، بل يعطي مشهداً رمزيّاً: اعتراف وتأثير.
- مثل هذه التصريحات تستقطب اهتمام الرأي العام العربي، وتُعيد تشكيل لغة العلاقات السياسية بين الدول، فتصبح الأخلاق والاعتراف جزءاً من اللعبة، وليس فقط التصريحات الجافة.
- من ناحية سيو، هذا النوع من المقالات يُحقق بحثاً عالياً من المهتمين بـ «عمرو أديب»، «سموتريتش»، «تصريحات السعودية»، «الاعتذار الإسرائيلي» وغيرها من مصطلحات مفتاحية.
يمثّل موقف عمرو أديب وتحليله لتصريحات بتسلئيل سموتريتش وما تلاها من اعتذار سريع، إشارة واضحة إلى أن المشهد السياسي العربي – الإسرائيلي منذ عام 2020 وما بعده يشهد انتقالاً من مجرد تصريحات للتطبيع إلى مفاوضات ومواقف موثقة. فحين يصف أديب الوزير الإسرائيلي بأنه «متطرف وقليل الأدب» ويبرز مشهده على ركبتيه، فإنه لا يكتفي بتسجيل خبر بل يُقدّم منصة لرؤية مفادها: أن المملكة ليست جسراً فقط بل شريكاً بحد ذاته، وأن الرياض أصبحت قوة يُحتسب لها حساب في كواليس القرار الإقليمي.
والأمر لا يختصر في «اعتذار» بقدر ما يعكس أن الاعتذار نفسه أصبح جزءاً من الرسالة، وأن الإعلام العربي، عبر وجوهه كعمرو أديب، يقوم بدور الضابط للمشهد، مقيّماً ومفسّراً، بشكل يربط بين الحدث والأبعاد الإقليمية. وبالتالي، فإن ما جرى ليس مجرد صدام كلامي أو ورقي، بل انعكاسٌ لمعادلات قوى جديدة، مفادها أن المملكة العربية السعودية وضعت خيارها في مواجهة التطبيع الجزئي والمشروط، وأنها تتحرك عبر مبدأ «دولة مواقف» لا مجرد بيانات.
في ضوء ذلك، فإن الكلمات التي استخدمها أديب والمشهد الذي رسمه، ليسا فضلاً عن السياق فقط، بل يشكلان دعاية إعلامية سعودية ضمنية تعزز من مكانة المملكة أمام شعوب المنطقة والعالم، وتُثبّتها باعتبارها طرفاً محوريّاً لا يمكن تجاهله. وعندما يتكرر مشهد «اعتذار إسرائيلي سعودي» – كما سجّله عمرو أديب – يكون ذلك بمثابة علامة على أن الزمن تغير، وأن القواعد القديمة لطريقة العلاقات السياسية والدبلوماسية لم تعد كافية.
إن ما يستخلصه القارئ والمتابع ليس مجرد صيغة انتقاد إعلامي، وإنما رسالة مفادها أن الكلمة السعودية لها وزن، وأن أي خطوة بدون ضمانات وضوء أخضر سعودي باتت أقلّ جاذبية. وفي الثقافة الإعلامية اليوم، العبارات مثل «على ركبته معتذراً باكياً» تصبح أكثر من وصف – إنها لغة تُعبّر عن تحول رمزي عميق في منظومة النفوذ والاحتساب.
بهذه الرؤية، يمكن القول إن وسائل الإعلام مثل “الحكاية” لم تعد مجرد نافذة للخبر، بل أصبحت ساحة لعرض موازين القوى، ومعارك الصورة، ولغة الاعتراف، والردود الدبلوماسية بكلمات الإعلام. وفي هذا المشهد المتغيّر، تبرز المملكة العربية السعودية ليس فقط كطرف لكن كـ«سيد موقف»، في وقت بات فيه «الاعتذار» أكثر من مجرد كلمة – بل جائزة رمزية لمن يفهم أن المشهد تغيّر، وأن من يريد شراكة حقيقية يجب أن يكون على قدر الكلمة والفعل معاً.








