أصبحت غريبًا

بقلم: دينا طه

 

هل جرِّبت يومًا أن تدور الحياة بك حول من كنت تظنهم الأقرب، لتجدهم يتغيرون إلى أشخاص غرباء بسبب أفعالهم وموقفهم؟ هذا الشعور لا يمكن أن يصفه الكلام، ولكن يستطيع أن يكسر أعماق الروح والمشاعر.

 

أمام هذه الحقيقة المرة، كيف لي أن أصف تحول اللهفة والشوق من قبل إلى عدم الاهتمام الذي يملأني بالألم أكثر من ألم الفقد؟ لأنه يُؤكد لي أنه ممكن للأقرب أن يتحول في لحظة إلى شخص غريب جدًا.

 

وهذا الشعور هو ما يجعلني أعيش مراحل من الصدمة والمراجعة النفسية. وكيف لي أن لا يتملكني الشعور بالغربة، وأنا أراك مرة أخرى غريبًا لا يمتلك من قبلك سوى الاستغلال والمصلحة.

 

أما الألم الأعظم فهو أن أشعر أنني لم أعد أفتقدك الآن. فقد كنت في الماضي أعيش القلق والتوجس، وأستمر في التفكير والتوهم بما كنت تعنيه لي. ولكن، الآن أصبحت لا أعير اهتمامًا لما حدث، ولا أتساءل لماذا تغيرت الأمور.

 

لقد كانت هذه التجربة قاسية ولكنها ضرورية. أدركت أن الغربة لا تعني فقط الابتعاد عن الأماكن أو الأشخاص، بل تعني أيضًا الابتعاد عن المشاعر والأحاسيس التي كنا نعتقد أنها ثابتة ودائمة.

 

في النهاية، أدركت أن القوة تأتي من تقبل الأمور كما هي، ومن الإيمان بأن الحياة دائمًا تمنحنا الفرصة للتجدد وإعادة البناء. نعم، قد أصبحنا غرباء، ولكن في هذا الغرابة، وجدت نفسي ووجدت قوتي.

 

ahmed salem

مؤسسة مجلة كيميت الآن، حاصلة على درجة الماجستير، مؤمنة بالحريات والإنسانية، مهتمة بنشر الاخبار علي مستوي العالم ، فكما يقال أن القلم أقوى من السيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى