شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة ﷺ

تقدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأسمى التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، بمناسبة حلول ذكرى مولد نبي الرحمة ورسول السلام والإنسانية، النبي محمد ﷺ. وفي كلمته التي جاءت في هذه المناسبة الجليلة، دعا شيخ الأزهر المولى -عز وجل- أن يَمُنَّ على الأمة الإسلامية وعلى البشرية جمعاء بالخير والأمن والاستقرار والازدهار، وأن تكون هذه الذكرى العظيمة بمثابة إشراقة أمل جديدة تعيد الطمأنينة والسكينة إلى قلوب المسلمين في كل مكان.

 

وأشار شيخ الأزهر إلى أن ذكرى مولد سيد الأولين والآخرين -ﷺ- ليست مجرد حدث تاريخي نتذكره، بل هي مناسبة نحتفل فيها بتجلِّي الإشراق الإلهي على البشرية جمعاء، إذ أرسله الله -سبحانه وتعالى- بالرسالة الخاتمة التي جمعت بين تعاليم السماء والإنسانية، لتكون مصدرًا للسلم والمحبة والرحمة. وقد بُعث النبي ﷺ ليكون نورًا يهدي به الله الناس من الظلمات إلى النور، وليكون رائدًا في إرساء قواعد العدل بين جميع البشر دون تفريق.

 

كما شدد شيخ الأزهر على أن الرسالة النبوية لم تكن موجهة لجماعة بعينها أو زمن محدد، بل كانت رسالة للعالمين، جاءت لتحكم بالعدل وتنشر قيم التسامح والرحمة بين الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. فقد عاش النبي ﷺ في مجتمع متنوع الأديان والأعراق، وكان دائمًا نموذجًا للرفق بالآخرين وإقامة العدل بينهم.

 

وأوضح شيخ الأزهر أن العالم اليوم في أمسِّ الحاجة إلى التمسك بهديه ﷺ أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعدما عجزت البشرية عن تحقيق السلام الدائم وإنهاء الحروب والصراعات التي تعصف بالعديد من الدول. وأشار إلى أن الضمير العالمي بات مغيبًا في بعض الأحيان عن إقرار حقوق الإنسان، ووقف العدوان الوحشي الذي يُمارس على الأبرياء، سواء في فلسطين أو غيرها من المناطق المشتعلة وبؤر الصراعات حول العالم.

 

وأكد الدكتور أحمد الطيب أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يجب أن يكون حافزًا للعودة إلى تعاليم النبي ﷺ، والالتزام بالخلق الإسلامي القويم الذي يدعو إلى نشر المحبة والسلام. وبيَّن أن الأزمات التي تعاني منها البشرية، سواء كانت صراعات مسلحة أو أزمات اقتصادية واجتماعية، هي نتيجة لغياب الروح النبوية في التعامل بين الناس. فالنبي ﷺ لم يكن داعيًا للعنف أو الانتقام، بل كان يدعو إلى التسامح والعفو، وكان دائمًا ما يسعى لإصلاح العلاقات الإنسانية على أساس من العدل والإحسان.

 

كما أضاف شيخ الأزهر أن المسؤولية تقع على عاتق العلماء والدعاة في نشر تعاليم الإسلام السمحة، والرد على الحملات المشوهة التي تستهدف الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم. وأكد أن الإسلام هو دين الرحمة، وأن الرسول ﷺ جاء ليكون رحمة للعالمين، وليس لأمة واحدة، ولذلك يجب علينا كمسلمين أن نظهر للعالم هذا الوجه الحقيقي لديننا من خلال أفعالنا وأقوالنا.

 

وختم شيخ الأزهر كلمته بالدعاء إلى الله أن يرفع البلاء عن الأمة الإسلامية وعن جميع شعوب العالم، وأن يعيد لهذه الذكرى العطرة مكانتها في قلوب المسلمين ويجعلها منارة للأجيال القادمة، للسير على نهج النبي ﷺ، والعمل بتعاليمه التي تضمن للبشرية الأمن والسلام.

 

وفي هذه المناسبة، دعا الدكتور الطيب إلى ضرورة التكاتف والتعاون بين الدول والشعوب من أجل تحقيق العدالة والسلام العالمي، وإنهاء معاناة الشعوب التي تعيش تحت وطأة الحروب والصراعات. وأكد أن الاحتفاء بذكرى مولد النبي ﷺ هو احتفاء بالقيم التي جاء بها، والتي إن تمسكنا بها، فإنها ستكون طريقنا للخروج من الأزمات الراهنة والعبور إلى مستقبل أفضل للجميع.

 

يذكر أن مولد النبي ﷺ يحتفل به المسلمون في مختلف أنحاء العالم كذكرى عظيمة تحيي في النفوس معاني الحب والتسامح والتآخي.

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى