الطبقة البيضاء للداخل أم للخارج؟ النمر يكشف الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة الطبية ويصحح أخطاء شائعة تهدد الصحة العامة

67 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

في ظل تزايد الحديث عن العدوى التنفسية وانتشار الفيروسات في فترات معينة من العام، يعود الجدل مجددًا حول الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة الطبية. هذا الجدل يبدو بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه يكشف عن حجم المعلومات الخاطئة التي ما زالت تنتشر بين الناس، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصة واسعة لتبادل النصائح الطبية غير الموثوقة. السؤال الأكثر تداولًا هو: هل الطبقة البيضاء توجَّه إلى الداخل أم الخارج؟

وفي هذا السياق، خرج الطبيب السعودي المعروف الدكتور النمر ليُقدّم توضيحًا علميًا قاطعًا ينهي هذا الالتباس المستمر، مؤكدًا أن الكمامة تُرتدى دائمًا بحيث تكون الطبقة البيضاء للداخل، والزرقاء للخارج، وفقًا للمعايير الطبية المعتمدة عالميًا.

خرافات شائعة حول ألوان الكمامة

الكثير من المستخدمين يعتقدون أن تغيير اتجاه الطبقات له علاقة بحالة الشخص: فإذا كان مريضًا يجعل الأبيض للخارج، وإذا كان سليماً يجعل الأزرق للخارج، وهي فكرة انتشرت بكثافة خلال جائحة كورونا. إلا أن الدكتور النمر ينفي تمامًا هذا الادعاء، مؤكدًا أنها معلومة لا أساس لها من الصحة وأن استخدامها الخاطئ قد يقلل من فاعلية الكمامة، بل ويعرّض الشخص للمخاطر دون أن يشعر.

فالكمامة الطبية صُممت بطبقات وظيفية محددة، لا يمكن تبديلها أو قلبها. الطبقة الزرقاء مزودة بمادة مقاومة للسوائل والرذاذ، بينما الطبقة البيضاء معدّة لامتصاص الرطوبة الصادرة من الأنف والفم. وعليه، فإن قلب الكمامة يفقدها وظيفتها الأساسية في الحماية سواء للشخص أو لمن حوله.

الهدف الحقيقي من ألوان الكمامة

يشرح النمر أن اختيار اللونين لم يكن تزيينيًا أو اعتباطيًا، بل له أهداف عملية واضحة. فالطبقة الخارجية ذات اللون الأزرق أو الأخضر مقاومة للرذاذ، وهذا ما يجعلها الطبقة المناسبة لمواجهة الهواء الخارجي المحمّل بالقطرات والملوثات. بينما الطبقة البيضاء الداخلية تمتاز بقدرتها على امتصاص الرطوبة والتنفس، مما يمنع تراكم القطرات داخل الكمامة ويحافظ على راحة الشخص خلال ارتدائها.

وتُصنّع الكمامات الجراحية بثلاث طبقات رئيسية:

  1. طبقة خارجية مقاومة للسوائل.
  2. طبقة وسطى تعمل كمرشح دقيق (Filter).
  3. طبقة داخلية ماصة للرطوبة.

ومن هنا، يصبح من الواضح أن استخدامها مقلوبة يعني أن الشخص يفقد الحماية التي يفترض أن تقدمها الطبقة الخارجية، كما يفقد القدرة على تنفس الهواء دون تراكم الرطوبة.

أخطاء شائعة أخرى في ارتداء الكمامة

لا يتوقف الأمر عند قلب الطبقات فقط، بل يشير النمر إلى مجموعة من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس، وتقلل من فعالية الكمامة بنسبة كبيرة، ومنها:

  • ارتداء الكمامة أسفل الأنف.
  • لمس الكمامة من الأمام مرارًا خلال اليوم.
  • إعادة استخدام الكمامة أكثر من مرة رغم كونها للاستخدام الواحد.
  • تعليق الكمامة في الذقن ثم رفعها مجددًا.
  • عدم التخلص منها بطريقة آمنة.

كل هذه الممارسات تبدو بسيطة لكنها قادرة على نقل عدوى بسهولة، أو إلغاء الفائدة الوقائية التي تقدمها الكمامة في الأماكن العامة أو المزدحمة.

أهمية ارتداء الكمامة في الزمن الحالي

ورغم تراجع مخاوف الناس بعد انتهاء موجات الجائحة، يشدد النمر على أن الكمامة ما زالت ذات أهمية كبيرة في عدة حالات:

  • خلال فترات تفشي الأمراض الموسمية كالإنفلونزا.
  • في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة.
  • داخل المستشفيات والمراكز الصحية.
  • عند التعامل مع أشخاص يعانون أعراضًا تنفسية.
  • عند زيارة كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الكمامة الجراحية تقلل احتمالية انتقال العدوى التنفسية بنسبة تتراوح بين 30% و70% حسب نوع المكان ودرجة الالتزام بارتدائها بالشكل الصحيح.

كيف ترتدي الكمامة الطبية بالشكل المثالي؟

إليك الطريقة الصحيحة كما أوضحها النمر وخبراء الصحة:

  1. غسل اليدين جيدًا قبل لمس الكمامة.
  2. التأكد من أن الجانب الأزرق للخارج.
  3. وضع الجزء المعدني على مستوى الأنف وتشكيله بإحكام.
  4. تغطية الأنف والفم والذقن بالكامل.
  5. تجنب لمس الجزء الأمامي نهائيًا.
  6. تغيير الكمامة فور تلوثها أو ترطيبها أو بعد 4 ساعات من الاستخدام.
  7. التخلص منها في سلة مغلقة.

هذه الخطوات البسيطة ترفع مستوى الحماية بشكل كبير، سواء للشخص نفسه أو للمحيطين به.

لماذا ينتشر الجدل رغم وضوح المعلومات؟

يُرجع المتخصصون انتشار المعلومات الخاطئة حول الكمامات إلى عدة أسباب، ومنها:

  • تداول نصائح مغلوطة على مواقع التواصل.
  • عدم وجود حملات توعوية كافية بعد انتهاء الجائحة.
  • اعتماد الناس على تجارب شخصية لا أساس لها.
  • الميل إلى تصديق التفسيرات السهلة بدلًا من العلمية.

لكن مع تزايد وعي المجتمع والتأكيد المستمر من المختصين مثل الدكتور النمر، أصبح من الضروري تصحيح هذه المفاهيم، لأن الصحة العامة ليست مجالًا للتجارب أو التخمين.

رسالة النمر للمواطنين

يختتم النمر رسالته بعبارة واضحة:
“ارتداء الكمامة بطريقة صحيحة أهم من ارتدائها فقط.”
فإن ارتديتها بشكل خاطئ، فأنت تخسر أهميتها بالكامل وتضع نفسك والآخرين في دائرة الخطر. ويشدد على ضرورة التأكد من مصدر المعلومات الطبية قبل مشاركتها، لأن كلمة واحدة قد تغيّر سلوك مجتمع كامل.

إن الجدل حول اتجاه الطبقة البيضاء في الكمامة يبدو بسيطًا لكنه يحمل خلفه حجمًا كبيرًا من المعلومات غير الدقيقة التي قد تكون سببًا مباشرًا في نقل العدوى. وبفضل التوضيحات العلمية التي يقدمها المختصون مثل الدكتور النمر، بات من الواضح أن الطبقة البيضاء دائمًا للداخل، والزرقاء للخارج. ومع الالتزام الصحيح بارتداء الكمامة، يمكن للجميع المساهمة في تقليل انتشار الأمراض التنفسية والحفاظ على صحة المجتمع بشكل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى