سن اليأس الصهيوني

شارف عمر الإحتلال الصهيوني للأرض المقدسة على بلوغ أعتاب قرن من الزمان ، شاخ هذا الطفيلي الملعون وظهرت ترهلاته ، وفاحت رائحة ذعره ، ظهرت عليه أعراض مراهقة شيخوخة طائشة ، فاكتسب رعونة من نوع أشد إفتراساً يصيب اليائسين ، كان يختلق الذرائع ليمارس جرائمه فلم يعد يتبنى الذرائع ، كان يقبل بالتفاوض ويرسم خططاً بعيدة المدى وينفذها في صبر فانعدم صبره ، تشتتت صيحات قنوطه في كل إتجاه دون تمييز كضرير يقود مركبة على خط سريع ، ولى عهد تصيد حدث تافه كجرح يصيب جندياً حدودياً جراء شظية عبوة ناسفة فلسطينية عتيقة الصنع ليعلن عن رده الذي دائماً مايكون بسحق العشرات وبناء مستوطنات جديدة ، ولى هذا العهد وظهر عهد جديد من التبجح .. الإبادة ، الإجتياح الشامل والكامل والمذابح الجماعية أمام مرئىً ومسمع من العالم وكانت آخر ذريعة هي تخطي فلسطين للسياج الحدودي لمستوطنة إسرائيلية بغلاف غزة أو مايطلقون عليه (عوتيف غزة) وإيذاء مستوطنيها ، ومن بعدها إنتهى عهد الذرائع مع ولادة ماسمي بعملية (طوفان الأقصى) في أكتوبر 1923.

من يقرأ الموقف بتفحص يستطيع إدراك أن المدة الزمنية المزمعة للعمل قد إختزلت ، ملف رصدت لتنفيذه سنوات تبعثرت أوراقه وإختلطت وأضحى ينفذ في شهور وأيام وسويعات ، إن جيش الإحتلال الهرم الأرعن أصبح يعلن عقوقه لأعمامه من أهل سطوة وحكام الكوكب ، يفاجئهم بصبيانيته وتهوره ، يلهثون وراءه سداً لخانات أفعاله المتسرعة ، وفي مشاهد هزلية لا تنطلي على ذوي الوعي يعلن المؤلفون للرواية عن تحالفات وهمية وصراعات مفبركة بين هذا وذاك في عرض مسرحي فقير يدور في الشرق الأوسط بين كيانات تشترك في العرض بكل مباركة وسرور عرض نتائجه وخيمة حتى على أبطاله ، إن البلاد العربية مقبلة على أعتى مراحل إختباراتها والتي تحتاج إلى إستيعاب الدروس بسرعة الوميض.