القبض على السفاح أبو لولو في الفاشر بالسودان.. نهاية دامية لمجرم الحرب المتهم بارتكاب مجازر وإعدام المدنيين

في تطور أمني بارز يشغل الرأي العام المحلي والدولي، أعلنت السلطات السودانية رسميًا عن القبض على السفاح الملقب بـ”أبو لولو”، الذي يُعتبر أحد أبرز المتهمين بارتكاب مجازر وحشية ضد المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. يأتي هذا الحدث بعد شهور طويلة من المطاردات والعمليات الأمنية المعقدة، التي شاركت فيها أجهزة استخبارات محلية ودولية، لإنهاء فصلٍ مظلم من تاريخ الصراع السوداني الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء.
خلفية عن أبو لولو:
يُعد “أبو لولو” أحد أخطر المطلوبين في السودان، إذ تشير التقارير الميدانية إلى أنه قاد مجموعات مسلحة نفذت عمليات إعدام ميداني ونهب وتدمير ممنهج في الفاشر ومناطق أخرى من دارفور.
وقد ارتبط اسمه بعدة جرائم حرب موثقة من قبل منظمات حقوق الإنسان، حيث تم تحميله مسؤولية قتل عشرات المدنيين العُزّل، بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن تهجير مئات الأسر قسرًا من منازلها في أحياء المدينة المنكوبة.
وتقول مصادر حقوقية إن “أبو لولو” كان يعمل تحت مظلة مجموعة مسلحة غير نظامية، استغلت حالة الفوضى والانقسام في السودان لتوسيع نفوذها وارتكاب انتهاكات واسعة دون محاسبة، إلى أن تم القبض عليه أخيرًا بعد مطاردة دامت أكثر من عام.
تفاصيل عملية القبض:
بحسب بيان رسمي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، فقد تم تنفيذ عملية نوعية في أطراف مدينة الفاشر فجر اليوم الجمعة، أسفرت عن اعتقال السفاح أبو لولو وعدد من معاونيه دون خسائر في صفوف القوات.
وأضاف البيان أن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة جُمعت خلال أسابيع من المراقبة، مشيرًا إلى أن “المتهم كان يختبئ داخل منزل آمن يتبع لأحد زعماء الميليشيات المحلية”.
وأكد مصدر أمني رفيع أن “أبو لولو” لم يُبدِ أي مقاومة تُذكر أثناء القبض عليه، وتم نقله فورًا إلى مكان آمن لاستجوابه حول سلسلة المجازر التي ارتكبتها مجموعته المسلحة في أحياء الفاشر الجنوبية والغربية.
شهادات من الميدان:
عقب الإعلان عن اعتقاله، خرج المئات من سكان الفاشر إلى الشوارع تعبيرًا عن ارتياحهم وسعادتهم بنجاح القوات في إلقاء القبض على المتهم.
وقالت إحدى السيدات النازحات لمراسلنا:
“لم نكن نصدق أن هذا اليوم سيأتي. أبو لولو كان رمزًا للرعب. قتل إخوتنا وشرّد عائلاتنا. اليوم نشعر بأن العدالة بدأت تتحرك أخيرًا.”
بينما قال أحد الشباب الذين فقدوا أقاربهم في مجزرة “حي الترّاب”:
“نريد أن تتم محاكمته علنًا، ليعرف العالم ما فعله بنا هذا المجرم. لا نريد انتقامًا، بل عدالة حقيقية.”
ردود الفعل المحلية والدولية:
أثار نبأ القبض على السفاح أبو لولو في السودان تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد رحّب الشارع السوداني بهذا الإنجاز الأمني الكبير، واعتبره خطوة أولى نحو “محاسبة المجرمين الذين أساءوا لكرامة الإنسان السوداني”.
من جهتها، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا أشادت فيه بـ”الجهود المبذولة لتقديم مرتكبي الجرائم المروّعة إلى العدالة”، مطالبةً السلطات السودانية بضمان محاكمة عادلة وشفافة وفقًا للمعايير الدولية.
كما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من استمرار العنف في دارفور، لكنها أكدت في بيانها أن “القبض على أبو لولو يمثل رسالة قوية بأن الإفلات من العقاب لن يدوم إلى الأبد”.
من هو السفاح أبو لولو؟
بحسب تقارير استخباراتية وإعلامية متقاطعة، فإن “أبو لولو” هو اسم حركي لشخص يُدعى (م.ع. أ)، في الأربعينيات من عمره، ينحدر من إحدى مناطق دارفور الغربية.
بدأ نشاطه المسلح في بدايات النزاع عام 2023، وانضم لاحقًا إلى إحدى المجموعات المنشقة عن قوات الدعم السريع، حيث أسس فصيلاً مسلحًا خاصًا به نفّذ عمليات نوعية ضد المدنيين وضد القوات الحكومية على حد سواء.
وقد اكتسب لقب “السفاح” بعد أن أشرف شخصيًا على إعدام عشرات الأسرى الميدانيين في مشهدٍ صادم وثّقته تسجيلات مصورة تم تداولها على نطاق واسع في
إن محاكمة أبو لولو يجب أن تكون علنية، لتكشف أمام الجميع فظاعة ما ارتُكب من جرائم في دارفور، ولتُرسل رسالة أمل إلى بقية المناطق التي ما زالت تعاني من آثار الحرب.
فلا يمكن للسودان أن ينهض من رماده ما لم يواجه ماضيه المؤلم بشجاعة وصدق، وما لم يتم تجريم كل من ساهم في تدمير أرواح المدنيين والبنية الإنسانية للبلاد.
كما يُعد اعتقال هذا السفاح فرصة حقيقية أمام الحكومة السودانية والمجتمع الدولي للعمل معًا من أجل إنهاء دوامة العنف وإعادة الأمن والاستقرار إلى دارفور.
فقد آن الأوان أن تتوقف لغة السلاح، وأن تبدأ لغة القانون والمحاسبة.
ولن يكون ذلك ممكنًا إلا إذا تم التعامل مع “أبو لولو” كرمزٍ لكل ما يجب ألا يتكرر في السودان:
القتل باسم العرق، والانتقام باسم القوة







