“جنى فتحي سمير: الفن الذي ينبض بالمشاعر والإنسانية”

في عالم مليء بالتحديات والتغيرات السريعة، هناك من يجعل للألوان لغة وللخطوط نبضًا، وجنى فتحي سمير واحدة من هؤلاء الفنانين الذين استطاعوا أن يجعلوا من الفن التشكيلي وسيلة للتعبير عن العمق الإنساني والمشاعر التي قلّما تُترجم بالكلمات. بأسلوبها المميز، وبتواضعها الواضح، تسير جنى بخطوات واثقة في رحلتها الفنية، لتقدم للعالم لوحات تحمل قصصًا ومشاعر تتخطى الحدود وتصل إلى القلوب.

 

رحلة البداية: موهبة تنبض منذ الطفولة

نشأت جنى في بيئة أسهمت في تنمية شغفها بالفن. منذ صغرها، وجدت في الرسم وسيلة للتعبير عن نفسها، حيث كانت الألوان والفرشاة رفيقيها في كل لحظة صمت أو تأمل. تقول جنى: “لم أكن أدرك أن الفن سيكون مساري المهني، لكنه كان دائمًا جزءًا من حياتي. عندما أمسك الفرشاة، أشعر وكأنني أترجم ما بداخلي إلى شيء ملموس”.

 

كان لوالدتها دور كبير في دعم هذه الموهبة المبكرة.”ماما كانت الحضن الذي بلجأ ليه لما بحتاج إلى الراحة. وجودهما كان سببًا أساسيًا في استمراري”، تضيف جنى.

 

الرسم: لغة الشفاء والتواصل

لا ترى جنى الرسم مجرد مهارة، بل تعتبره لغة تعبر بها عن مشاعرها وأفكارها. بالنسبة لها، كل لوحة هي رسالة صادقة إلى العالم، تنقل من خلالها ما تعجز الكلمات عن وصفه. في أحد اللقاءات الصحفية التي أجريت معها مؤخرًا، تحدث الصحفي عن كيف دفعته السمعة الطيبة التي حصدتها جنى ولوحاتها المميزة إلى محاولة التواصل معها. كان هذا اللقاء فرصة له ليكتشف الجانب الإنساني في شخصية الفنانة التي أبهرت الجميع بتواضعها وعمق رؤيتها الفنية.

 

تقول جنى عن هذه التجربة: “أنا ممتنة لكل شخص يرى في أعمالي شيئًا يستحق الاهتمام. بالنسبة لي، كل لوحة أرسمها هي جزء مني، وأنا سعيدة أن هذا الجزء يصل إلى الآخرين”.

 

أعمال تحمل قصصًا وألوانًا تعبر عن الحياة

لوحات جنى ليست مجرد ألوان أو أشكال جميلة، بل هي قصص حية تحمل في طياتها مشاعر وتجارب إنسانية. تُركز في أعمالها على استخدام الألوان بشكل رمزي، حيث ترى أن لكل لون معنى وتأثيرًا عميقًا. الأزرق يمثل لها الهدوء والسكينة، الأحمر يعبر عن الشغف والقوة، بينما الأخضر يجسد الأمل والنمو.

 

تقول جنى: “كل ضربة فرشاة هي تعبير عن لحظة من حياتي. قد تكون لحظة ألم أو فرح، لكنها دائمًا صادقة. أعتقد أن هذا ما يجعل الناس يتفاعلون مع لوحاتي؛ لأنهم يشعرون أنها تنبع من مكان حقيقي”.

 

الدعم العائلي: عماد النجاح.

رغم موهبتها الفطرية، تعترف جنى أن لولا توفيق الله عز وجل ما كانت لتصل لشيء من هذا ولم يكن أحد قد شاهد أعمالها الفنية.

 

رسالة فنية وإنسانية:

جنى لا ترى الفن مجرد أداة لإبهار العين، بل تعتبره رسالة إنسانية عميقة. تسعى من خلال لوحاتها إلى تجسيد مشاعر الناس في أصدق حالاتها، وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية التي تمس القلوب. تقول: “الفن ليس فقط لخلق الجمال، بل لتذكيرنا بجوهرنا كبشر. أريد أن تكون لوحاتي مرآة يرى الناس فيها أنفسهم ومشاعرهم”.

 

تؤمن جنى أن مهمة الفنان هي خلق مساحة للتواصل والتأمل، وأن اللوحات يمكن أن تكون وسيلة لإلهام الناس ودفعهم للنظر إلى العالم بمنظور جديد.

 

طموحات مستقبلية بلا حدود

تحلم جنى بالمشاركة في معارض عالمية تمكّنها من مشاركة أعمالها مع جمهور أوسع. كما تطمح لإنشاء منصة تجمع الفنانين الشباب، تقدم لهم الدعم والإلهام، وتساعدهم على تحقيق أحلامهم.

 

علاقتها بالعائلة والإلهام

تُعتبر العائلة جزءًا لا يتجزأ من حياة جنى الفنية. تقول: “أبي هو مصدر قوتي، وأمي هي منبع حناني، أما أختي يارا، فهي شريكتي في كل لحظة فرح أو ألم”. علاقتها بجديها، حماده وبديعه، كانت دائمًا ملهمة، حيث غرسا فيها القيم والأصالة التي انعكست في فنها.

أما عن الحب، فقد لعب سيف الدين، شريك رحلتها الفنية، دورًا مهمًا في دعمها. تصفه بأنه الشخص الذي يمنحها القوة لتتجاوز أي عقبة. تقول: “وجود سيف في حياتي هو أكبر نعمة. معه أشعر بأنني أستطيع تحقيق أي شيء”.

كتابة: علي معزالدين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى