تراجع أسعار الأراضي في حي العارض شمال الرياض بنسبة 36% في أقوى موجة تصحيح للعقار خلال عام 2025 | انخفاض تاريخي يعيد تشكيل خريطة الاستثمار العقاري في المدينة

تشهد السوق العقارية في المملكة العربية السعودية هذا العام واحدة من أكبر موجات التصحيح السعري منذ أكثر من عقد، وخاصة في العاصمة الرياض التي تُعد من أكثر المدن نمواً واستقطاباً للاستثمارات. وفي هذا السياق، برز حي العارض شمال الرياض كأكثر المناطق التي سجّلت تراجعًا ملحوظًا في أسعار الأراضي الخام، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 36% خلال أشهر معدودة، في هبوط يُعتبر من أقوى التصحيحات التي مرت على السوق المحلية خلال عام 2025.
هذا الانخفاض الكبير أثار اهتمام المستثمرين والمطورين العقاريين والمواطنين على حدٍ سواء، نظرًا لأهمية حي العارض الذي يُعد من أسرع الأحياء نموًا وأكثرها جذبًا للمشاريع السكنية الحديثة، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي قرب عدد من الشوارع الحيوية والمشاريع الكبرى.
أسباب التراجع الحاد في أسعار الأراضي الخام
1. زيادة المعروض من الأراضي
خلال الفترة الأخيرة، شهدت المنطقة زيادة ملحوظة في المعروض من الأراضي الخام بعد إطلاق مخططات جديدة وفتح نطاقات عمرانية كانت مُغلقة لسنوات. هذا التوسع في العرض ساهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على الأسعار، ودفعها للانخفاض.
2. تباطؤ الطلب مقارنة بالسنوات الماضية
بعد سنوات من الطلب المرتفع، بدأت السوق في الالتفات نحو خيارات سكنية جاهزة ومشاريع تشييد متكاملة، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الأراضي الخام وخاصة ذات المساحات الكبيرة.
3. إجراءات تنظيمية جديدة
أدى تطبيق بعض الأنظمة المتعلقة بالضرائب العقارية، وتنظيمات البناء، ومتطلبات التخطيط الحضري إلى إعادة ضبط حركة البيع والشراء في بعض المناطق، وكان حي العارض ضمن المناطق التي تأثرت بهذه الإجراءات.
4. موجة التصحيح العقاري في المملكة
يدخل تراجع أسعار الأراضي في حي العارض ضمن موجة تصحيح أوسع، تهدف إلى تحقيق التوازن بين المعروض والطلب، وضمان وصول العقار إلى مستويات سعرية واقعية ومستدامة.
أهمية حي العارض في السوق العقارية
يُعتبر حي العارض واحدًا من أكبر الأحياء الحديثة في شمال الرياض، ويشهد توسعًا عمرانيًا سريعًا مدعومًا بشبكة خدمات متطورة وطرق رئيسية مثل طريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك سلمان. كما يضم عددًا كبيرًا من المخططات السكنية التي تستقطب السكان الباحثين عن بيئة سكنية متكاملة.
ورغم التراجع السعري الأخير، يظل الحي من المناطق ذات الجاذبية العالية على المدى الطويل، خصوصًا مع التوجه الكبير نحو شمال الرياض كمنطقة استثمارية رئيسية للمشاريع المستقبلية.
كيف يؤثر التراجع بنسبة 36% على المستثمرين؟
1. فرص شراء بأسعار منافسة
تراجع الأسعار بهذا الشكل يفتح الباب أمام المستثمرين لدخول السوق بأسعار تعتبر الأفضل منذ سنوات، مما يعزز فرص تحقيق عوائد مستقبلية عند ارتفاع الأسعار مجددًا.
2. إعادة تقييم المشاريع المستقبلية
قد يعيد بعض المطورين النظر في خططهم بناءً على الأسعار الجديدة، سواءً فيما يتعلق بمشاريع التطوير أو الشراكات الاستثمارية.
3. تحفيز حركة التداول العقاري
انخفاض الأسعار من شأنه تنشيط عمليات البيع والشراء، خصوصًا في الفئات ذات الميزانيات المتوسطة التي كانت تجد صعوبة في دخول السوق.
تأثير الانخفاض على المواطنين الباحثين عن سكن
بالنسبة للمواطنين، يُعد هذا التراجع فرصة مهمة للحصول على أراضٍ بأسعار أقل، أو الاستثمار في مواقع كانت تعتبر مرتفعة التكلفة سابقًا. كما قد يساهم هذا الهبوط في تخفيف الضغط على أسعار الوحدات السكنية الجاهزة مستقبلًا، خاصة إذا استمر التوازن بين العرض والطلب.
هل سيستمر التراجع؟ قراءة في مستقبل الأسعار
يرى عدد من المختصين العقاريين أن السوق قد يشهد استقرارًا نسبيًا خلال الأشهر القادمة، مع احتمال تسجيل انخفاضات طفيفة في بعض الأحياء، بينما قد تستقر الأسعار في مناطق أخرى. لكن الاتجاه العام للسوق يشير إلى مرحلة “تصحيح صحي” لا تهدف إلى الهبوط الحاد، بل إلى الوصول لمستويات عادلة تعكس الوضع الاقتصادي العام والتوسع العمراني المتزايد.
كما أن استمرار مشاريع البنية التحتية الكبرى في شمال الرياض قد يُعيد الأسعار للارتفاع التدريجي على المدى المتوسط.
حي العارض بين الماضي والحاضر
شهد الحي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بعدما تحوّل من منطقة شبه صحراوية إلى واحدة من أكثر مناطق الرياض حيوية. ومع الانخفاض الحالي في الأسعار، يرى الخبراء أن الحي قد يدخل مرحلة جديدة من التطور العمراني، بعد أن يصبح الاستثمار فيه أكثر سهولة ومرونة.
توقعات الخبراء للسوق في 2025
- عودة الاستقرار التدريجي خلال النصف الثاني من العام.
- زيادة الطلب على الأراضي متوسطة المساحة نتيجة انخفاض أسعارها.
- توجه المستثمرين نحو المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدلًا من المشاريع الضخمة.
- استمرار الإقبال على شمال الرياض بصفته مركز النمو الأساسي.
التراجع السعري الكبير بنسبة 36% في حي العارض شمال الرياض يُعد من أبرز مؤشرات التصحيح العقاري خلال هذا العام، وهو حدث يعيد رسم خريطة الاستثمار العقاري في العاصمة. وبينما قد يبدو الانخفاض كبيرًا للبعض، يراه الخبراء فرصة ذهبية لإعادة التوازن للسوق ومنح المستثمرين والمواطنين مساحة جديدة لاقتناص الفرص.








