"سائحة أجنبية تُبدي إعجابها بكرم ضيافة السعوديين: قضيت أسبوعين في المملكة وصرفت فقط 150 ريال سعودي!"

67 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تفاعلًا واسعًا بعد نشر مقطع فيديو لسائحة أجنبية تحدثت فيه عن تجربتها في المملكة العربية السعودية، والتي وصفتها بأنها “من أجمل وأكرم التجارب السياحية التي عاشتها في حياتها”، مؤكدة أنها قضت أسبوعين كاملين في السعودية دون أن تنفق سوى 150 ريالًا سعوديًا فقط، بفضل كرم وضيافة المواطنين السعوديين الذين استقبلوها بالترحاب وقدموا لها المساعدة في كل مكان.

 تجربة فريدة لسائحة في المملكة

بدأت القصة عندما نشرت السائحة الأجنبية – التي يُعتقد أنها من أوروبا الشرقية – عبر حسابها على منصة “تيك توك” مقطعًا توثّق فيه رحلتها إلى الرياض والمدينة المنورة والعلا، حيث ظهرت وهي تتحدث بإعجاب عن كرم السعوديين وحفاوة استقبالهم. وقالت في الفيديو:

“لم أكن أتوقع هذا الكم من اللطف والكرم. الناس هنا لا يتركونك تدفع شيئًا، الجميع يريد أن يساعدك ويقدّم لك الطعام والماء وحتى النقل مجانًا. خلال أسبوعين صرفت فقط 150 ريالًا سعوديًا، رغم أنني زرت ثلاث مدن مختلفة!”

وأضافت السائحة أن التجربة كانت “خيالية”، وأنها لم تشعر في أي وقت بأنها غريبة، بل تعامل معها الجميع كما لو كانت فردًا من العائلة.

 السعودية وجهة عالمية للسياحة والضيافة

تأتي هذه القصة في وقت تعمل فيه المملكة على تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي.

وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في عدد السياح الأجانب الذين يزورون المملكة، خاصة بعد إطلاق تأشيرة السياحة الإلكترونية التي تُمنح لمواطني أكثر من 60 دولة، ما سهّل زيارة الوجهات السياحية المميزة مثل العلا، نيوم، جدة التاريخية، والطائف.

ولم يكن إعجاب السائحة الأجنبية مفاجئًا للكثيرين، إذ تُعرف السعودية منذ القدم بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وهي قيم أصيلة في المجتمع السعودي المتوارثة عبر الأجيال، وتعكس روح الكرم العربي الأصيل.

 كرم الضيافة.. قيمة متجذرة في الثقافة السعودية

يعتبر الكرم أحد أبرز سمات الشخصية السعودية، فهو ليس سلوكًا مؤقتًا أو مجاملة اجتماعية، بل جزء من الهوية الوطنية والثقافة المجتمعية.

منذ القدم، اشتهر سكان شبه الجزيرة العربية باستقبال الضيوف والمسافرين وتقديم الطعام والمأوى لهم، وهو تقليد ما زال حاضرًا بقوة في المجتمع الحديث.

وقد أظهرت السائحة في مقطعها العديد من المواقف التي عكست هذا الكرم، منها:

  • استقبال عائلة سعودية لها في منزلهم بمدينة الطائف، حيث قدموا لها وجبة عشاء تقليدية.
  • عرض أحد السائقين نقلها مجانًا من العلا إلى المدينة المنورة.
  • إصرار المارة في الأسواق على تقديم القهوة العربية والحلوى لها دون مقابل.

 تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي

أثار مقطع السائحة تفاعلًا كبيرًا بين المستخدمين السعوديين والعرب على منصات “إكس” و“تيك توك” و“إنستغرام”، حيث عبّر الآلاف عن فخرهم بسلوك المواطنين السعوديين الذين قدموا صورة مشرفة عن بلادهم أمام العالم.

كتب أحد المغردين:

“هذا هو الوجه الحقيقي للسعودية.. كرم وأخلاق ونخوة. شكراً لكل من جعل هذه السائحة تشعر بالأمان والانتماء.”

بينما قال آخر:

“ما قالته هذه السائحة هو أفضل دعاية سياحية ممكنة، لأن الانطباع الإنساني هو الذي يبقى في ذاكرة الزائر.”

حتى حسابات إعلامية أجنبية أعادت نشر الفيديو، معتبرة أن ما حدث يعكس التحول الإيجابي الذي تشهده المملكة في قطاع السياحة والانفتاح الثقافي.

 القطاع السياحي السعودي.. نمو غير مسبوق

تشير تقارير وزارة السياحة السعودية إلى أن المملكة استقبلت أكثر من 27 مليون سائح دولي في عام 2024، لتتصدّر قائمة الدول الأكثر جذبًا للسياح في الشرق الأوسط.

ويرجع هذا النمو إلى تحسين البنية التحتية السياحية، وتطوير الوجهات الجديدة مثل مشروع البحر الأحمر، والعلا، ونيوم، والدرعية، فضلًا عن الفعاليات العالمية مثل مهرجان موسم الرياض، وموسم جدة.

هذه الطفرة في القطاع السياحي لم تكن ممكنة لولا دعم القيادة السعودية التي جعلت من الضيافة والترحيب بالزوار جزءًا من الهوية الوطنية، بهدف تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة حول العالم.

 السائحة تشيد بالأمان والتطور

في حديث لاحق نشرته عبر حسابها الشخصي، أكدت السائحة أنها كانت تخطط لزيارة السعودية لمدة أسبوع واحد فقط، لكنها قررت تمديد الرحلة أسبوعًا إضافيًا بسبب الراحة والأمان الذي شعرت به، قائلة:

“كنت أعتقد أنني سأشعر بالغربة، لكنني وجدت بلداً آمناً، وشعباً ودوداً، ومدناً نظيفة ومتطورة، ومطاعم ومقاهي رائعة. السعودية فاقت توقعاتي.”

كما أبدت إعجابها بالتنظيم العالي في المواصلات العامة، واهتمام السعوديين بالزوار الأجانب، مشيرة إلى أن التواصل مع الناس كان سهلاً جدًا حتى رغم اختلاف اللغة.

 السعودية تواصل تعزيز صورتها السياحية عالمياً

تعمل الحكومة السعودية بالتعاون مع هيئة السياحة على تنفيذ حملات عالمية للترويج للوجهات السياحية في البلاد، مستخدمة شعار “Welcome to Arabia” (مرحبًا بكم في السعودية)، الذي أصبح رمزًا للترحيب والانفتاح الثقافي.

وتُظهر قصص مثل قصة هذه السائحة مدى نجاح هذه الجهود في تقديم صورة إنسانية إيجابية للمملكة، قائمة على الكرم والأصالة والتنوع الثقافي، وهو ما يساهم في تعزيز ثقة السائح الأجنبي وتشجيع مزيد من الزيارات المستقبلية.

 السائحة توثّق رحلتها بالصور والفيديو

نشرت السائحة عبر حسابها مجموعة من الصور والفيديوهات خلال جولتها، تضمنت:

  • مشاهد من الأسواق الشعبية في الرياض.
  • زيارتها لمواقع التراث العالمي في العلا.
  • حضورها إحدى الفعاليات الموسيقية ضمن “موسم الرياض”.
  • تجربتها للأكلات السعودية مثل الكبسة والجريش والقهوة العربية.

وأشادت في تعليقاتها بجمال المناطق الطبيعية في السعودية، ووصفت “العلا” بأنها “أشبه بلوحة فنية مرسومة على رمال التاريخ”.

تجربة السائحة الأجنبية تمثل انعكاسًا صادقًا لصورة السعودية الجديدة التي تسعى إلى ترسيخها عالميًا، باعتبارها وجهة تجمع بين الأصالة والتطور، والتاريخ العريق والانفتاح الحديث.

إن ما قالته هذه السائحة ليس مجرد إشادة عابرة، بل هو شهادة حقيقية على نجاح جهود المملكة في تعزيز قيم الضيافة والكرم التي تميز المجتمع السعودي منذ القدم.
وفي وقت أصبحت فيه السياحة عاملًا أساسيًا في بناء العلاقات بين الشعوب، فإن مثل هذه القصص الإنسانية تفتح الباب أمام العالم لاكتشاف وجهٍ آخر للمملكة، بعيدًا عن الصورة النمطية القديمة، لتُظهر السعودية كبلد مضياف، آمن، متطور، يرحّب بالجميع بمحبة وكرم.

وتبقى كلمات السائحة الخاتمة تلخّص التجربة بأكملها:

“جئت إلى السعودية كسائحة، لكنني غادرتها وأنا أشعر أن لدي عائلة كبيرة هنا.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى