الإرشاد الحياتي “اللايف كوتش” : من الكماليات إلى ضرورات العصر الحديث

الإرشاد الحياتي “اللايف كوتش” : من الكماليات إلى ضرورات العصر الحديث
بقلم: ابتسام سعد الدين
في خضمّ العاصفة الحضارية التي نعيشها، حيث تتصادم الأحلام مع الواقع، وتتشابك العلاقات الإنسانية في شبكة معقدة من التوقعات والضغوط، يبرز الإرشاد الحياتي (اللايف كوتشينج) كمنارة في ظلام هذا العصر. لم يعد هذا العلم ترفاً فكرياً، بل تحول إلى أداة بقاء في عالم يفرض على الإنسان تحديات لم يعد بمقدوره مواجهتها بمفرده.
لقد تجاوز الإرشاد الحياتي مرحلة الصورة النمطية التي حصرته في دائرة الرفاهية، ليتحول إلى خدمة أساسية لا تقل أهمية عن الرعاية الصحية. فكما نلجأ إلى الطبيب عندما يعتل الجسد، نلجأ إلى المرشد الحياتي عندما تتعثر الروح في متاهات الوجود.
الإسكندرية في هذه المدينة العريقة التي شهدت ميلاد أفكار غيرت مسار التاريخ، ظهر جيل جديد من الرواد الذين حملوا مشعل التنوير النفسي. ومن بين هؤلاء يبرز اسم “أحمد بدوي” المعروف بــ ((Coach_no.1، الذي نجح في تحويل جلسات الإرشاد من حوارات نظرية إلى تجارب حياتية ملموسة.
ما يميز “بدوي” ليس فقط خبرته الأكاديمية، بل قدرته الفريدة على تبسيط أعقد النظريات النفسية وتحويلها إلى نصائح عملية يمكن تطبيقها في الحياة اليومية. خصوصاً في مجال العلاقات الأسرية، حيث أعاد تعريف مفهوم الزواج كشراكة إنسانية تقوم على التوازن والتفاهم المتبادل.
لقد استطاع “بدوي” عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة TikTok ، أن يحقق معجزة حقيقية جعل العلم النفسي في متناول الجميع. مقاطعه التي تجاوزت ملايين المشاهدات لم تكن مجرد محتوى ترفيهي، بل شكلت مدرسة متنقلة حملت المعرفة إلى كل بيت، بل لم يعد الإرشاد الحياتي ظاهرة محلية، بل تحول إلى حركة عربية شاملة. من الخليج إلى المحيط، بدأ الناس يدركون أن الاستثمار في الصحة النفسية ليس رفاهية، بل هو الأساس الذي تُبنى عليه كل أنواع النجاح الأخرى.
قد يكون أهم درس يعلمنا إياه الإرشاد الحياتي هو أن الحياة ليست سباقاً نتنافس فيه مع الآخرين، بل رحلة نكتشف فيها أنفسنا. وفي عالم يزداد تعقيداً، يصبح وجود مرشد خبير ليس خياراً، بل ضرورة وجودية لكل من يريد أن يعيش حياته، لا أن ينجو منها فقط.
هذه هي الرسالة التي يحملها رواد مثل “أحمد بدوي”، وهذه هي الثورة الهادئة التي تغير مجتمعاتنا من الداخل.