"زيارة بشار الأسد إلى السعودية 2025: لقاء ولي العهد السعودي والمشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض"

67 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس مرحلة جديدة من الانفتاح الإقليمي، وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين، للمشاركة في فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025، والذي يُعقد في العاصمة الرياض بمشاركة قادة سياسيين واقتصاديين من مختلف أنحاء العالم. وتُعد هذه الزيارة من أبرز التحركات السياسية في المنطقة خلال العام، نظرًا لما تحمله من رسائل استراتيجية على مستوى العلاقات السورية – السعودية، وكذلك على صعيد التقارب العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.

لقاء الرئيس بشار الأسد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

شهدت الزيارة لقاءً رفيع المستوى بين الرئيس بشار الأسد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين الرياض ودمشق وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصة الاستثمار وإعادة الإعمار والطاقة والتعاون الاقتصادي.
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، ودعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، بما يخدم مصالح الشعوب العربية.

وخلال اللقاء، أعرب الرئيس الأسد عن تقديره لدور المملكة العربية السعودية في دعم القضايا العربية، مؤكدًا أن دمشق تنظر إلى هذه المرحلة كفرصة جديدة لعودة العلاقات الطبيعية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
من جانبه، رحّب ولي العهد السعودي بزيارة الأسد إلى الرياض، مشددًا على أن المملكة ماضية في نهجها الدبلوماسي الرامي إلى توحيد الصف العربي ودعم الحلول السياسية للأزمات الإقليمية.

مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025: منصة عالمية تجمع القادة والمستثمرين

تأتي مشاركة الرئيس السوري في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 كجزء من الحراك السياسي والاقتصادي الجديد في المنطقة.
ويُعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار “الاستثمار في الإنسان والذكاء الاصطناعي والاقتصاد المستدام”، بمشاركة أكثر من 6000 شخصية من قادة العالم والسياسة والمال والأعمال والتكنولوجيا.

الحدث الذي يُنظم سنويًا في الرياض بات يشكّل أحد أبرز المنتديات الاقتصادية على مستوى العالم، حيث يسعى إلى رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل التحولات الرقمية والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي.
وتُعد مشاركة الأسد في هذا الحدث تأكيدًا على رغبة دمشق في العودة إلى الساحة الاقتصادية العربية والدولية بعد سنوات من العزلة.

عودة العلاقات السورية – السعودية إلى مسارها الطبيعي

منذ عام 2023، بدأت العلاقات بين سوريا والسعودية تشهد تحسنًا تدريجيًا، مع استئناف التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
وجاءت زيارة الأسد إلى الرياض اليوم لتؤكد استمرار هذا المسار الإيجابي وتعزيز التعاون بين العاصمتين في ملفات سياسية واقتصادية عدة، أبرزها:

  • إعادة الإعمار في سوريا ومشاركة الشركات السعودية في المشاريع التنموية.
  • توسيع الاستثمارات السعودية في القطاعات السورية الواعدة مثل الطاقة والزراعة والصناعة.
  • تعزيز التعاون الأمني والسياسي في مكافحة الإرهاب والتطرف.
  • تشجيع المبادرات العربية لإيجاد حلول سلمية للنزاعات في المنطقة.

ويعتبر محللون أن الزيارة تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز العلاقات الثنائية، إذ تشير إلى عودة الدور العربي في الملف السوري، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

تحليلات وردود فعل دولية

لقيت زيارة بشار الأسد إلى السعودية اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
حيث اعتبر مراقبون أن الرياض تُعيد ترتيب أوراق المنطقة بما يضمن الاستقرار ويخدم رؤيتها التنموية 2030.
كما يرى آخرون أن مشاركة الأسد في مؤتمر الاستثمار العالمي تعكس رغبة دمشق في جذب الاستثمارات الخارجية واستعادة الثقة بالاقتصاد السوري.

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي راقبا الحدث عن كثب، فيما أشارت تقارير إلى أن بعض الدول الغربية تتابع بحذر هذا الانفتاح العربي تجاه دمشق، خصوصًا في ظل تغير موازين القوى في الشرق الأوسط بعد الاتفاقات الإقليمية الأخيرة.

مبادرة مستقبل الاستثمار: رؤية سعودية نحو اقتصاد عالمي جديد

تُعد مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) إحدى أبرز مبادرات صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية السعودية 2030.
وتهدف المبادرة إلى استقطاب رؤوس الأموال والمواهب العالمية، وتعزيز دور المملكة كمركز اقتصادي عالمي.

وشهدت نسخة 2025 من المؤتمر حضورًا غير مسبوق من كبار القادة، بينهم رؤساء دول، ومديرو كبرى الشركات العالمية، وخبراء في التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وشكّل وجود الأسد في الرياض رسالة واضحة على عودة سوريا إلى محور الاهتمام الاقتصادي العربي، خاصة في ملف الاستثمار في إعادة الإعمار والبنية التحتية.

الزيارة في سياقها الإقليمي والدولي

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية كبرى، منها اتفاقات التطبيع، والتقارب السعودي – الإيراني، والحراك نحو حلول سلمية للأزمات الإقليمية.
ويرى المراقبون أن استقبال السعودية للأسد بهذا المستوى يشير إلى أن الرياض تسعى إلى قيادة مرحلة جديدة من التوازن السياسي في المنطقة، قائمة على الانفتاح والدبلوماسية الاقتصادية بدلاً من الصراعات.

كما تمثل الزيارة رسالة دعم للمسار العربي في تسوية الملف السوري، بعيدًا عن الضغوط الغربية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون بين دمشق ودول الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى