مدرسة ISMAGi تحتفي بكتاب “محمد السادس ملك ذو رؤية” لمؤلفه رشيد الياقوتي

في خطوة ثقافية متميزة، نظم المعهد العالي للتدبير والإدارة والهندسة المعلوماتية (ISMAGi) يومه الجمعة، 14 فبراير الجاري، حفل توقيع الكتاب الذي أثار الكثير من الاهتمام، “محمد السادس ملك ذو رؤية”، من تأليف الكاتب رشيد الياقوتي.

كان الحدث مناسبة للتعمق في فلسفة القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور السيد عبد الله العيساوي، الرئيس المؤسس لمدرسة ISMAGi، وعدد من الكتاب والفنانين المغاربة، إلى جانب الحضور الشرفي لسفير دولة جزر القمر بالمغرب.

الكتاب يعد بمثابة استعادة حيوية لمسيرة قائد فذ نجح في تشكيل معالم المستقبل للمملكة المغربية. فقد تناول المؤلف بأسلوبه السلس والمعمق، أبرز محطات القيادة الملكية منذ تولي جلالة الملك محمد السادس العرش في عام 1999، مستعرضًا الإصلاحات الجوهرية التي قادها، والتي مهدت الطريق للمغرب ليصبح رائدًا في مجالات عدة على الساحتين الإفريقية والدولية. من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية إلى التأثيرات الثقافية والدبلوماسية، يشكل الكتاب مرجعًا أكاديميًا يسعى لتوثيق هذه الحقبة الاستثنائية في تاريخ المغرب.

هذا الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي فحسب، بل هو أيضًا قراءة تحليلية للرؤية الملكية التي جمعت بين الوفاء للموروث والتطلع إلى المستقبل. رشيد الياقوتي، من خلال عمله، ألقى الضوء على القدرة الفائقة لجلالة الملك على التأقلم مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم. في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمات الدولية، مثل الحرب الروسية-الأوكرانية والنزاع في غزة، استطاع الملك محمد السادس بفضل حكمته ورؤيته الاستباقية أن يحافظ على استقرار المملكة ويعزز مكانتها في محيطها الإقليمي والدولي.

هذا الكتاب، الذي يسلط الضوء على التقدم الذي تحقق تحت قيادة الملك محمد السادس، يعكس قدرة الدولة المغربية على التكيف مع التحديات الجديدة في عالم متغير. حيث استطاع المغرب، بفضل الرؤية الملكية، أن يقود أوراشًا كبرى في مجالات متعددة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الحماية الاجتماعية إلى التحول الرقمي، وفتح أبواب المملكة على الاستثمارات الأجنبية.

وخلال كلمته الافتتاحية، أوضح الكاتب رشيد الياقوتي أن الكتاب لا يتوقف عند الأحداث والأرقام فحسب، بل يقدم رؤية شاملة للقيادة التي جعلت من المغرب نموذجًا يُحتذى به في منطقة المغرب العربي وإفريقيا. وأضاف أن الهدف من الكتاب هو بناء منصة حوار بين الأجيال، خاصة جيل الشباب، الذين يُنظر إليهم كقوة محورية في المستقبل، ما يجعلهم سفراءً للبلاد في عالم سريع التغير.

وفي سياق متصل، أشار السيد عبد الله العيساوي إلى أن المعهد، الذي يتخصص في مجالات التكوين العلمي والتقني، يسعى من خلال هذا الحدث إلى تجديد ارتباط الأجيال الجديدة بالكتاب، وسط تحديات عصر الشاشات والتكنولوجيا التي طغت على الاهتمامات الثقافية التقليدية. وأضاف أن المعهد يواصل سعيه لتحقيق التوازن بين التكنولوجيا والتفكير العميق، مشيرًا إلى أن “الحرم الجامعي يجب أن يكون أرضًا خصبة لتطوير الفكر والنقاش”.

من جهته، سلط سفير جزر القمر بالمغرب، في كلمته، الضوء على التلاحم التاريخي بين جزر القمر والمملكة المغربية، مشيرًا إلى أن المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نجح في تحقيق تقدم في مجالات عدة بفضل الرؤية الملكية الشاملة. كما تحدث السفير عن أثر هذه الرؤية على تعزيز مكانة المغرب في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى دور المغرب الرائد في تعزيز التعاون بين دول القارة، وهو ما تجسد في المشروعات الكبرى مثل الميناء الجديد في مدينة العيون، الذي يعكس رؤية الملك للمستقبل. كما أضاف أن المغرب، بقيادة ملكه، أصبح وجهة آمنة للاستثمار وأرضًا لاستقبال الطلاب من مختلف أنحاء إفريقيا.

ومن خلال هذا التوقيع، بدا واضحًا أن الكتاب يشكل أكثر من مجرد عمل أدبي أو أكاديمي، بل هو دعوة للتفكير في الحاضر والمستقبل من منظور قيادة تمتاز بالرؤية والقدرة على التكيف مع متغيرات العصر. فبين صفحات هذا الكتاب، تتكشف أبعاد ملكية تُعنى بالبناء المستدام وتحقيق التقدم، وتدعو الأجيال القادمة إلى استلهام دروس القيادة والإصلاح في مسيرة المملكة المغربية.