التهاب الدماغ؛ أسبابه وطرق التشخيص وعلاجه ونصائح لك
Encephalitis
التهاب الدماغ (Encephalitis) هو مرض ينجم عن التهاب في أنسجة المخ، والسبب الأكثر شيوعًا هو العدوى الفيروسية، وفي حالات نادرة يمكن أن ينتج الالتهاب بسبب البكتيريا والفطريات، كما يحدث الالتهاب بسبب خلل في المناعة.
أسباب التهاب الدماغ
يعتمد التهاب الدماغ الذي تعاني منه على نوع السبب، وهناك أسباب كثيرة منها:
- مشكلة في جهاز المناعة: بسبب الخلل في المناعة؛ يهاجم الجهاز المناعي الدماغ فينتج التهاب الدماغ المناعي.
- البكتيريا والطفيليات: تسبب هذه الجراثيم التهاب الدماغ الجرثومي، ولكنها حالات نادرة.
- الفيروسات: العدوى من الهربس، والفيروسات المعوية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وغرب النيل والفيروسات المنقولة بالقراد. تعد في خطر؛ إذا كنت تعيش في منطقة ينتشر فيها البعوض والقراد التي تحمل الفيروسات مسببة التهاب الدماغ، وخاصة في الصيف أو الخريف لكثرة نشاط هذه الحشرات.
تصنيف الفيروسات المسببة لالتهاب الدماغ
تصنف الأسباب المحتملة للفيروسات إلى ثلاثة مجموعات: الفيروسات الشائعة وفيروسات الطفولة و وفيروسات أربوفيروس.
- الفيروسات الشائعة
يعد فيروس الهربس البسيط من أكثر الفيروسات شيوعًا، وينتقل فيروس الهربس عادةً عبر العصب إلى الجلد حيث الفرد يصاب بقرحة البرد، وقد ينتقل إلى الدماغ. يؤثر هذا النوع على الفص الصدغي، وهو الجزء الذي يتحكم في الذاكرة والكلام، كما يؤثر أيضًا على الفص الجبهي الذي يتحكم في المشاعر والسلوك، ويعد هذا النوع أمرًا خطيرًا لأنه قد يؤدي إلى تلف الدماغ الشديد والوفاة.
كما تشمل الفيروسات الشائعة الأخرى ما يلي:
- النكاف
- فيروس إبشتاين بار
- فيروس نقص المناعة البشرية
- الفيروس المضخم للخلايا
- فيروسات الطفولة
تتضمن بعض فيروسات الأطفال ما يلي:
- جدري الماء (نادر جدا)
- الحصبة
- الحصبة الألمانية
أعراض التهاب الدماغ
تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة.
الأعراض الخفيفة من التهاب الدماغ
تشمل الأعراض الخفيفة:
- حُمى
- صداع
- التقيؤ
- تصلب الرقبة
- الخمول (الإرهاق)
الأعراض الشديدة من التهاب الدماغ
كما تشمل الأعراض الشديدة ما يلي:
- حمى حوالي 39.4 درجة مئوية أو أعلى
- ارتباك
- النعاس
- الهلوسة
- حركات أبطأ
- غيبوبة
- النوبات
- الانفعال
- حساسية تجاه الضوء
- فقدان الوعي
أعراض مختلفة للأطفال والرضع
قد تظهر على الرضع والأطفال الصغار أعراضًا مختلفة مثل:
- التقيؤ
- اليافوخ المنتفخ عبارة عن بقعة لينة في فروة الرأس
- بكاء متواصل
- تيبس الجسم
- ضعف الشهية
ما هي عوامل الخطرالصحية لالتهاب الدماغ؟
هناك فئات أكثر عرضة للإصابة به، ومن أهم 3 فئات مثل:
- كبار السن
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي
كيفية تشخيص التهاب الدماغ؟
سيسألك الطبيب عن بعض الأعراض التي تعاني منها، ويمكنك إجراء بعض الاختبارات في حالة الاشتباه في أصابتك به مثل:
- البزل النخاعي أو البزل القطني
وفي هذا الإجراء، سيدخل طبيبك إبرة في أسفل ظهرك؛ لأخذ عينة من السائل النخاعي، ويختبرونها بحثا عن أي علامات للعدوى.
- تصوير الدماغ بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي
توضح الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي التغيرات في بنية الدماغ، وتفيد في استبعاد التفسيرات الأخرى المحتملة للأعراض مثل الورم أو السكتة الدماغية، كما تميل فيروسات معينة إلى التأثير على مناطق معينة من الدماغ، لذلك الأشعة تعرفك الأجزاء المصابة من دماغك وتحدد نوع الفيروس لديك.
أمور أخرى تساعد على التشخيص
ومن ضمن الأمور الأخرى التي تساعد على التشخيص:
- مخطط كهربية الدماغ (EEG)
يستخدم مخطط كهربية الدماغ أقطابًا كهربائية ( أي أقراص معدنية صغيرة بها أسلاك) متصلة بفروة الرأس لتسجيل نشاط المخ، بعض الأنماط في مخطط كهربية الدماغ تنبه طبيب الأعصاب إلى المصدر المعدي لأعراضك، ويؤدي التهاب الدماغ إلى حدوث نوبات وغيبوبة في مراحل لاحقة.
ترجع أهمية المخطط في تحديد مناطق الدماغ المتأثرة ونوعية موجات الدماغ التي تحدث في كل منطقة.
- تحاليل الدم
يكشف فحص الدم عن علامات الإصابة بعدوى فيروسية، كما أنها تقيّم أداء الأعضاء، وتحقق من وجود أنواع معينة من البكتيريا، ونادرًا ما تُجرى اختبارات الدم بمفردها حيث يضاف لها بعض الاختبارات الأخرى.
- خزعة الدماغ
يقوم طبيبك بإزالة عينات صغيرة من أنسجة المخ لاختبارها للبحث عن العدوى، لكن نادرًا ما يتم إجراءه نظرًا لوجود مخاطر عالية من حدوث مضاعفات، ويتم إجراؤه عادةً فقط إذا لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب تورم المخ أو أن العلاج لا يعمل.
تساهم هذا الفحوصات في تقييم الأعراض لتحديد مدى خطورته، وتحديد نوع الالتهاب مثل(المناعة الذاتية أو الفيروسية أو الجرثومية)
ما هي المضاعفات المرتبطة بالتهاب الدماغ؟
يعاني معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ الحاد من مضاعفات مثل:
- فقدان الذاكرة
- التغيرات السلوكية والشخصية
- الصرع
- إعياء
- ضعف جسدي
- الإعاقة الذهنية
- نقص تنسيق العضلات
- مشاكل الرؤية
- مشاكل سمعية
- مشاكل التحدث
- الغيبوبة
- صعوبة التنفس
- الموت
كما تزداد احتمالية المضاعفات في مجموعات معينة مثل:
- الأشخاص الذين عانوا من أعراض تشبه الغيبوبة
- الأشخاص الذين لم يحصلوا على العلاج على الفور
“قد يهمك أيضا: البطيخ ومرض السكر“
علاج التهاب الدماغ
تعتمد علاجات عدوى الدماغ التي تحتاجها على نوعه ومدى شدته، قد تحتاج إلى:
- مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية.
- الأدوية المضادة للفيروسات للعدوى الفيروسية.
- أدوية مضادات الاختلاج إذا كنت تعاني من نوبات.
- المساعدة على التنفس ، بما في ذلك الأكسجين الإضافي أو جهاز التنفس أو التهوية الميكانيكية.
- مثبطات المناعة، وهي الأدوية التي تهدئ من مهاجمة الجهاز المناعي (Immune system).
- سوائل عن طريق الوريد؛ للحفاظ على رطوبتك.
- الستيرويدات، التي تقلل التورم، وضغط الدماغ.
- التغذية الأنبوبية؛ لتوصيل التغذية إذا كنت فاقدًا للوعي.
- الحمامات الإسفنجية الفاترة
- المهدئات (للقلق والعدوانية والتهيج)
- راحة
- مسكنات الآلام
قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى أثناء العلاج، خاصة مع تورم الدماغ والنوبات المرضية.
بعض العلاجات الإضافية الأخرى
كما هناك بعض العلاجات الإضافية؛ اعتمادًا على نوع وشدة الالتهاب مثل:
- العلاج الطبيعي: لتحسين القوة والتنسيق والتوازن والمرونة
- العلاج المهني: للمساعدة في إعادة تطوير المهارات اليومية
- علاج النطق: للمساعدة في إعادة تعلم التحكم في العضلات اللازمة للحديث
- العلاج النفسي: للمساعدة في استراتيجيات المواجهة أو اضطرابات المزاج أو تغييرات الشخصية
هل يمكن الوقاية من التهاب الدماغ؟
يمكنك فقط تقليل مخاطره عن طريق التطعيم لك ولأطفالك ضد الفيروسات المسببة له، وخاصة في المناطق التي ينتشر فيها البعوض والقراد، واستخدام طارد للحشرات، وارتداء أكماما طويلة وسراويل في المناطق المعروفة بالفيروسات .
نصائح لجعل حياتك أفضل بعد الإصابة به
يمكنك تحقيق أقصى قدر من الرفاهية من خلال الاهتمام الشديد بما يلي:
- التغذية: تأكد من تناول الأطعمة التي تحتوي الفيتامينات والعناصر الغذائية حيث يجب أن تشمل الوجبات الفواكه والحبوب واللحوم الخالية من الدهون والخضروات ومنتجات الألبان.
- السرعة: قد تكون قادرًا فقط على تحمل فترات قصيرة من النشاط ؛ ضع في اعتبارك جدولة المهام مع فترات راحة.
- النوم: من الطبيعي أن تشعر بالتعب أثناء التعافي، كما تؤثر على نوعية النوم، لذا يساعد اتباع جدول زمني متسق ليلاً والاسترخاء قبل النوم.
قد تواجه أعراضًا طويلة الأمد تؤثر على عمل الدماغ، ويستغرق تحقيق إمكانات الشفاء الكامل وقتًا يستمر أشهر أو سنوات، كما تؤدي إعادة التأهيل والرعاية الذاتية الجيدة إلى زيادة قدراتك ونوعية حياتك.
التهاب الدماغ، شرحنا أسبابه سواء كانت فيروسية وبسبب البكتريا أو المناعة وطرق التشخيص التي سيطلبها الطبيب إذا ما شك في إصابتك بالتهاب الدماغ، وعومل الخطر وعلاجه، وطرق التحسين إذا ما أصيب الشخص به.