الأهلي يستعد لحسم الصعود أمام صن داونز في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا

في واحدة من أقوى المواجهات المنتظرة على الساحة الكروية الأفريقية، يستعد النادي الأهلي المصري لخوض معركة كروية حاسمة ضد فريق صن داونز الجنوب أفريقي، مساء اليوم على أرضية استاد القاهرة الدولي، ضمن منافسات إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. وتقام المباراة في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، وسط ترقب جماهيري كبير، حيث يسعى “المارد الأحمر” إلى تحقيق الانتصار والتأهل للنهائي، في طريقه نحو الحفاظ على لقبه الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي.
يدخل النادي الأهلي هذا اللقاء المرتقب تحت قيادة فنية صارمة من مدربه السويسري مارسيل كولر، الذي يضع نصب عينيه هدفًا واحدًا لا بديل عنه، وهو العبور إلى المباراة النهائية. ويُدرك كولر تمامًا أهمية هذه المواجهة، خاصة وأن الأهلي يحمل آمال جماهيره العريضة التي تحلم برؤية فريقها يواصل الهيمنة القارية ويضيف اللقب الثالث عشر إلى خزائنه المليئة بالبطولات.
التحضيرات للمباراة شهدت تركيزًا كبيرًا من الجهاز الفني للفريق الأحمر، حيث عقد مارسيل كولر عدة اجتماعات مع لاعبي الفريق، ركز خلالها على أهمية استغلال عاملي الأرض والجمهور لصالحهم، مؤكدًا أن الحضور الجماهيري الكثيف المنتظر في استاد القاهرة سيكون كلمة السر في تفوق الأهلي. كما شدد على ضرورة التحلي بأقصى درجات التركيز الذهني والهدوء داخل أرض الملعب، مشيرًا إلى أن التجربة الكبيرة للاعبين ستكون حاسمة في التعامل مع مجريات اللقاء وضغوطاته.
فنياً، أعد كولر خطة تكتيكية دقيقة للتعامل مع قدرات فريق صن داونز، والذي يعتبر من أقوى الفرق على الساحة الأفريقية حاليًا. وركز المدرب على ضرورة استغلال كل فرصة هجومية ممكنة، والحرص على إنهاء الهجمات بدقة وتركيز لتسجيل أهداف مبكرة تُربك حسابات المنافس وتمنح اللاعبين الثقة اللازمة. كما وجه تعليمات مشددة للاعبين بضرورة عدم إهدار الفرص، والحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم، مع الالتزام التكتيكي الصارم، خاصة في وسط الملعب ومنطقة الدفاع، للحد من خطورة مهاجمي الفريق الجنوب أفريقي.
المدرب السويسري لم يُغفل الجانب الدفاعي، فشدد على ضرورة عدم استقبال أي أهداف، لما لذلك من تأثير سلبي كبير على فرص الفريق في التأهل. وأكد على أهمية الانضباط الدفاعي والرقابة اللصيقة لمفاتيح لعب صن داونز، مع الحذر من الهجمات المرتدة التي يجيدها الفريق الجنوب أفريقي. واختتم كولر استعداداته بتوجيه رسالة حماسية للاعبين، طالبهم فيها ببذل أقصى جهدهم واللعب بروح قتالية عالية حتى صافرة النهاية، لإسعاد الجماهير وتحقيق حلم الوصول للنهائي القاري.
من جانبه، يدخل صن داونز اللقاء مدججًا بالطموح بقيادة مدربه البرتغالي ميجيل كاردوسو، الذي يرى في هذه المباراة فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز تاريخي لفريقه بالوصول إلى نهائي البطولة القارية الأغلى. ويعلم كاردوسو جيدًا حجم التحدي الذي يواجهه في قلب القاهرة، أمام خصم عنيد وصاحب تاريخ طويل في البطولات الأفريقية.
المدرب البرتغالي ركز في تحضيرات فريقه على الجانب الذهني والنفسي، حيث طالب لاعبيه بضرورة امتصاص الضغط الجماهيري المتوقع من جماهير الأهلي، وعدم التأثر بأجواء استاد القاهرة الصاخبة، مؤكدًا أن النجاح في هذه المهمة يتطلب صلابة ذهنية وروح معنوية قوية. كما حث كاردوسو لاعبيه على التحلي بالهدوء والتركيز طوال شوطي المباراة، مشددًا على أن الصبر والثقة بالنفس سيكونان مفتاح التفوق على النادي الأهلي.
وعلى الصعيد الفني، طالب مدرب صن داونز لاعبيه بضرورة الاستفادة من أنصاف الفرص أمام مرمى الأهلي، نظرًا لقوة الدفاعات الحمراء، مؤكدًا على أهمية الفعالية الهجومية والتسجيل من أقل الفرص. كما ركز على أهمية اللعب الجماعي والضغط على مفاتيح لعب الأهلي، مع غلق المساحات والاعتماد على التحولات السريعة لضرب الدفاع الأحمر.
وقد تأهل النادي الأهلي إلى هذا الدور بعد مشوار قوي في البطولة، حيث تمكن من الإطاحة بفريق الهلال السوداني في ربع النهائي، بالفوز عليه ذهابًا وإيابًا بنتيجة واحدة (1-0) في كل مباراة. وقد أظهر لاعبو الأهلي انضباطًا تكتيكيًا كبيرًا خلال المباراتين، ونجحوا في فرض أسلوبهم، خاصة في لقاء الإياب الذي أقيم على ملعب الهلال وسط أجواء جماهيرية صعبة.
في المقابل، جاء تأهل صن داونز إلى نصف النهائي بعد تخطيه عقبة الترجي التونسي، حيث فاز ذهابًا في جنوب أفريقيا بهدف نظيف، قبل أن يخرج بتعادل سلبي من ملعب رادس في مباراة الإياب، ليضمن تأهله بأقل مجهود نسبيًا، ما يجعله خصمًا عنيدًا وصعبًا.
المباراة المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقوة الأهلي الذهنية والبدنية والفنية، في مواجهة فريق منظم يطمح للثأر من “المارد الأحمر” الذي سبق وأقصاه في نسخ سابقة من البطولة. وسيكون على الأهلي أن يضرب بكل ثقله منذ البداية، مستغلًا التشجيع الجماهيري، وحالة الانسجام بين عناصره الأساسية، لتحقيق نتيجة تضمن له الصعود إلى المباراة النهائية دون الدخول في حسابات معقدة.
وإذا ما نجح الأهلي في تخطي صن داونز، فإنه سيصبح على بعد خطوة واحدة فقط من تحقيق إنجاز تاريخي جديد بإحراز اللقب الثالث عشر في تاريخه، والثالث على التوالي، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي نادٍ في القارة السمراء. ويأمل عشاق الأهلي أن تكون ليلة استاد القاهرة شاهدة على تألق جديد لأبطال القارة، وأن يواصل الفريق كتابة فصول المجد في تاريخه الطويل.
المباراة بين الأهلي وصن داونز لا تُمثل فقط صراعًا على بطاقة التأهل للنهائي، بل هي معركة بين طموح الحفاظ على القمة وتاريخ من البطولات، ورغبة في كسر الهيمنة وتحقيق المجد القاري. وبين روح الأهلي القتالية وطموح صن داونز الجامح، يبقى الحسم مساء اليوم في استاد القاهرة وسط ترقب أفريقي كبير.